الصورة الإيجابية للعربي في السينما العالمية

المغرب – عبد الكريم واكريم:

لم تُقدِّم السينما الاميركية صورة العربي والمسلم فقط بشكل نمطي وسيئ، بل درجت ومنذ نشأتها على رسم صور مغلوطة ومسيئة لأعراق أخرى، إذ هنالك أفلام كثيرة قَدَّمَت صورة السود بشكل سلبي وتحقيري لعدة عقود، قبل أن يتم إعادة النظر في هذه الصورة خصوصا بعد دخول السود كفاعلين أساسيين في صناعة السينما بهوليود، وكذلك كان الأمر بالنسبة للهنود الحمر الذين انتظروا بدورهم عقودا سيئة سينمائيا قبل أن تُعيد لهم الاعتبار السينما الاميركية وتُنتج عنهم أفلاما مُنصِفَة.
لطالما تم الحديث عن الأفلام الغربية والاميركية بالخصوص التي قدَّمت صورة سيئة للشخصية العربية والمسلمة، لكن بالمقابل لم يتم الالتفات كثيرا لأفلام جيدة فنيا وجماليا وذات بعد إنساني أظهرت العربي بشكل إيجابي وبصورة مضيئة. وإذا كانت هذه الأخيرة قليلة بالمقارنة مع الأخرى التي درجت على تنميط صورة العربي والمسلم، فإنها تستحق أن نضعها في بؤرة ضوء وحيز مُمَيَّز.
من بين الأفلام التي قدمت صورة جيدة عن العرب والمسلمين وشكلت الاستثناء: «لورانس العرب» (1963) للمخرج الإنجليزي ديفيد لين ، «الطريق إلى الهند» (1986) لنفس المخرج، «المحارب الثالث عشر» (1999) للمخرجَين مايكل كرايطون وجون ماكترنان، «السيد إبراهيم وأزهار القرآن» (2003) للمخرج الفرنسي فرونسوا دوبيرون، «ميونيخ» (2005) لستيفن سبيلبرغ، «مملكة السماء» (2005) لريدلي سكوت، «واجب مدني» (2006) لجيف رينفو، «العودة إلى حنصالة» (2008) للمخرجة شوس غوتييريث، «صيد السلمون في اليمن» (2011) لِلارس هالستروم…
وسنقف عند بعض من هذه الأفلام التي تُشكل نقطة ضوء في السينما العالمية، ليس فقط لكونها تُعيد الاعتبار للشخصيتين العربية والمسلمة، لكن لكونها أيضا أفلام ذات حمولة إبداعية وفنية وإنسانية، ولأنها من بين تلك الأفلام التي لا تموت بل تظل خالدة في الذاكرة «السينفيلية» العالمية.

ديفيد لين، مخرج إنساني

استطاع المخرج الإنجليزي ديفيد لين أن يُعطي صورة عن الشرق العربي والإسلامي في فيلمَيه «لورس العرب» (1963) و»الطريق إلى الهند» (1984) خالية من الغرائبية والدونية، الصِّفَتان اللتان تطبعان أغلب الأفلام الغربية التي تناولت قضايا لها علاقة بالعرب والمسلمين، والتي ظَلَّت سجينة لتلك النظرة النمطية المتعالية والسياحية التي يحملها الغرب عن البلدان العربية والإسلامية عموما، والتي لا تخرج عن صحراء مليئة بالبدو يركبون الجمال ويصرخون بصوت عال ويتصرفون برعونة وعنف.
قد نجد بعضا من هذا في «لورانس العرب» الذي تدور أحداثه في الجزيرة العربية قُبَيل تأسيس الدولة العربية الحديثة بها وإعلان استقلالها عن العرش البريطاني، لكن ليس بتلك العمومية والإطلاق الذي نراه في الأفلام الأخرى الشبيهة، إذ به نماذج مختلفة من الشخصيات العربية كما في أي منطقة أو بلد آخر.

«لورانس العرب» وصورة العربي كإنسان

في فيلم «لورانس العرب» (1963) يصور ديفيد لين العربي كإنسان بجميع تناقضاته، فهو يحب ويكره ويرتكب الأخطاء وتعتريه لحظات ندم وتتنازعه أحاسيس ودوافع متناقضة ومتشابكة. ليس في الفيلم أشرار وأخيار، فالشر والخير نسبيان بالنسبة لديفيد لين، لا في الجانب العربي ولا في الجانب الإنجليزي، هنالك فقط مصالح ونزعات تتجاذب الشخوص.
بل إننا نجد بالفيلم شخصية جد إنسانية، هي شخصية «علي» التي أدَّاها عمر الشريف بإتقان، والتي تُصبح في آخر الفيلم مرآة «لورانس» الإنسانية التي تُذَكِّرُه بأخطائه وتُأَنِّبه عليها وتحاول أن تجعله يستعيد توازنه الإنساني والنفسي. هي شخصية للعربي قليلا ما نراها في الأفلام الغربية، لا قبل هذا الفيلم ولا بعده، شخصية تستحق أن نقف عندها ونتأمَّلها.
طوال لحظات الفيلم، التي تُقارب مُدَّته الأربع ساعات، يُرافق «علي» لورانس ويحصل بينهما تَأثِير وتَأَثُّر متبادل. وفي اللحظات العصيبة التي يمُرُّ بها لورانس يكون «علي» هو المَلجأ والمُنقذ وهو ذلك الضمير الحي الذي لا يغفل ولا يتوانى عن تأنيب لوراس وتذكيره بالجانب المضيء فيه.
ليست هنالك بفيلم «لورانس العرب» شخصية شهمة ومضيئة ونبيلة وشجاعة، من الجانبين العربي والإنجليزي كما هي شخصية «علي» ذو الأهداف النبيلة، والتي لاهمَّ لها سوى جمع شتات العرب ودفع القبائل المتنافرة للتَّغاضي عن خلافاتها، من أجل لمٍّ الشَّمل وتأسيس دولة موحدة في الجزيرة العربية، لا تخضع لحكم وسطوة الإنجليز.

«الطريق إلى الهند»، المُسلم المُفتَرَى عليه

في فيلمه الآخر «الطريق إلى الهند» (1984)، وفي أثناء تناوله لفترة الاستعمار الإنجليزي للهند وانتقاده للنفاق الإنجليزي المبني على تحقير وازدراء الآخر صاحب الأرض والمكان، يُقدم لنا ديفيد لين شخصية أخرى مُفعمة بالإنسانية وحب الآخرين، وهي شخصية الدكتور عزيز الطبيب الهندي المسلم الذي سَيُتَّهَمُ ظُلما بمحاولة اغتصاب شابة إنجليزية وافدة للتو من إنجلترا للالتحاق بخطيبها في الهند صحبة والدته. ذلك المسلم المتسامح الذي سيقدم خدماته لهؤلاء بكل أريحية ليجد نفسه نتيجة ذلك حبيس زنزانة باردة، لتَتِتمَّ تبرئته بعد قيام الهنود بمظاهرات واحتجاجات أمام المحكمة، واعتراف الشابة بكونه لم يمسسها بسوء.
نجد بالفيلم إدانة شديدة وواضحة للعنصرية التي مارسها الإنجليز على أبناء البلد آنذاك، وفضحا لذلك التعالي البليد للمستعمرين، الذين كانوا يتصرفون وكأنهم من جنس أرقى وأسمى وأن الأهالي من جنس أدنى وخسيس وهمجي.
وطوال لحظات الفيلم، المقتبس من رواية كلاسيكية مهمة بنفس الاسم للروائي البريطاني إدوارد فوستر، يقدم لنا دايفيد لين نماذج بشرية جميلة لهنود ومسلمين مُسالمين وراقين أخلاقيا وسلوكيا، وفي مقابلهم إنجليز مُتعجرفون وأغبياء، لا يستثني منهم سوى شخصيتين إنجليزيتين هما السيدة مور أم خطيب الشابة وأستاذ وصاحب مدرسة يتواجد في الهند لحُبِّه لها ولأهلها الذين يتعاطف معهم ومع قضاياهم وطموحهم للتحرر والانعتاق من رِبقة الاستعمار.

العربي منتجا للأفكار في «صيد السلمون باليمن»

في فيلم «صيد السلمون في اليمن» (2012) للمخرج لارس هالستروم، نجد شخصية عربية أخرى من القليل النادر أن نجد مثلها في فيلم غربي، إذ يقدم لنا المخرج من خلال شخصية «الشيخ» اليمني التي يؤديها باقتدار عمر واكد، صورة لعربي متفتح ومثقف ومسالم وإنساني ومؤثر في الآخرين بما فيهم الغربيون، عاشق لصيد السمك ويُقرِّرتمويل مشروع لجلب سمك السلمون من إنجلترا إلى وديان بمرتفعات اليمن، لكننا سنعلم كمشاهدين فيما بعد أن صيد السلمون لم يكن سوى ذريعة أراد «الشيخ» الرؤيوي أن يُحيِي بها الزرع والأرض، كي تخضرَّ وتُعطي من خيرها للأهالي. فمع مرور لحظات الفيلم ومن خلال حوارات مكتوبة بِحنكة ودقة يَتَبدَّى لنا كم هي هذه الشخصية جميلة وتعبق إنسانية. ليُقرِّر المتعاونان الغربيان معه البقاء في آخر الفيلم باليمن قصد مساعدته على تحقيق مايطمح إليه برغم كل الصعوبات التي سيواجهها الثلاثة في سبيل ذلك.
هنا ومرة أخرى تلتقي هذه الشخصية مع شخصية «علي» بفيلم «لورانس العرب» في كونها شخصية إنسانية بامتياز.

ريدلي سكوت يصنع «مملكة السلام»

يدعو فيلم «مملكة السماء» (2005) لريدلي سكوت للتسامح بين الأعراق والديانات. وتدور أحداث الفيلم في العصور الوسطى حيث يسود التطرف الديني وتُرتكب المجازر باسم الدين المسيحي و»إرادة الرب»، وفي خِضَمِّ هذا المحيط المتشدد والمتطرف دينيا وعرقيا تُصبح القدس الواحة الوحيدة الباقية للسلام والتسامح والتعايش بين الأديان والأعراق، وهي الفضاء الباقي من أجل إنقاذ الإنسانية مما هي سادرة فيه من غَيّ. وإن سقطت في أيدي عاشقي الدماء والكراهية سقط كل العالم وغابت إلى الأبد كل آمال السلم والتسامح وقبول الآخر المختلف.
وهكذا نتابع البطل سليل النبلاء، والذي لايتعرف على أبيه إلا حينما يأتي هذا الأخير للبحث عن وريث قادما من القدس إلى فرنسا المتطرفة والغارقة في ظلام العصور الوسطى.
وفي رحلته للقدس لطلب الخلاص النفسي والروحي بعد وفاة زوجته انتحارا نعيش مع البطل تلك الأجواء التي لايعرف سوى ريدلي سكوت خلقها ونسجها بحيث يضعنا في قلب صراعات تاريخية تحيل على الحاضر الذي نعيشه الآن وتُفضي إليه.
في فيلم «ملكة السماء» نجد ونتابع من الجانبين العربي المسلم من جهة والمسيحي من جهة أخرى، الرجال الذين صنعوا واحة سلام وسط محيط من اللاتسامح والحقد وعدم قبول الآخر. أنموذج يقدمه لنا ريدلي سكوت هنا والآن، لأنه يعلم تماما كم نحن في حاجة إليه في ظروف عالمنا المعاصر.
ومن بين هؤلاء الرجال وواحد من أهمِّهم صلاح الدين الأيوبي، الذي لم يُقَدَّم بهذا النبل وهذه الإنسانية إلاَّ لماما في المخيال الغربي، الذي يَعتَرف له مع ذلك بكونه صانع السلام وحامي الضعفاء من جميع الديانات والملل والنحل.
وحين تُعلن الحرب أوزارها بين الجانبين العربي والمسيحي نجد من كلا الطرفين من يرجو السلام ولا يصبو لإراقة الدماء، ومن الجانب العربي الإسلامي يكون صلاح الدين الأيوبي هو صانع سلام الأقوياء وحامي الضعفاء من المسيحيين واليهود.

«ميونيخ» الفيلم الذي أغضب إسرائيل

في «ميونيخ» (2005) يُفاجِئ ستيفن سبيلبرغ كل المُتتبِّعين بفيلمه هذا الذي يتَّهم صراحة دولة إسرائيل، التي تَدَّعي الديموقراطية وتُقدِّمُ نفسها كواحة لها في المنطقة، على أنها تمارس الإرهاب والتَّصفيات الجسدية للقادة الفلسطينيين، في ونفس الآن الذي تدعي فيه أن «الإرهاب» يأتيها من الجانب الفلسطيني والعربي.
تدور أحداث الفيلم أثناء وبعد حادثة الألعاب الأولمبية لصيف سنة 1972 بألمانيا، حيث سيقوم فلسطينيون باحتجاز مجموعة من اللاعبين الإسرائيليين المشاركين في الألعاب، لتنتهي عملية الاحتجاز بمقتل المُحتَجَزِين والمُحتَجِزِين (بفتح الجيم ثم بكسرها).
وطيلة لحظات الفيلم وفي أثناء استيقاظ ضميره بعد غوصه في عمليات القتل، يحاول المكلف بمهمة تصفية القادة الفلسطينيين معرفة ما جرى، ليصل في النهائية إلى أن من قاموا بعملية الاختطاف لم يكونوا ينوون قتل اللاعبين الإسرائيليين بل كانوا فقط يريدون خلق هالة حول القضية الفلسطينية ثم إطلاق الرهائن، لكن التَّعامل الخاطئ مع مطالبهم في وضع طائرة بطيارها تحت تصرفهم والتي لم تَتَحقق جعل العملية تنقلب لمجزرة سيموت فيها الكل.
وتبدو اتهامات مخرج الفيلم واضحة للجانب الإسرائيلي وللموساد بالتحديد بارتكاب عمليات قتل، بحيث ستقوم السلطات الإسرائيلية بالاحتجاج على الفيلم ومخرجه ذو الأصول اليهودية وأحد أهم صانعي الصورة في هوليود ومن بين أكبر مخرجيها الذي تنال أفلامه النجاح التجاري باستمرار.
في أحد أهم مشاهد الفيلم سيعطي سبيلبرغ الكلمة لأحد الفلسطينيين الذي سيشرح وجهة نظر الجانب العربي والفلسطيني بخصوص الصراع العربي الفلسطيني، بحيث يبدو الأمر مُبرَّرا بالنسبة للفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين.
وهكذا يُصبح فيلم «ميونيخ» واحدا من بين الأفلام السياسية التي حاولت أن تكون محايدة ومُنصفة، ولم تُلقِ باللائمة على العرب، ككونهم صانعين للإرهاب ومنتجين له.

«السيد إبراهيم» المتصوف الزاهد والإنساني

في فيلم «السيد إبراهيم وأزهار القرآن» (2003) يجمع المخرج الفرنسي فرونسوا دوبيرون في باريس سنوات الستينيات من القرن الماضي بين عجوز مسلم وطفل يهودي في علاقة إنسانية ترتقي لتصبح معها شبيهة بعلاقة أب بابنه، إذ يتبنى المسلم المتصوف كما يقدم نفسه الطفل الذي على أعتاب المراهقة روحيا ويَحِنُّ عليه ويرشده، هو الحائر الذي هجره أبوه، ليعلم بعد ذلك أنه انتحر نتيجة فقدانه لعمله وعجزه عن تدبر معيشته اليومية صحبة ابنه.
نجد هنا المسلم صاحب محل لبيع المواد الغذائية، حنونا متشبعا بقيم التسامح التي يَرُدُّها باستمرار للإسلام، مستشهدا بآيات من القرآن، الذي يهدي نسخة فرنسية منه للطفل.

«العودة إلى حنصالة»، نفس إنساني عميق

انطلقت مخرجة فيلم « العودة إلى حنصالة» (2008) الإسبانية شوس غوتييريث من حدث واقعي شهدته شواطئ «روطا» بالجنوب الإسباني في بداية الألفية الثانية، لتنسج فيلما محترما حاولت فيه الابتعاد عن تلك الصورة النمطية للإنسان العربي، بل إنها استطاعت من خلال تصوير غرق إحدى عشر شابا مغربيا كانوا يحاولون العبور إلى الضفة المقابلة على متن قارب صغير، ثم ماتلا ذلك من اكتشاف كونهم ينتمون كلهم لقرية صغيرة بأعالي جبال الأطلس المتوسط وسط المغرب تُدعى «حنصالة» ، نَسجَ أحداث مُتخيَّلة أساسها العلاقات الإنسانية والعاطفية التي تنشأ بين مارتين مدير مقاولة لنقل الأموات وتدبير أمور الجنائز وليلى أخت أحد الشبان الذين لقوا حتفهم غرقا أثناء محاولة العبور للضفة الأخرى، والتي لجأت إلى مارتين لينقل جثمان أخيها إلى بلدتها المغربية النائية. وأثناء رحلة الذهاب والعودة وبينهما الإقامة بحنصالة يُعيد المشاهد اكتشاف المغرب وأهله، من خلال وجهة نظر الإسباني مارتين التي تتغيَّر بالتدريج نحو الصورة الإيجابية لهذا الشعب المضياف والمتسامح الذي اضطرته ظروف اقتصادية سيئة للجوء للهجرة السرية حتى لو كان الثمن الموت غرقا في أعماق المضيق.

خلاصة

يبدو أن العرب ينتظرون لسنوات حتى يأتي مخرجون ذَوُو رؤية إنسانية ليصوِّروا عنهم شخصيات ذات ملامحة إنسانية حقة. لكن هل للعرب أن يظلوا في انتظار مايُنتَجُ غربيا ليروا صُوَّرَهُم فيه وكيف تم تقديمها ، ليُحبطوا كل مرة ويندبوا حظهم البئيس، أم عليهم أن يُنتجوا صورهم الخاصة والذاتية ويحاولوا أن يُصدِّرُوها للعالم، الأمر الذي ليس مستحيلا ولا صعبا كما يمكن أن يظهر لأول وهلة، لأن للعرب كفاءات فنية من مخرجين وتقنيين وممثلين وكُتَّاب سيناريو باستطاعتهم فِعلُ ذلك، لكن الإرادة والرؤية هي ما ينقص على مايبدو، وحين ستحضر يمكن أن يتحقق ذلك.
إذ ليس من الضروري إنتاج أفلام ذات كُلفة إنتاجية ضخمة، كما هي الأفلام الهوليودية، بل مجرد أفلام بها رؤية واضحة عن الشخصية العربية ومنفتحة على العالم يمكن أن تخلق الفرق في المهرجانات العالمية وتفوز بجوائز وتظل في الذاكرة السينمائية العالمية.
إن التَّوَجُّه الأعم لدى السينمات الغربية وخصوصا هوليود هو الدفاع عن المصالح الإقتصادية والسياسية للغرب وأميركا على الخصوص، أو في الأغلب الأعم مغازلة جمهور غربي تَربَّى ونشأ على مثل هذه الصور النمطية، بحيث يُصبح الأمر مسألة تجارية لا أقل ولا أكثر، تبتغي فيها السينما الهوليودية على الخصوص الوصول لِأَكبر شريحة من الجمهور الغربي الاعتيادي الذي يستسيغ مثل هذه الصور التي تُشفي غليله خصوصا في فترات تاريخية عصيبة، كما جرى بعد أحداث 11 شتنبر2001 ، التي تبعتها أفلام تَعَمَّقت فيها هاته الرُّؤيَة السِّلبية للعرب والمسلمين. فبعد أن كانت صورة العربي والمسلم تُقدم في الغالب الأعم بشكل كاريكاتوري احتقاري، أصبحت صورة الإرهابي العاشق لسفك الدماء هي الطاغية في هاته الأفلام، والتي لايحمل جُلُّها أي قيمة فنية أو سينمائية أو إنسانية تُذكر ولم تنل حظوة عند المهتمين بالشأن السينمائي، خلافا لتلك القِلَّة من الأفلام التي ذكرناها، والتي قدَّمت صورة مشرقة للشخصية العربية والمسلمة، والتي نالت أغلبها جوائز مهمة بمهرجانات عالمية ذات صيت عالمي، ونَوَّه بها النقاد والمهتمون أينما حلت وارتحلت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة