«أهواريون» حتى النهاية
وداد ابراهيم
قضية فلم الاهوار ظلت تطارد المصور، والمخرج سعد نعمة، حين شاهد جاره الجديد الذي جاء من الاهوار بعد تجريفها ليسكن في احدى مناطق بغداد، ومعه بقرته وقد وضع مشحوفه في سطح المنزل، لانه كان يجد ان لا حياة ولا سكينة له من دون مشحوفه، وما شد من عزم سعد نعمة للبحث خلف هؤلاء الاهواريون، ان جيرانه كانوا يتناولون طعام اهل الاهوار (السياح، والطابك) ويصنعونه بحرفية عالية من دون اللجوء للسوق للبحث عن وجبة افطار بسيطة.
وهم بلا شهادات، بلا حرفة، لايعرفون اي مهنة يمتهنونها لأنهم اهواريون، وهذه مأساة حقيقية، فلا توجد جهة ترعى هؤلاء الذين يحملون لون الحضارة السومرية في العراق. هكذا تحدث المصور، والفنان، والمخرج سعد نعمة لصحيفة الصباح الجديد عن مشروعه الكبير (الاهواريون فيلما، ومعارض)، وقال:
حين قررت ان انجز فلمي الوثائقي(اهواريون)، لم اجد من يساعدني في انتاجه، فقررت ان احمل كاميرتي مصورا لا اكثر، وما ان دخلت منطقة الجبايش حتى شعرت برهبة، وبخوف من المشهد، فأنا وسط الماء، وحولي القصب، والطيور، فقلت: ماذا اصور؟ وكيف سأصور؟ هذه الصدمة الاولى التي شعرت بها، وانا لااحمل غير الكاميرا، وفوجئت بالترحاب، والمساعدة من الاهواريين، وهم يرافقونني في رحلتي وترحالي بين هور الحمار، والجبايش، والدلمج. فكانت لي عشرات اللقطات الجميلة الساحرة لكل من يعيش في هذه البقعة من الارض، التي تعد جنة على الارض، لقطات للنساء، والاطفال، والحيوانات، والطيور، و كل ما في الاهوار كان يبهرني، ويسحرني، ويؤسس داخلي قضية مهمة علي ان ادعو لها، وهي ان تنال هذه المناطق الرعاية، والاهتمام، بالاخص بعد ان اصبحت على لائحة التراث العالمي.
وأضاف: اقمت معرضي الاول في وزارة الثقافة، وكنت اريد ان انقله الى اليونسكو، ولكن الاجراءات، والروتين حالت دون ذلك، وكان معرضي الثاني والذي حمل عنوان (اهوار واثار)، والذي سلط الضوء على المناطق الاثارية، المهملة، والتي بدأت تتراجع، وتتهاوى من دون ان تنال حصة من الرعاية،.وحملته الى السفارة الفرنسية، وعرضته على بعض الجهات الرسمية للاستثمار في الاهوار، لكن ما حدث ان الروتين ينخر في ملف الاستثمار، وعلى المستثمر ان يتنقل بين 12 وزارة لاستحصال الموافقات الرسمية، وبعدها يفاجأ المستثمر بأن الاهوار لم تعرض للاستثمار حتى الان، واعتقد ان الاستثمار في الوقت الحالي مهم لانعاش الاهوار، ورفع مستوى معيشة اهل الاهوار، ورفع المستوى الصحي لهم، واعتقد ان هناك مشروعا كبيرا اسمه المدينة السومرية، هذا المشروع لم ينجز حتى الان، لان الروتين يقيد قضية الاهتمام بالاهوار.
اما عن معرضه الاخير فقال: المعرض الاخير حمل اسم (اهواريون)، يتحدث عن العلاقات الاجتماعية بين الناس في تلك المناطق او المحميات، وعلاقتهم مع الطبيعة، والحيوانات، وقدمت فيه ما يصل الى 40 لقطة، عن النساء، والاطفال، والمعرض، للتذكير بقضية الاهوار بعد ان اصبحت على لائحة التراث العالمي، من دون ان تنال اي رعاية، او اهتمام من اي جهة رسمية، علما انها تشهد زيارات كثيرة من المنظمات الانسانية، والمدنية ومنظمات حقوق الانسان، وغيرها، إضافة الى السياح. وقد تكون مستقبلا مرفقا سياحيا عالميا، ينشده محبي الطبيعة، وعشاق المحميات في العالم.
ومن حسن الحظ اني كنت احد المشاركين في ملف الاهوار على لائحة التراث العالمي وعملت معرضا دعوت لان تكون الاهوار على لائحة التراث العالمي ودعوت الوزارات للاهتمام بهذه المحمية الرائعة ولكن اجد ان المصور عليه ان لايلتقط صورا فقط يبحث عن جمال صورة بل يبحث عن قضية
المعرض الثالث يخص الاهوار هو دعوة للاهتمام بهذا المرفق الحيوي المرفق الوطني الذي يحمل الهوية الوطنية هو يحتاج الى الاهتمام بهذا المرفق وعلى وزارة الثقافة ان تهتم بمشروع تطوير الاثار والاهوار والبنى التحتية خاصة وانها مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي في اليونسكو انا احاول قدر الامكان اشير واعيد تذكير الذي ضم 48 لوحة تشير الى الناس الاطفال الطبيعة اتمنى ان ادعو الاخرين لزيارة الاهوار الفريد من نوعه انا ركزت على الوجوه هم عرب الاهوار اي مشروع يجب ان يبدأ بالناس.
اهواريون هناك رحلة لسكان الاهوار بعد تجفيف الاهوار في بغداد وفي المدن الاهواريون لايعرفون غير حياتهم لايمتلكون اي شهادات او حرف الان كيف يعيش الاهواريون في حياة غريبة عنهم جيراني في مدينة الصدر جاء من الاهوار بعد تجفيفها وجلب معه المشحوف ووضعه في سطح البيت ومعه الجاموسة ويعيشون مثل ما كانوا يعيشون في الاهوار وهذه مأساة حقيقية ان لاتوجد جهة لرعاية هذه الشريحة من ناس هم يحملون لون الحضارة السومرية في العراق، لذا قررت ان اعمل فلما، الان اتكلم عن الاهوار لانه مهم وحيوي اقمت المعرض الاول كان المفروض ان ينقل الى اليونسكو المعرض الثالث الذي حمل عنوان اهوار واثار ايضا كان المفروض ينقل الى اليونسكو لكن الاجراءات الروتينية حالت دون ذلك
ما يحدث في الاهوار هو تجاهل
صورت في الجبايش والحمار وهور الدلمج بقيت هناك لمدة اسبوعين على نفقتي حين اكملت التصوير كنت محرجا من هؤلاء الناس الطيبين الذين استقبلوني وانا لا املك سوى الكاميرا ، جمعت لهم من الاصدقاء واشتريت لهم هدايا وقالوا لي هل انت نائب هل انت في حزب،
لكني لم استطع ان انجز فلما وثائقيا عن الاهوار لانه يكلفني ولم اجد من يقف معي لانجازه،
لم يحدث لهم شيئا بعد ان
عد اللقطات عالم الاهوار يشعرني برهبه انت وسط عالم ماء في عالم من البحر والقصب والطيور وهواء منعش انت لم تشاهد هذا في المدينة وبالتالي تسأل نفسك ماذا اصور وهو قصب وماء وماذا اصور لذا استوعبت الصدمة الاولى حتى تعايشت مع المكان لاصطياد الموضوع واللقطة خلال فترة عشت وجدت عشرات المواضيع انهض من الفجر المكان صورت المكان في الغروب كل هذا فيه متعة لاتوصف ما صورت عشرات الصور وتنقل من مكان الى مكان اخر مدير منظمة طبيعة العراق في الجبايش سهل الكثير من الصعوبات كنت واثقا ان رسالتي ستصل الى الناس كانت مهلكة ومتعبة ولذيذة ليس فقط الاجواء وانما شعرت اني اديت مسؤوليتي وسأقدم رسالة الى العالم صور فوتوغراف كان موضوعي فلم لكن حين لم تتوفر لي الامكانيات حولته الى فوتوغراف مكان متحف الاهوار مكان بائس صرف عليه ملايين وهو متروك ومهمل هناك قاعدة شكاوي بالمنطقة ان الدولة لاتعطي فرصا استثمارية السائح حين يذهب الى الجبايش الدولة لاتوافق على اي استثمار السبب هو روتينية حتى تستثمر يجب ان تحصل عل موافقة 12 وزارة وحين تحصل على موافقة هذه الوزارات تفاجأ بألرد بأن المنطقة لم تطرح للاستثمار اني قابلت مديرة مؤسسة الشهداء وزارة الثقافة وطرحت عليهم ان وجدت انها تدخل الموضوع في دورة من الروتين كان هناك القرية السومرية ان تكون محمية طبيعية لكن.
الكاميرا التي استعملتها هي كاميرا محترمة ومن خلال خبرتي ان المصور يجب ان لايكون مجرد مصور يجب ان يكون صاحب رسالة واختيار صح ليس صورة بل موضوع. .