الأغنية.. أنشودة حياة لا تمل

أحلام يوسف

كلنا ومذ كنا أطفالا لا نفقه معاني الكلمات ومدلولاتها، ونحن نستمع الى الأغاني ونتجاوب معها بطريقة ما، سواء مع ما تؤديها الام لمساعدة الطفل على النوم، او ما نسمعه في البيت من خلال محطات التلفزيون، او الإذاعات او حتى بأصوات أحد افراد العائلة.
لكن وبعد ان كبرنا وعرفنا قيمة الأغاني ومعانيها ودلالاتها واخص تحديدا الأغاني الرصينة، التي تحمل فكرة وقصة ناضجة وواعية، هل فصّل أحد منا يوما ما الاغنية، وبحث بتركيباتها وانواعها، ام اكتفينا بالمتعة التي نشعرها او ربما الحزن، حسب ما نسمعه من الأغاني.
هنا نستعرض بعض أنواع الأغاني، وتفصيلاتها التي لا يدركها المستمع، الاعتيادي، لكن من يعمل في حقل الموسيقى والغناء يختلف عنا، فهو يعرف معنى كل جملة موسيقية، وكل مقام، والجواب والقرار بصوت المطرب.
تحتوي الأغاني على أجزاء موسيقية تترافق مع صوت الإنسان، ترافقها الآلات الموسيقية الأخرى (الاستثناءات هي المقاطع الغنائية السريعة)، عادة تكون كلمات الأغاني من قصائد كتبت باللهجة الدارجة، او اللغة الفصحى، وأحيانا قصائد معروفة لشعراء كبار، اتجه بعض الملحنين لتلحينها واحيائها بطريقة اخرى.

أنواع الغناء
أغاني الأطفال
تعددت وتنوعت التعاريف التي تناولت أغاني وأناشيد الأطفال، فقد عرفتها الدكتورة حنان العناني المتخصصة بعلم النفس والمؤلفة لعدة كتب في هذا الحقل ومنها “الموسيقى في تربية الطفل” بأنها “قطع شعرية سهلة في طريقة نظمها وفي مضامينها، تنظم على وزن مخصوص وتصلح لتؤدى جماعيا ً أو فرديا ً”.
ويرى رائد ادب الأطفال “أحمد نجيب” أن الشعر يخرج إلى عالم الأطفال بصورة الأغنية والنشيد، والأوبريت والاستعراض والمسرحية الشعرية، ويغلب أن يعتمد الأداء في هذه الأشكال على الأطفال أنفسهم، ولو أنه يحدث أحيانا ً أن يقوم الكبار بعملية الأداء، وبخاصة في ميدان الأغنية.
وتلعب الأغاني والأناشيد دورا ً مهما ً في تعليم وتثقيف الأطفال، فهي بما فيها من موسيقى تخاطب الوجدان، وتلعب الأغاني والأناشيد دورا ً مهما ً في تكوين الطفل اجتماعيا، شرط اختيارها بعناية من جانب المعلم، وجرى إلقاؤها بطريقة تربوية سليمة.
من أهم مؤلفي أناشيد الأطفال الشاعر سليمان العيسى، ومن أشهر من غنـّى للأطفال محمد ضياء الدين، لكن محمد فوزي هو الذي خلدت اغانيه المعروفة “ماما زمنها جاية” و”ذهب الليل طلع البدر”، وباتت كل ام في انحاء الوطن العربي ترددها على اطفالها.
كذلك قدمت ريمي بندلي أحد أعضاء فرقة عائلة بندلي التي عرفت في ثمانينيات القرن العشرين، مجموعة من أغاني الأطفال، وكانت هي البنت الأصغر في العائلة وأشهرها “غسـّل وجهك يا قمر” و”أعطونا الطفولة”. فضلا ً عن انتشار القنوات الفضائية المخصصة لأناشيد الأطفال.
من أشهر أغاني الأطفال عربيا:
ذهب الليل، محمد فوزي
ماما زمانها جاية، محمد فوزي
يالله تنام ريما، فيروز
اضحك اضحك، محمد ضياء الدين
توت.. توت.. قطر زغنطوط، عبد المنعم مدبولي وهدى سلطان في بداية الثمانينيات في مسلسل “لا يا ابنتي العزيزة”
أهلا بالعيد، صفاء أبو السعود
إبريق الشاي، سيد الملاح
البنات البنات، سعاد حسني
اما في العراق فهناك اغنية “داير ما داير غطينا” للفنانة مي اكرم، و”ثوب العيد” للفنانة بلقيس فالح. إضافة الى عدة أغان لنانسي عجرم التي خصصت البوما كاملا لأغاني الأطفال.

الأغاني الشعبية
الأغاني الشعبية (الفلكلورية)، أغاني ّ ذات أصول مجهولة أحيانا ً، تتناقل شفهيا ً وتنتقل من جيل الى جيل اخر، حتى يضيع شاعرها وملحنها ومطربها الاصليون. وهي من أهم جوانب ثقافة أو هوية الشعوب.
بعض الأغاني قامت شركات الإنتاج بإعادة تسجيلها مع اغفال أسماء مؤلفي الاغنية لعدم توفر المعلومة الاكيدة.
في العراق هناك عدد من الأغاني الشعبية التي انتشرت بأصوات مغنين عرفوا عن طريق أدائهم لها، ومن ثم تبين انها لمغن اخر، سقط اسمه سهوا، برغم انه لم يمر وقت طويل على أدائه لها، نذكر هنا اغنية “انا المسيجينة” التي قامت بأدائها الفنانة “سعاد عبد الله”، ولم يعرف اسم مطربها الأصلي الا بعد حين وهو “وحيد الاسود”.
تطورت الاغنية الشعبية مع بداية القرن العشرين، وكان سيد درويش ملك الأغنية الشعبية المصرية الكلاسيكية، وموسيقاه تدرس في معاهد الموسيقى العربية جميعها، ثم تطورت أيضا ً إلى قالب موسيقي أحدث.
ومن أشهر مؤدّي الأغاني الشعبية في العراق الفنان صباح الخياط. في مصر محمد رشدي التي اتحفنا بأجمل الأغاني الشعبية وعلى رأسها اغنية عدوية التي امست ظاهرة في حينها فالكل يرددها كبارا وصغارا.

الأغاني الدينية
غالبا ما تؤدى هذه الأغاني من دون مصاحبة الموسيقى، وأحيانا تصاحبها همهمات تصنع لحنا للغانية، وفي احيان اخرى يرافقها الدف والطبول، وتتناول مواضيع دينية. من أشهر من غنى الأناشيد الدينية السيد النقشبندي الذي اتحف الساحة الغنائية العربية بأشهر موشح مولاي أشهر نشيد ديني، وغالبا ما تعرض القنوات الفضائية حتى غير الدينية تلك الأناشيد
والاغاني الدينية في أيام شهر رمضان المبارك، حيث تتجلى فيه كل العبادات بكل اشكالها وصورها.

المدائح النبوية
عبارة عن شعر يهتم بمدح رسول الإسلام محمد بن عبد الله عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام، بتعداد صفاته الخـُلـُقية والخـَلقية، وإظهار الشوق لرؤيته وزيارته، والأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته، مع ذكر معجزاته الماديـّة والمعنويـّة، ونظم سيرته شعرا ً، والإشادة بغزواته وصفاته والصلاة عليه تقديرا ً وتعظيما ً. وغالبا ً ما يتداخل المديح النبوي مع قصائد التصوف وقصائد المولد النبوي. وعادة تقام المدائح النبوية في مناسبات دينية عدة أهمها ولادة الرسول، وفي أيام رمضان المبارك.

أغان وطنية
هي الأغاني التي تعبر عن حب الوطن أو الحاكم، وغالبا ً ما تكون قصيرة وقليلة الأبيات وقد تحتوي على موسيقى وقد لا تحتوي على موسيقى، من أشهر الأغاني الوطنية ما غنته فيروز لمدينة القدس، وأغنية وطني حبيبي يا وطني الأكبر، والجيل الصاعد، وأغنية أوبريت الحلم العربي. وقد تكون مصر من أكثر البلدان العربية انتاجا للأغاني الوطنية الجميلة المعروفة على نطاق واسع، اذ قام بأدائها كبار المطربين أمثال عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وشادية وصباح، وغيرهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة