ديالى ـ خاص:
تعد تربية النحل وانتاج العسل من اقدم المهن المعروفة في محافظة ديالى والتي تمتد الى اجيال بعيدة لدرجة بان هناك عوائل توارثت المهنة لفترات زمنية طويلة وباتت مصدر الرئيسي لتامين متطلبات المعيشة في ظل وجود مقومات عديدة ساعدت على نجاح مهنة تربية النحل ولعل ابرزها الاجواء المناخيـة والغطـاء النباتــي الواسع.
« الصباح الجديد « التقت بعدد من المعنيين بهذه القضية وتابعت عن قرب معاناة النحالين ومخاوفهم من انقراض مهنتهم بسبب التداعيات الأمنية التي تشهدها البلاد.
وقال رئيس جمعية النحاليين المركزية في ديالى علوان المياحي الى « الصباح الجديد» ان» تربية النحل وانتاج العسل من المهن القديمة في ديالى وتمتد الى حقب زمنية بعيدة»، لافتا الى « وجود مئات النحالين كانوا يعملون في مناطق عدة من المحافظة على انتاج كميات كبيرة من العسل وصلت العام الماضي الى اكثر من 350 طن، ما اسهم فـي سـد جـزء كبيـرة مـن احتياجـات السـوق المحليـة باعتبـار العسل مـادة غذائيـة هامـة».
واضاف المياحي ان» تطورات الأحداث الامنية التي مرت بها البلاد بعد حزيران الماضي انعكست بشكل سلبي على مهنة النحالين نظرا لان الجزء الاكبر من المناحل قد تم نقلها الى مناطق في الموصل وصلاح الدين ضمن مايعرف الرحلة الصيفية لحماية النحل من ارتفاع درجات الحرارة في ديالى»، مبينا ان « المناطق التي نقلت اليها المناحل باتت ساحة حرب».
واشار الى ان» اغلب النحالين ارغموا على ترك المناحل في المناطق الخطرة والعودة الى ديالى خوفا على حياتهم في ظل وجود مجاميع مسلحة متطرفة لاتتهاون في القيام بافعال اجرامية بحق الابرياء».
وبين المياحي ان» اكثر من 70% من مناحل ديالى بات مصيرها مبهماً حتى اللحظة، ولايعرف أحد هل دمرت ام لا؟»، موضحاً ان « خسارة النحالين كبيرة جدا وسيحتاجون الى فترات طويلة لتعويضها، ناهيك عن انخفاض انتاجية العسل بنسبة تجاوزت الـ 80% العام الجاري بسبب احداث الشهرين الماضيين».
وطالب المياحي» وزارة الزراعة باطفاء السلف المالية للنحالين تعويضا لهم عمـا فقـدوه بسبـب الاحـداث الأمنية الأخيـرة»، داعيا «الوزارة الى مساعدة النحالين في اعادة بناء مناحل اخـرى للاستمرار في مهنة تعد الاقـدم فـي ديالـى».
من جانبه اكد برهان القيسي(نحال) بان « مئات المناحل تركت في العراء في ناحية ربيعة بعد اجتياحها من قبل تنظيم داعش»، لافتا الى «وجود مناحل اخرى في صلاح الدين اضافة الى مناحل في اطراف السليمانية».
واضاف القيسي ان» نحالي ديالى يمرون بكارثة قاسية للغاية تهدد مصدر رزقهم الوحيد منذ عقود طويلة»، لافتا الى ان «حجم الاضرار كبير جدا واغلب النحالين عاطلين عن العمل في الوقت الحالي، لانهم ببساطة فقدوا كل شي».
واشار القيسي الى ان» حجم انتاج العسل للموسم الجاري لايزيد عن 70طن في احسن الاحوال في حين كان العام الماضي اكثر من 350 طناً».
الى ذلك اشار اركان العبيدي(نحال) الى ان» اكثر من 1500 نحال في ديالى يعملون في تربية النحل وانتاج العسل، بعضهم يعمل منذ عقود عدة وباتوا اصحاب مهنة متوارثة من جيل الى آخر».
واضاف العبيدي ان» خسارة نحالي ديالى لم تتوقف على ماحصل من أحداث امنية في محافظات الموصل وصلاح الدين بل انتقلت الى حدود ديالى خاصة في مدن المقدادية والمنصورية بعدما فُقدت الكثير من المناحل في دوامة العنف الدامي «.
واشار العبيدي الى ان» نسبة المناحل التي لم يصبها الأذى كونها في مناطق آمنة لاتتعدى الـ 20% من اجمالي مناحل ديالى «، مبيناً ان « مناحل كبيرة لايزال مصيرها مجهولا وتقع في مناطق ساخنة للغاية خاصة في ربيعة قرب الموصل».
وفي السياق ذاته اكد فاضل الزيدي (نحال) بان « اكثر من 500 نحال بالوقت الحالي عاطل عن العمل وينتظر استقرار الاوضاع الأمنية لمعرفة مصير ما حل بالمناحل في المناطق الساخنة».
واضاف الزيدي ان» البدء من الصفر صعب للغاية في ظل محدودية الامكانات المادية للنحالين، اضافة الى ان اغلبهم مديون لوزارة الزراعة بعدما استلف مبالغ مالية لتطوير مهنته، لكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وضاع كل شي في ايام».
وبين العبيدي الى ان» انتاجية العسل انخفضت للموسم الحالي بنسبة 80% وربما اكثر بسبب حجم الخسائر الكبيرة لقطاع تربية النحل وانتاج العسل».
وتعد ديالى من المناطق التي تشتهر بتربية النحل وانتاج العسل منذ عقود طويلة وهي مهنة يمارسها المئات، وباتت مصدر رزق الكثيرين في ظل غزارة الانتاج نظرا لوجود مقومات بيئية جيدة تساعد على انتاج العسل ومنها الغطاء النباتي الكبيـر فـي المحافظـة.