نحو الاهتمام بالفن السابع ونشر الثقافة السينمائية

كاظم مرشد السلوم

الزاد الثقافي والمعرفي الذي تقدمه جريدة الصباح الجديد لقرائها كل يوم، وتدعمه بملحق «زاد» الأسبوعي الذي يتنوع بين الادب والرياضة ، والعلوم ، والاقتصاد ، تدعمه هذه المرة بزاد معرفي وثقافي وفني جديد، هو ملحق زاد السينمائي، هذا القرار الذي جاء من هيئة التحرير يؤكد اهمية الفن السينمائي في حياة الناس في كل مكان، فالسينما ليس مجرد حدوته تمتد لساعة او ساعتين، بل هي وسيلة تواصل وتلاقح ثقافي بين الشعوب، اسهمت في التعرف على ثقافات وحضارات لم نكن لنتعرف عليها لولا الأفلام السينمائية التي تشاهد في شتى دول العالم، وربما لا يقرأ الكثير من الناس كتابا او صحيفة بشكل يومي ، ولكنهم بالتأكيد يشاهدون فيلما سينمائيا ربما يوميا او اسبوعيا في اقل تقدير ، خصوصا بعد الانتشار الواسع للفضائيات العربية والعالمية التي تعرض عشرات الافلام يوميا ، من هنا تأتي السينما، وأهمية ان يكتب عنها في الصحف، في سبيل إشاعة ثقافة سينمائية بين الناس ، تعمل على توجيه ذائقة المشاهد نحو الأفلام الجيدة، وقراءة وتحليل الأفلام لخلق فهم أكبر لتيمة الفلم السينمائي، فالكثير من جهات الإنتاج تضع في حساباتها أهدافا محددة لإنتاج هذا الفلم او ذاك، فبعض الأفلام تحوي الكثير من الرسائل السياسية التي يراد إيصالها الى المتلقي ، وقد تشكل هذه الرسائل خطورة كبيرة على من يشاهدها، من خلال تأثيرها عليه بشكل سلبي أو إيجابي ، وشهدت الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والغربي، انتاج العديد من هذا النوع من الأفلام ، حتى يقال ان واحدا من أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي هو الأفلام السينمائية التي كانت توجه الى شعوب الاتحاد، وبالتالي كانت هذه الشعوب مهيأة للتغير الذي حدث.
بعض الدول تمتلك ماكنات انتاج ضخمة مثل هوليود التي يتجاوز انتاجها الألف فلم سنويا، توزع وتعرض في جميع دول العالم، هذه الماكنة الإنتاجية الضخمة توجه باتجاه إشاعة الثقافة الغربية عموما والأميركية خصوصا بين المشاهدين لأفلامها، مراهنة على التماهي الذي يمكن ان يحدث لهم سواء مع ابطال الفلم، أو حكايته،
كذلك فان السينما هي وسيلة تواشج بينها وبين بقية الفنون والآداب، لذلك أخذت الكثير من مواضيعها من الروايات المهمة، وكانت سببا في انتشار هذه الروايات في بعض الأحيان، فروايات نجيب محفوظ التي حول معظمها الى أفلام سينمائية، لم يقرأها الكثير من المصريين بل شاهدوها أفلاما، في الفترة التي كانت نسبة الامية عالية سواء في مصر او بقية الدول العربية.
لكل ذلك تأتي أهمية ان تكون هناك صفحة سينمائية في جميع الصحف التي تصدر ، سواء في العراق او غيره، هذه الصفحة موجودة في جريدة الصباح الجديد، لكن وجود ملحق سينمائي، قد يكون له الأهمية الأكبر، لسعة وتنوع المواضيع السينمائية التي يحتويها، بما يخلق فائدة أكبر للقارئ ، سواء المهتم بالشأن السينمائي ومتخصص فيه او للقارئ الذي يمتلك حب الاطلاع على خفايا الفن السينمائي ، وما تحمله أفلامه من مواضيع ، وكذلك كيفية صناعة هذه الأفلام ، ومعرفة حيـاة نجومهـا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة