ترامب.. إيران والخليج المُحتمل

احسان ناجي

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطابه المحموم بالبرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن حربا تجارية من طرفها مع بكين العاقلة. وعلى هامش هذا والخطاب الأميركي المباشر أزاء صمت ديمقراطي من البيت الأبيض غير المعتاد، فان «المرحلة التجارية العالمية الثالثة» في الحقبة الجارية بالنسبة لواشنطن، بعد خروجها من اتفاق المناخ، تعني الإلتفات الى إيران التي ما زالت تهدد المنطقة بالسيطرة على هرمز الستراتيجي إضافة الى تنفذها على مياه اقليمية تعدّ طريق حرير النفط والتجارة.
بصرف النظر عن الموقفين البريطاني والفرنسي المؤيدين للقرارات التي تتخذها الولايات المتحدة تبدو أوروبا في حالة ترقّب، فهذه التي انتقلت من دول متحدة أغلبها تحت مظلة اليورو الى شركات استثمارية كبرى، تتخلف عنها روسيا التي تقدمت مؤخراً بمساعدتها لإيران في حال أغلقت جميع السبل أمامها.. من دواعي تعاون الطرفين (الاقتصادي، الجيوسياسي ـ بعيد الأمد).
وبلزوم تأثر إيران بالعقوبات واحكام المراقبة الدولية على منفذها الرئيس لصادراتها النفطية، فان منتجين آخرين مهمين للطاقة (العراق والكويت) سيحترقان بنار جانبية قد تكون برداً وسلاماً على أخريات (السعودية والامارات) لخيارات لديهما ساعة تصدير النفط أو التعاملات التجارية الاستثمارية العريضة.
أما آسيا كبيرة المستهلكين للنفوط الخليجية، مع الأخذ بنظر الوساطة اليابانية بين طهران وواشنطن، فقد تكون هي الأخرى، في الاطار العام، مُربكة التفكير في كيفية تعويض امدادات النفط، لكن برود المستوردين الرئيسيين الصين وكوريا الجنوبية يجيء بأن المنتجين خارج أوبك «روسيا والولايات المتحدة نحو 18 مليون برميل يومياً» والرئيس في منظمة الدول المصدرة للنفط (السعودية بمعدل 9 ملايين برميل يومياً) والمطروح من نفوط من ما أهلّ بغير شرعية، يجعل الأمر أكثر يسراً لكبيرتي آسيا صناعياً.. ولما يراه السوق الذاهب الى لزوم أن يكون (سعر نفط أوبك وخارجها = سعر النفط الأميركي الصخري).. ولن تمانع روسيا أو السعودية نتيجة هذه المعادلة أو ارتفاع أسعار الخام لاتساع رقعة مصالحهما التجارية في العالم.
في الغضون، فان ما يتعرض له أهم منفذ بالنسبة لثمان دول قد يأتي على سلة غذاء ودواء شعوب المنطقة، في وقت تقف فيه المنظمات الدولية (المعنية) عاجزة.. ولعلّها تعدّ الآن المانشيتات التنددية الساحرة لكارثة مستبعدة. أما شركات (رسمالية الكوارث) فقد دشنت حالها بمثلاً: ارتفاع رسوم النقل البحري في المناطق المهددة.
تتصدى «الصباح الجديد» اليوم بملحقها الاسبوعي (زاد الاقتصادي) للأزمة التي تمر بها المنطقة والخليج في ظل التصعيد الأميركي والعقوبات على إيران وتداعياتها الدولية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة