يعترف بسلسلة من الأخطاء القاتلة
الصباح الجديد ـ نينوى:
فيما انظار العالم تتجه الى منطقة الباغوز السورية، وتترقب الاعلان الرسمي عن القضاء المبرم عسكريا على ما كان يسمى بـ “الدولة الاسلامية في العراق والشام” كشف تنظيم داعش الارهابي اسباب هزيمته التي يرى انها اتت نتيجة سلسلة من الاخطاء القاتلة، بضمنها فتح النار على الجميع والقسوة المفرطة ضد خصومه وطرد المسيحيين وسبي الايزيديين وغيرها.
في هذا الجزء الاخير يواصل الإعلامي الداعشي سرد ممارسات التنظيم الإرهابي، ويقول “أن فترة استقرار حكم التنظيم الفعلية كانت سنة ونصف السنة، أرادوا فيها إلزام الناس بتطبيق كل الدين، ولم يراعوا الأهم فالأهم، بل صار اللحية والخمار والإزار هو الدين، وغدت الناس تطبق الهدي الظاهر وقلوبها عامرة بالجهل الديني”.
واشار الى ان “مسؤول ديوان القضاء والمظالم كان شخصاً يدعى (أبو زيد الصميدعي) وهو الذي وضع استثناءات على توبة المنتسبين، وهو الذي أصدر أحكام القتل في العراق خلال السنة ونصف الأولى من حكم داعش بحق الآلاف، ومن دون مقدمات قامت (اللجنة المفوضة) بعزله (في حزيران 2016) بسبب تهم أجهلها، ليرسل كمدرس في معهد شرعي في الرقة، ثم تأتي الأخبار لاحقاً بأنه هرب خارج العراق إلى “أرض الكفر”.، والسؤال هو: الآلاف الذين حكم بقتلهم، هل قتلوا ظلماً؟ و الاستثناءات التي وضعها هل كانت رأيه الشخصي؟ وأسئلة كثيرة أخرى.، علم ان (أبو زيد) بايع التنظيم بعد سيطرته على الموصل، وهو أيضا من العلماء المعروفين في الموصل قبل دخول التنظيم. فأين دفع الضرر عن المسلمين وأين مراعاة المصالح في اختيار الأشخاص؟”.
مبينا ان “قيام التنظيم بقتل أو اعتقال كل رموز الفصائل المقاتلة التي جلست في بيوتها بعد دخول التنظيم أو إجبارهم على البيعة، ومثلا اعتقال أمير جيش المجاهدين في الموصل (الشيخ حسين) خطيب جامع الحق في حي المنصور أيمن الموصل ثم قتله لرفضه البيعة، علما أن المذكور كان صديقا مقربا من (أبو بكر البغدادي) إبان حكم صدام يوم أن كان البغدادي خطيبا لجامع (أحمد بن حنبل) في بغداد، و مسجد الحق كان فيه ما يقارب سبعين حافظا للقرآن جميعهم لم يبايعوا”.
اضافة الى “أكبر رمز ديني في الموصل قبل دخول التنظيم الشيخ (شفاء النعمة) والذي بايع التنظيم بعد إقناعه بالبيعة من قبل أمير ديوان التعليم آنذاك المصري الألماني “رضا صيام” المعروف ب(ذو القرنين) وقد بايع معه (الشيخ أبو أيوب العطار) وهو أكثر وجه ديني محبوب في الموصل، بعد مدة تم طرد (شفاء النعمة) بحجة أن فكره غير سليم وأنه يميل إلى فكر السرورية وأنه متساهل كثيراً، وقد سبب هذا الحدث ضربة قوية أربكت كل طلبة الشيخ (شفاء النعمة) المبايعين”.
وتابع “التعامل مع الناس على أساس مجاهدين وغير مجاهدين أنتج مشكلة كبيرة تمثلت في حصول عناصر التنظيم على امتيازات في المأكل والملبس والمسكن، بينما الآلاف من أهالي الموصل صاروا عاجزين حتى عن شراء الطحين الذي قطعه التنظيم عنهم بعد أن قلله، كما كان عناصر التنظيم ينظرون إلى الناس نظرة دونية كونهم غير مبايعين، ويعير كثير منهم الناس بقولهم (علمناكم التوحيد)، فأين التعامل الحسن لكسب قلوب الناس، وأين العيش الرغيد الذي وعدت به وثيقة المدينة؟”.
ولفت الاعلامي الداعشي الى ان “استعداء الجميع وفتح النار على جميع الجبهات وهو ما لم يفعله النبي الذي كان يهادن أطرافا ويقاتل أخرى، الأكراد مثال؛ وقد عرض كثير من الوسطاء وقف القتال مع أكراد العراق لكن التنظيم رفض، فكانت النتيجة أن معارك التنظيم مع الأكراد أفقدته كثيرا من قوته لما حان موعد معركة الموصل”.
وايضا “إصداره الأخير عن حماس، فعلى الرغم من أحداث مسجد ابن تيمية قديمة وكذلك سياسات حماس مع إيران أقدم، والكل يعرف “تخبيص” حماس ومتاجرتها بقضية القدس، لكن أن تضع نفسك في موقف محاصرة غزة مع اليهود والسيسي فهذا قمة الغباء بعينه، وكذلك قتلهم في الإصدار (ملة إبراهيم) لأحد عناصرهم بتهمة تهريب سلاح لحماس وعده متعاون مع المرتدين”.
وزاد بالقول “مثال آخر هو فتح النار على طالبان و القاعدة وغيرهما، وكلها أمور كان بالإمكان تأجيلها لما بعد المعركة الحقيقية، وحتى الفتنة مع فصائل العراق والشام كان يمكن احتواؤها بقليل من الحكمة والصبر على الظلم لحين التخلص من العدو الأكبر”.
منوها الى ان “عدم قدرة التنظيم على تحييد أي عدو سواء كان دولة أو جماعة أو عشيرة أو غيرها، أمثلة على ذلك الأكراد وطالبان والقاعدة وحماس وفصائل أخرى، حيث كانت سياسة التنظيم مبنية على ردود الأفعال وعدم تفويت أي خطأ أو ظلم يرتكبه الطرف المقابل، مع أن السياسة الشرعية تقتضي الصبر على أذى الأعداء لحين التخلص من الأعداء الأكبر والأكثر خصومة والأشد قوة”.
مشيرا الى ان “تصوير التنظيم نفسه إعلاميا على أنه قوة لا تقهر وهو شيء مخالف للواقع وأعطى رسالة خاطئة جعلت حتى الخصوم يتحالفون ضده. وكذلك تركيزه على رسالة القتل في أغلب إصداراته جعلتها مملة ومقززة للكثيرين”.
وايضا “تغليب التعامل بالقوة مع كل المشاكلات الداخلية مثل قضية هروب الناس وقرار قتل كل من يهرب، وقرار قصف الجانب الأيسر من الموصل عشوائيا بحجة أن الأغلبية كفار، وقضية اتصالات شيوخ العشائر أو المثقفين الخارجية التي لم تكن بهدف العمالة… و منع الناس من الخروج من أراضي سيطرة التنظيم، وهو ما سبب تحول الكارهين للتنظيم إلى عيون للحكومة العراقية لعدم قدرتهم على الخروج، ولو سمح لهم؛ لتخلص من شرهم”.
فضلا عن “عدم تبيان سبب القتل لأهل المقتول أو تسليم جثته أو حتى إعلامهم بمقتله جعل أهل القتيل وأقرباءه ومعارفه يشعرون بمظلومية القتيل لجهلهم سبب قتله، و القسوة الشديدة في التعامل مع العامة في أثناء معركة الموصل، وغيرها كثير من الأمور التي أرى أن التنظيم لم يحسن سياستها وإداراتها.