برلماني آيزيدي أمام البرلمان الهولندي
أربيل – الصباح الجديد:
قال النائب في برلمان اقليم كردستان ورئيس الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي الآيزيدي شيخ شامو، في كلمة له امام البرلمان الهولندي بشأن الاحداث التي تعرض لها المكون الآيزيدي بعد اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم في سنجار، اطلعت عليها «الصباح الجديد»، ان «الانهيار العسكري في منطقة زمار التي تقع قبل سنجار والقريبة من حدود محافظة دهوك، وتهديد تفجير جسر سحيلة من قبل داعش كان له التأثير الكبير على معنويات البيشمركة المكلفة بحماية سنجار»، لافتا الى فقدان الآيزيديين اكثر من 3000 آلاف قتيل و6000 آلاف مخطوف من الاطفال والنساء والرجال.
واضاف «بعد قدوم داعش وسيطرته على الموصل قي 9/6/2014، اصبحت كل المناطق المشمولة بالمادة 140 مجاورة لعصابات داعش، وانتشرت قوات البيشمركة وبأمر من الرئيس مسعود البارزاني والقيادة الكردستانية على كل الحدود، لكن دبّ الخوف في نفوس الناس لأنهم أيزيديون ولهم عقيدة مختلفة، وإذا ما وصلت أليهم يد دولة داعش الإرهابية المجرمة فستحدث كارثة كبيرة، ولكن وأسفاه فهذا ما حصل». واوضح «في يوم 3/8/2014 وعندما هاجمت قوات داعش المجرمة جميع مناطق سهل نينوى وغربي نهر دجلة، انسحبت قوات البيشمركة، وكان التعامل مع وجود داعش لم يكن موفقا أيضا حيث تم التعامل معهم على أساس أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق وهم قلة قليلة وتسليحهم سيئ.ولكن الذي حدث أظهر أنهم دولة منظمة وتملك أسلحة ثقيلة وهذا هو سبب انهيار خطوطنا الدفاعية الضعيفة».
وبيّن «أستطاع أهالي سهل نينوى ان ينقذوا نفسهم، ولكن مع الأسف وبسبب بعد منطقة سنجار عن دهوك بمسافة 200كم وجغرافيتهم المحاطة بالقرى العربية أصبحت سنجار صيدا سهلا لداعش بعد أن تخلى بعض ممن كانوا يقودون البيشمركة ولم يكونوا بمستوى تاريخ وصمود البيشمركة عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم».
وزاد «هذا ما حصل لأهلنا حيث أستطاع فقط 30% أن ينقذوا أرواحهم ووصلوا الى منطقة دهوك، ولكن 70% من عوائل منطقة سنجار احتجزوا في الجبل».
واضاف «إن القصص والحكايات التراجيدية والجرائم التي ارتكبت ضد أهلنا كثيرة، ولا يكفينا الوقت لسردها، الإحصاءات حول إبادة أهلنا غير متوفرة لدينا بدقة، لا عدد ضحايا الإعدامات الجماعية، ولا عدد من تم أسرهم، ولا عدد النساء البريئات التي تم المتاجرة بهنّ، ولا عدد الذين لقوا حتفهم، بالإضافة إلى نهب أموال وممتلكات جميع أهالي سنجار بصورة عامة».
واشار الى ارقام تقريبية وقال «لدينا أكثر من 3000 قتيل من الأطفال والنساء والرجال، وأكثر من 6000 مخطوف من الأطفال والنساء والرجال، ولدينا مثالا حيّا من الإبادة الجماعية هو قرية (كوجو)، كانوا 1500 شخص، تم قتل نحو 400 رجل واسر النساء والأطفال».
وبيّن «بعد تأمين الطريق من قبل البيشمركة، الناس الذين رأوا الموت بعينهم وأنقذوا أرواحهم فقط يبلغون حوالي 350 ألف شخص أصبحوا ضيوفا او نازحين في منطقة دهوك، وبذلك أصبح هناك حمل ثقيل على حكومة الإقليم، لان جميع مناطق المادة 140 من سهل نينوى وغرب دجلة توجهوا إلى دهوك، وعددهم 700 الف نازح، ويقاربون عدد سكان دهوك حسب معلومات محافظة دهوك».
وشكر النائب «الجماهير الشريفة في منطقة دهوك بأقضيتها ونواحيها ووحداتها الإدارية، وأخوتنا الكرد المسلمين من الشخصيات الدينية والأجتماعية والتجارية والخيرين والمؤسسات الحكومية والسياسية لقيامهم بالواجب تجاه أهلنا النازحين، أيضا كان محل فخرنا وصول مساعدات برلمان إقليم كردستان إلى النازحين».
وجاء في كلمته «رسالتنا إلى حضراتكم المحترمين هي أن أخطر إبادة في تاريخ الأيزيديين وفي هذا العصر الحديث وبوجود كردستان حرة حدثت لنا، وأصاب أهلنا كارثة كبيرة، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تفرغ سنجار بالكامل من أهلها، هذا الظلم الكبير جعل أهلنا يفقدون الثقة بأنفسهم وبالآخرين الذين حولهم».
وطالب شيخ شامو بـ»اعادة زرع الثقة في نفوس أهلنا وحتى لا يهاجروا إلى أوربا والعالم، فان إقليم كردستان بحاجة إلى المساعدة الدولية ومساعدتكم من اجل القضاء على إرهابيي داعش وتحرير مناطقنا منهم واعادة إرساء الأمن والأمان في هذه المناطق لكي يعود أهلنا إلى ديارهم».
ودعا الى «القيام بمحاولات جدية من اجل إنقاذ العوائل التي مازالت أسيرة بيد داعش»، لافتا الى ضرورة دعم برلمان هولندا لـ»مشروع برلمان وحكومة كردستان لانجاز بحث دولي حول كارثة سنجار، والتصديق رسميا عليها كإبادة جماعية (جينوسايد)، وتعريف العالم بأكبر جريمة ضد الإنسانية في هذا العصر اصابت أهلنا».