سقوط عدد من الشهداء المغدورين في سامراء وصلاح الدين والانبار يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الفراغات الأمنية التي تركت سائبة بعد معارك تحرير الفلوجة الأولى وبعض مناطق الانبار ومناطق حزام بغداد.
حيث عاودت فيها حواضن الارهاب بناء نفسها من جديد واختيارها ملاذات آمنة بعيدة عن عيون الاجهزة الامنية من دون ان تحتاط الحكومة آنذاك والقيادات الأمنية لهذه الثغرة مما زاد من تضحيات العراقيين في مجال الحرب على الإرهاب وفي هذه المرحلة ثمة مؤشرات تشير إلى تنامي مخاطر التفاف عدد من التنظيمات الإرهابية واتخاذها حرب العصابات كأسلوب ووسيلة لإثبات وجودها وتأكيد استمرارها في التواجد داخل الساحة العراقية.
ومن المهم جدا ان تولي القيادة العامة للقوات المسلحة هذ الموضوع الاولوية والأهمية القصوى وان تعمل على تكثيف تواجدها في المناطق الرخوة ومنع اية محاولة لتأسيس ملاذات آمنة للإرهابيين وقطع الطريق عليهم في تعزيز قدراتهم واستمرار تنفيذهم لعمليات إرهابية تعرضهم لحركة مرور المدنيين واستهدافهم لأماكن عملهم وتهديدهم لاستقرار المدن والقرى والقصبات .
في ما ذلك يتطلب الأمر وضع خطط محكمة تحيط بكل نقاط التحرك وتجتث قواعد التأسيس للاعمال الإرهابية كي نتجنب انتقال الحرب على الإرهاب إلى مرحلة أخرى تتصاعد فيها خطورة عودة الارهابيين لممارسة جرائمهم بأشكال أخرى وهنا يجب التأكيد على أهمية التنسيق بين القوى المجتمعية داخل المدن التي يتوقع فيها تزايد النشاط الإرهابي وبين القيادات الأمنية على أعلى المستويات من أجل أحكام الطوق بوجه الإرهاب المتستر والمتخفي بعناوين ومسميات جديدة ويتميز الفرص للغدر بابنائنا.
د. علي شمخي
ملاذات آمنة
التعليقات مغلقة