حذام يوسف طاهر
قبل سنوات كنت أجريت حوارا مع الدكتور عبد الأمير الحمداني، حول نشاطه كعالم بالآثار، وحرصه الواضح من خلال نشاطه، على مواكبة الاحداث التي تقترب من مجال الاثار وما يتعلق بها، فكان مهذبا جدا ومتعاونا جدا في تقديم كل ما طلبته من معلومات، حتى انه زودني بملف اشتغل عليه طويلا يتضمن كل نشاطه مع جمعية الآثاريين، وبعد تسلمه منصب رئيس اتحاد ادباء ذي قار كان كعادته متعاونا ولطيفا مع الجميع، مؤمنا بأن العمل في الساحة الثقافية لا يمكن أن يكون فرديا، ولابد من فريق متكامل يعمل معه من اجل إنجاح الفعاليات الثقافية والدعوة لدعم الادباء والمثقفين.
اليوم وبعد تسلم الدكتور الحمداني لحقيبة وزارة الثقافة العراقية، كلنا أمل بأن يستثمر صلاحياته كوزير، ويؤكد على دور الاديب والمثقف في أن يكون جزءا من الحل، وهذا ما أكده على الواقع من خلال دعوته لعقد مؤتمر المثقفين الثاني، استكمالا للمؤتمر الأول الذي عقد عام 2005، والتأكيد على أهمية تحديث التوصيات التي خرج بها المؤتمر الأول والعمل على تفعيلها، وفي لقاء له مع وزير الثقافة الأسبق الأستاذ مفيد الجزائري، استعرض د.الحمداني الخطط المستقبلية للوزارة من خلال تفعيل التواصل بين الوزارة والاتحادات والنقابات كما بين تركيز الوزارة على بناء الشخصية العراقية وتقديمها بالصورة التي تليق بها والابتعاد عن الجوانب السلبية، وتبني الاعمال الفنية الرصينة التي تعزز الهوية الوطنية العراقية وتنبذ الكراهية والعنف، مشيرا الى ضرورة ان تنطلق الثقافة العراقية من حدودها البسيطة الى عالم اوسع.
ومن خلال متابعتي للمشهد الثقافي، وفي أكثر من فرصة أكد وزير الثقافة ان الوزارة داعمة للجميع سواء كانت منظمات او اتحادات او نقابات، وتسعى الى تعزيز العلاقة معها وجعلها مساهمة ومشاركة في اعداد الخطط المستقبلية للمشهد الثقافي مشيرا الى نيته تشكيل مجلس استشاري ثقافي من الاسماء الفاعلة في الساحة الثقافية العراقية.
اليوم نحن مطالبون بدعم الوزارة من اجل الوقوف على المعوقات التي تؤثر على مرونة العمل في الوزارة، والدعوة الى تعزيز دور الوزارة من خلال المطالبة بزيادة التخصيصات المالية لها في الميزانية العامة للدولة.
أخيرا هي دعوة للدكتور الحمداني ان يستثمر جهود وطاقات المثقفين الذين اثبتوا عبر مسيرتهم اخلاصهم بالعمل، وتنظيف الوزارة من الطارئين الذين يكلفون ميزانية الوزارة من دون تقديم أي عمل او خدمة للمشهد الثقافي.