بصمة رئيس الوزراء !

لم يفصح رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي عن افكاره بشكل جلي حول كل مايتعلق بسياسة العراق ومواقفه تجاه المشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والتحديات التي يواجهها جيران العراق بشكل خاص ولربما كان يحسب للسيد عبد المهدي اعلانه مع اول توليه مهام رئاسة الوزراء اعتذاره عن تلبية الدعوات التي وجهت له لزيارة عدد من البلدان العربية والاجنبية وتأكيده بانه سينشغل اولا بالملفات الداخلية المتشعبة والتي تنتظر ايلاءها جهودا كبيرة من اجل تأمين الحلول لها على المدى القريب وقد صدق السيد عادل عبد المهدي كثيرا فيما قاله ومافعله حينما حرص على تكثيف نشاطاته الداخلية وزياراته الميدانية الى مناطق في بغداد والمحافظات وحينما اصدر مجموعة من القرارات التي تناولت الشأن الداخلي بشكل مباشر واكتفى بعرض وجهات نظره تجاه القضايا الخارجية بالمؤتمرات الصحفية التي ينظمها مكتبه الاعلامي داخل باحة مبنى رئاسة الوزراء حيث تعرف العراقيون والعالم على مواقف العراق من خلال هذه المؤتمرات التي اجاب فيها السيد عبد المهدي على اسئلة المراسلين الصحفيين المتفرقة واوضح فيها بعض التفاصيل عن مواقفه ورؤاه تجاه مايحدث في المنطقة ونحن هنا لسنا بصدد تحديد مسارات النشاط السياسي لعادل عبد المهدي ولسنا مرشدين له باي حال من الاحوال ولكن هناك ثمة اسئلة خطيرة تتعلق باحداث تشهدها الساحة العراقية والمنطقة العربية والاقليمية برمتها تستلزم التعرف بشكل دقيق على مواقف العراق في ظل حكومة السيد عبد المهدي ويغلف الغموض هذه المواقف في ظل تصاعد التوقعات وتعدد التفاسير وانتشار الشائعات والتكهنات تجاه مواقف العراق من قضايا مصيرية منها العلاقات مع اسرائيل والتصريحات المتضاربة وماتنشره وسائل اعلام اميركية وغربية وعربية عن سياسة اميركية جديدة في العراق في ظل تحركات بعض القطعات العسكرية الاميركية ونشاط سياسي برعاية اميركية لبعض اتباع النظام السابق تمحور حول مؤتمر تناول في مضمونه البحث في سبل التغيير في العراق ثم الموقف مما يجري في سوريا والتناقضات في المواقف الرسمية وغير الرسمية عن العلاقات الايرانية – العراقية وملف العقوبات الاميركية تجاه ايران ومحاولة اقحام العراق في اية مواجهة محتملة في هذا الملف والحديث عن طلب اميركي بحل الفصائل المسلحة وتهديدات اسرائيلية بضرب تواجد هذ الفصائل قرب الحدود السورية وغيرها من الملفات الخارجية وبالتأكيد فان الافكار الحاسمة حول هذه الملفات تترجم ببصمة او بوصلة السيد عادل عبد المهدي وقراره حول الوجهة التي يمكن ان يتبعها العراق لتأمين سلامة البلاد واستقرارها وامنها ويبدو ان مثل هذا الوضوح ومثل هذه الشفافية غائبة عن ملايين العراقيين في ضوء شحة مايخرج من معلومات عن مواقف السيد عبد المهدي تجاه هذه القضايا او ميله لعدم الاهتمام بما يطلق من تصريحات تختلط فيها الشائعات بالحقائق ومثلما تعرفنا طويلا على سياسة ورؤى رئيس الوزراء تجاه القضايا الاقتصادية ومعالجاته من خلال المقالات التي كان يكتبها في الصحف العراقية فنحن اليوم بأمس الحاجة لمعرفة مواقفه في القضايا الاقليمية والدولية التي لها مساس بالعراق وطنا وشعبا حتى تكتمل الصورة عندنا وتتضح الرؤية وحتى نزيل الغموض عن مايثار من جدل وتوقعات في هذه الملفات .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة