فن الرسم والتشكيل في المجوهرات والزينة

الصباح الجديد – متابعة:
منذ القدم كانت المجوهرات وانواعها أحد اشكال الترف، والغاية منها التزيين لإضافة لمسة جمال حسب القطعة المقتناة. تطور شكل المجوهرات والزينة على مر العصور، فيما يتعلق بالزخرفة والرسم الذي يصنع شكله النهائي.
يمكن أن تصنع المجوهرات من أية مادة، ولكنها غالباً ما تصنع من الأحجار الكريمة، المعادن الثمينة أو أصداف البحر. وقد يتم تنسيق مجموعة متكاملة من هذه العناصر من المجوهرات ويطلق عليها طقم مجوهرات. العوامل المؤثرة في اختيار المواد تتنوع حسب الاختلافات الثقافية، ومدى توافر المواد. قد تكون نوعية معينة من المجوهرات موضع تقدير بسبب خصائص موادها، تصاميمها، أو لرموز ذات معنى خاص.
في اللغة العربية، المجوهرات أو الجواهر هي جمع جوهرة وهي الدرة الثمينة أو كل ما غلا ثمنه وعلت قيمته. أما ترجمة الكلمة باللغة الإنجليزية (بالإنجليزية: Jewellery) فهي مشتقة من كلمة (بالإنجليزية: jewel) والتي تمت ترجمتها إلى الإنجليزية من كلمة (بالفرنسية: jouel) باللغة الفرنسية خلال القرن الثالث عشر. وإن تم تتبع أصل الكلمة أقدم من هذا سيؤدي البحث مرة أخرى إلى كلمة (باللاتينية: jocale) والتي تعني ما يتم اللعب به أو لعبة.
المجوهرات واحدة من أقدم أشكال الزينة على الجسم البشري، في الآونة الأخيرة تم العثور على عقد من الخرز يعتقد أنه يعود إلى مائة ألف عام قبل الآن، العقد مصنوع من قطع من الحلزونات البحرية والصدف ويعتقد أن هذا العقد هو أقدم الحلي المعروفة على وجه الأرض.
المجوهرات أيضا دلالة على المستوى المعيشي للأفراد. وكثيرا ما تهدى بمناسبات معينة وليصبح علامة لتلك المناسبة لترتبط دائما بهذا الحدث. كمهر لزواج أو أعياد ميلاد أو أعياد زواج، وغالبا ما تصنع من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
المجوهرات عالم واسع من الخيال يتميز بالجمال والإبداع والثراء، وعرفت المجوهرات منذ عصور قديمة، وهناك قطع من المجوهرات تعود إلى حضارات إندثرت منذ آلاف السنين كمجوهرات حضارات بلاد ما بين النهرين وقطع المجوهرات التي تعود إلى العصور الفرعونية وغيرها كثير من الحضارات.
وفي العصور الحديثة عُرف عن أسر حاكمة كثيرة ولعها بالمجوهرات، واقترنت هذه المجوهرات بأسماء تلك العائلات كمجوهرات قياصرة روسيا، ومجوهرات أسرة محمد علي باشا في مصر وغيرها. وربما من أشهر العائلات الحاكمة اقتناء للمجوهرات واهتماماً بها، هي العائلة المالكة في بريطانيا، حيث يعود تاج الملكة إليزابيث الثانية ومجموعة مجوهراتها إلى القرن السابع عشر وفيه إحدى أكبر الماسات في العالم.
تم استعمال المجوهرات على اختلاف أشكالها عبر العصور في كثير من الأحيان كتمائم تحمي من الشر وتساعد على جلب الخير والحظ حسب معتقدات مرتديها.
يتم استعمال العديد من المواد في صناعة المجوهرات تتضمن المعادن التي يتم تشكيل المجوهرات منها مثل الذهب والفضة والبلاتين والنحاس وغيرها. كما يتم تطعيم المجوهرات إما بقطع من الأحجار الكريمة أو مواد أخرى مثل القماش. وكثيرا ما تستعمل حبات المسبحة أو الخرزات في صناعة المجوهرات. قد تكون هذه الخرزات مصنوعة من الزجاج، الأحجار الكريمة، المعادن المختلفة أو من الخشب.
جرى اكتشاف الماس لأول مرة في الهند. في عام 2005م وتم تصنيف أستراليا، بوتسوانا، روسيا وكندا من بين المصادر الرئيسة لإنتاج ألماس كحجر كريم.
الزُمُرُّد نوع من معدن البريل والمكون من سيليكات البريليوم والألومنيوم، يتم العثور عليه في مناجم بين الصخور الصلدة والرخام بخلاف معظم الأحجار الكريمة، لونه أخضر غامق عميق وشفاف، ويحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية. يكتسب لونه الأخضر لوجود كميات ضئيلة من الكروم أو الحديد، يعد الزمرد من الأحجار الكريمة.
الزبرجد نوع من أنواع الأحجار الكريمة تركيبته الكيميائية من سيليكات المغنسيوم والحديد المزدوجة Mg، Fe)2SiO4) ووجود الحديد بتركيبته يضفي عليه اللون الأخضر. تكونه المعدني قريب من تركيب حجر الزمرد، يعثر عليه في الصخور النارية القاعدية وفي الصخور الجيرية، وقد سميت جميع الأحجار الكريمة سابقا ذات اللون المائل للأخضر بالزبرجد.
عرف تصاميم الحلي والمجوهرات من ألماس والأحجار الكريمة على أنه الرسم أو الفن الذي يستعمل المنطق الذي يُرسي الأساس لصنع المجوهرات أو هو نظام فني فريد ويستعمل اسم وفعل على حد سواء فالتصميم يستعمل كأداة يستعين بها الإنسان في محاولة للعصمة من الخطأ مستخدما المنطق في خطوطه ومحاولا تجسيد الكمال في تصاميمه، والتي ترشده إلى تصحيح أفكاره بأسلوب فريد، فهو يفسر التصاميم الماسية على أنها إنشاء تصميم لقطعة ثمينة مشابهة للحقيقة بواسطة الرسم والتلوين مستعملا حسه الذاتي وذوقه أو خبراته وتجاربه الشخصية والمهنية. وهي تعتمد على تقديم صورة مشابهة للواقع لا يمكن للإنسان الوصول إليها أو إنشاؤها مثل الفنون التطبيقية والعلمية كون المصمم يجب أن يكون ملما بخصائص المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، إضافة إلى الذوق والحس المرهف عند التصميم. فهو يعتد “التصميم” كفعل، يشير إلى عملية إنشاء وخلق قطع جمالية وجذابة من المعادن المختلفة الخصائص والأحجار الكريمة التي يكون مزاجها الفيزيائي والكيميائي متضاربا ولكنها متشابهة شكلا في الكثير من الأحيان من حيث اللون إلى حد الذهول، ولكنها مختلفة كليا من حيث التركيب الكيميائي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة