حظر لعبة «البوب جي» عده البعض مصادرة للحريات وهلل له بعض آخر
بغداد – زينب الحسني :
ضج موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بالكثير من التعليقات والكتابات بين الرفض والقبول لقرار مجلس النواب العراقي الذي صدر يوم الأربعاء الماضي لحظر العاب الكترونية ابرزها «بوب جي» عاداً أنها «تحرض على العنف» .
ولعبة «بوب جي» (بلاير أنونز باتلغراوند) الإلكترونية التي تحظى بشعبية كبيرة جداً بين الشباب خصوصاً ، وهي متعددة اللاعبين، ويحط اللاعبون افتراضيًا بواسطة مظلات على جزيرة، ويبدأون بالبحث عن أسلحة ومعدات لقتل بعضهم بعضاً والبقاء على قيد الحياة والفوز في المرحلة الأخيرة.
وجرى تحميل اللعبة التي صممتها شركة «بلوهول» الكورية الجنوبية أكثر من 360 مليون مرة حول العالم منذ إطلاقها في العام 2017.
وأشارت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية في بيان لها : أن عملية الحظر جاءت «نظراً لما تشكله بعض الألعاب الإلكترونية من آثار سلبية على صحة وثقافة وأمن المجتمع العراقي، ومن ضمنها التهديد الاجتماعي والأخلاقي على فئات الأطفال والشباب والفتيات وطلاب المدارس والجامعات، وتهديدها السلبي على المستوى التربوي والتعليمي».
وذكرت العديد من وسائل الاعلام في تقارير لها عن عدة حالات طلاق بسبب هذه الألعاب، التي يمكن ممارستها عبر الإنترنت والاتصال بلاعبين من كل أنحاء العالم.
لكن بعض ردود فعل نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي كان سلبياً، واستخف أخرون بالقرار وقالوا انهم سيجدون برامج لكسر الحظر الإلكتروني للاستمرار في ممارسة ألعابهم.
في حين رحب عدد كبير في هذا القرار وعده صائباً كونه يصب لمصلحة الشباب « الصباح الجديد « نقلت بعض الاراء بشآن ذلك .
مصادرة للحريات
الاعلامي قيس الجابري قال : مؤسف ان نعطي هكذا قرارات اهمية كبيرة فهناك مشكلات كبيرة وكثيرة تواجه المجتمع العراقي ومن بينها السيول وكثرة الامراض السرطانية وكذلك البطالة وقلة فرص العمل ، هل من المعقول ان نترك كل الامور التي لها مساس مباشر بحياة الانسان وننشغل باتخاذ قرارات تخص لعبة الكترونية .
واضاف الجابري : ان الشباب اليوم قادر على اختراق اي موقع محظور فماهي الفائدة من اتخاذ هكذا قرارات لاتغني ولاتسمن .
وتابع : الحظر مرفوض وهو مصادرة للحريات وما ذنب الشباب اذا كانت الدولة لاتوفر لهم فرص عمل ، واليوم تحرمهم من ابسط الاشياء التي هي موجودة في جميع دول العالم الالعاب الاكترونية ، بحجة خطورتها .
خطوة ابوية
في حين قال الاعلامي نجم الشيخ داغر في حديث مع « الصباح الجديد «: مع ان العديد اعترضوا على منع لعبة البوبجي من قبل البرلمان إلا اني اعدها خطوة ابوية بغض النظر عن الكثير من الملاحظات بشأن اداء البرلمانيين السيء من وجهة نظري، بيد ان هذا الامر يجب مناقشته على حدة، كون اللعبة باتت تشكل خطراً حقيقياً على شريحة كبيرة ومهمة من الشباب والمراهقيبن بل حتى الاطفال، اذ تركوا كل شيء وانغمسوا حد الثمالة والجنون بهذه اللعبة واثرت بشكل حقيقي على مستوياتهم الدراسية وزادت من مدى التفكك الاسري الذي نعاني منه اصلا بسبب شبكات التواصل الاجتماعي والانشغال فيها..اعتقد ان حظر اللعبة المذكورة خطوة صحيحة حتى لو اعترض الكثير على ذلك لأن الاب احياناً يرغم اولاده على فعل ما يراه حقاً ولا يرونه هم نتيجة طيشهم او عدم نضجهم العقلي .
نعم لهذا القرار
الاعلامية شفاء الكناني تقول : نعم لهذا القرارإن الأصل في هذه اللعبة الإلكترونية هي التسلية والترفيه والإباحة مما ادت الى وقوع المخاطر اكثر من النفع الذي يرجى من هذه اللعبة الرقمية منها تعليم المهارات وتدريب العقل البشري على إكتساب الخبرات.
حيث يلجأ المستعمل من خلال هذا العالم الافتراضي الى تكوين علاقات غير صحيحة
هذا من جانب ومن جانب آاخر اصبحت الشخصية اكثر عدوانية نتيجة للمعارك المستمرة في هذه اللعبة فضلا عن تدني المستوى الدراسي نتيجة الإدمان الإلكتروني الذي يعد ومن وجهة نظر الخبراء في الإعلام الرقمي أصعب أنواع الإدمان ولا يمكن معالجة المستعمل بسهولة،اضافة الى تهديم العلاقات الإجتماعية فمن خلال الأحصائيات ارتفع مؤشر الطلاق بسبب هذه اللعبة الالكترونية الخطيرة، نعم انا اضم صوتي لصوت مجلس النواب بشأن الحظر على ان تسعى الحكومة جاهدة بأتخاذ إجراء فيما يخص برنامج VPN الذي يلجأ اليه المستعمل بعد ان حظرت اللعبة بشكل رسمي. وفي الدول العربية اصدر العلماء الفتوى بهذا الشأن منهم علماء الأزهر وفلسطين.
تعيش الحرب
رئيس تحرير مجلة السوق عبد الحافظ الجبوري قال : اعتقد ان مصممي لعبة البوب جي صحيح انهم يبغون من وراء اصدارهم لهكذا اصدارات الترويج لاصداراتهم ، خصوصاً وأن افلام الاكشن والحرب هي الرائجة والمرغوبة من قبل شريحة واسعة من فئة الشباب والمراهقين واليافعين ومن كلا الجنسين بالرغم من أن كفة الشباب هي الغالبة على البنات .
وهي نتاج لما يشهده العالم من حروب وتسابق في الصناعات الحربية وما تبثه وتنتجه دور السينما العالمية من افلام في هذا المضمار. كل ذلك وغيره جعل من لعبة البوب جي اللعبة الأشهر في دول الشرق الأوسط وخصوصًا العراق.
واضاف الجبوري :انها لعبة خطرة تجعلك تعيش دور الحرب والإيقاع بالخصوم حتى وان كانوا أخوة واصدقاء، أضف إلى ذلك انها لعبة تزرع بذور العدوانية وتشجع على القتل بل والاسراف في القتل والتشفي ، إضافة إلى أن اللعبة كانت سبباً مباشراً وما زالت بالتأثير على المستويات العلمية للطلبة والتلاميذ كيف لا وهم يقضون أغلب أوقاتهم مع اللعبة يعيشون فصولها الدامية ، فما ان يخسر أحدهم جولة إلا ويحاول التعويض في غيرها حتى مطلع الفجر ومن دون حسيب أو رقيب من والد أو ولي أمر.. بل تعدى الوضع سوء وهذا ما لمسناه وشاهدناه يومياً بقيام كثير من الموظفين والموظفات بترك أعمالهم الوظيفية المناطة بهم والالتهاء بلعبة البوب جي وقد ولدت أمراض اجتماعية واقتصادية وثقافية عدة ، وحسناً فعل البرلمان بالتصويت على منع هكذا العاب..حماية للمجتمع ووقاية له من العاب صممت وخصصت أصلاً لتدمير القيم الإنسانية لدى مجتمعات محددة ، ومنها المجتمع العراقي بطبيعة الحال.