الصباح الجديد – متابعة:
حينما نتحدث عن أفلام الرعب لا يمكن لنا ان نسهو عن ذكر المخرج العالمي الشهير هتشكوك، اشهر من قدم أفلام الرعب، وقد تكون تلك الفئة الوحيدة من الأفلام التي قدمها للسينما العالمية.
السير ألفريد جوزيف هتشكوك، منتج ومخرج أفلام إنجليزي، كان رائداً في العديد من التقنيات والتشويق والإثارة نفسية في الأفلام، بعد نجاحه في السينما البريطانية في كلٍ من الأفلام الصامتةK والأفلام الصوتية في وقت مبكر عُرف بكونه أفضل مخرج إنجليزي انتقل إلى هوليود عام 1939، وأصبح مواطنا أميركياً في عام 1955 .
خلال حياته المهنية التي امتدت أكثر من نصف قرن، أسس هتشكوك لنفسه أسلوبا إخراجيا معروفا ومميزا. وكان من الرائدين في استعمال الكاميرا للتحرك بطريقة تحاكي نظرات الشخصية في الفيلم، مجبراً المشاهدين على الانخراط في شكل من أشكال التلصص.
قام بتأطير اللقطة لزيادة القلق والخوف أو التعاطف، وأستعمل طريقة مبتكرة في مونتاج الفيلم. قصصه تتضمن غالباً أشخاصا هاربين من العدالة برفقة شخصيات نسائية.
العديد من أفلام هتشكوك تنتهي نهاية ملتوية، وحبكات مثيرة تتضمن تصويرا للعنف والقتل والجريمة، والعديد من الأسرار، مع ذلك، تستعمل كشرك أو وسيلة تخدم موضوعات الفيلم، والامتحانات النفسية التي بها الشخصية.
تقتبس أفلام هيتشكوك أيضاً العديد من محاور التحليل النفسي. أصبح ألفريد هيتشكوك رمزاً ثقافياً من خلال تواجده الشخصي في مشاهد صغيرة من أفلامه الخاصة والمقابلات ومقاطع الأفلام القصيرة وبرامج التلفزيون التي يقدمها.
أخرج هيتشكوك أكثر من خمسين فيلما في حياته المهنية التي امتدت ستة عقود. وينظر له في كثير من الأحيان على أنه أعظم مخرج بريطاني. جاء في المرتبة الأولى في استطلاع لنقاد السينما عملته مجلة دايلي تيليغراف البريطانية في عام 2007، والتي قالت: مما لا شك فيه أعظم مخرج خرج من هذه الجزر، هيتشكوك فعل أكثر من أي مخرج آخر ليصقل السينما الحديثة، والتي ستكون مختلفة تماما بدونه.
مجلة MovieMaker وصفته بأنه المخرج الأكثر تأثيرا على الإطلاق، ويعد على نطاق واسع كواحد من أهم فناني السينما.
تتميز شخصيات أفلام هيتشكوك أحياناً بالصراع في علاقات أبطاله مع أمهاتهم. ففي فيلم الشمال والشمال الغربي (1959 م) كان روجر ثورنهيل (لعب هذا الدور كاري غرانت) رجلاً بريئاً سخرته أمه ليصبح قاتلاً، ثم تابعت ذلك بعده.
أما في فيلم الطيور (1963 م) فقد وجد رجلا بريئا -والذي ناضل لتحرير نفسه من أمه الملتصقة به (جيسيكا تاندي) – معرضاً للهجوم من قبل طيور شريرة. كما عانى القاتل في فيلم الهيجان (1972 م) من كراهيته للنساء ما عدا والدته أدوليزز.
ومن الأمثلة على اضطراب علاقات الأبطال مع الأمهات أيضاً، كره الشرير برونو في فيلم (غرباء على قطار) لوالده مع الحفاظ على علاقة وثيقة للغاية بوالدته (مثلت الدور ماريون لورن). وأيضاً صراع سيباستيان (كلود راينز) في فيلم (سيئ السمعة) مع والدته التي كانت تشك في عروسه إليكياهوبيرمان -شكاً في محله – (لعبت الدور إنغريد بيرغمان) . وأيضاً مشكلات نورمان بيتس مع والدته في فيلم (النفسية (.
يميل هيتشكوك إلى أن تتّصف بطلاته بالجمال واللطف وأن يكُنّ شقراوات، اللواتي يكن لطيفات في البداية، ولكن عندما يتمّ استفزاز عاطفتهن أو يشعرن بالخطر تكون استجابتهن أكثر حساسية أو وحشية أو حتى إجرامية، فقد كن الشقراوات في فيلم (النزيل (lodger) هنّ الضحايا الأكثر شهرة.
وفي فيلم (خطوة) كانت بطلة هيتشكوك الشقراء مادلين كارول، مقيدة بالأصفاد. وفي فيلم (مارني) كانت الشخصية الرئيسة (بطولة تيبي هيدرين) لصة. وفي فيلم (للقبض على لص) عرضت فرانسي (غريس كيلي) المساعدة على رجل اعتقدت أنه لص. أما في فيلم (النافذة الخلفية) عرّضت ليزا (غريس كيلي مرةً أخرى) حياتها للخطر باقتحامها شقة لارس ثورفالد.
المثال الأكثر شهرةً في Psychowhere جانيت لي حيث أدت دور الشخصية سيئة الحظ التي تسرق 40،000 ثم تُقتل على يد مختل عقلي منعزل. وكانت آخر نجمة شقراء لهيتشكوك باربارا هاريس (بعد مضي سنوات على فيلم داني وابنتها كلود جيد توباز) حيث أدت دور مختلة نفسية واهمة تحولت إلى جاسوسة هاوية، وفي فيلمه الأخير (مؤامرة الأسرة) لعبت كارين بلاك دور مهربة ألماس التي ناسبها الدور لأنها ارتدت شعراً مستعارا أشقرا طويلا في عدة مشاهد، ثم ازداد عدم رضاها عن سيرها في العمل.
في ذروة نجاح هتشكوك، طُلب منه أيضا تقديم مجموعة من الكتب المرفقة باسمه وكانت هذه السلسلة عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة من قبل كُتاب القصة القصيرة الشعبيين، وقد امتازت بالتركيز على التشويق وأفلام الرعب بشكل أساسي.
وشملت هذه العناوين: مختارات ألفريد هتشكوك، وألفريد هتشكوك يقدم قصصا يمكن قراءتها وحيداً، ومتحف الوحش ألفريد هتشكوك، وحكايات ألفريد هتشكوك خارق الرعب والتشويق، والمتحدث الساحر ألفريد هتشكوك في الإثارة، وألفريد هتشكوك مشروب الساحرات، وألفريد هتشكوك معرض الشبح، والفريد هتشكوك عشرات من الجلاد، وقصص ألفريد هتشكوك ليست للعصبيين، وألفريد هتشكوك البيت المسكون.
لم يُشارك هتشكوك في القراءة بشكل فعلي أو المراجعة أو التحرير أو حتى في اختيار القصص القصيرة: بل في الواقع، كانت له مقدمات غير مكتملة أي شبه مكتوبة. وكان سبب مشاركته في المشروع هو إعارة أسمه وجمع النقود.