الصباح الجديد – متابعات:
التصوير السينمائي، أو السينماتوغرافي، فن وعلم تصوير الصور المتحركة عن طريق تسجيل الأضواء، أو أنواع أخرى من الإشعاعات الكهروكغناطسيسة، بواسطة أجهزة استشعار رقمية أو كيميائية بواسطة مواد متحسسة للضوء.
عادة تستعمل عدسة لاقطة تركز الضوء بشكل ترددي دوري على سطح متحسس للضوء داخل الكاميرا، لتشكل صورا متعددة في ما يسمى شريط الفيلم.
في حالة المتحسسات الرقمية، تقوم العدسة بنقل شحنات كهربائية إلى كل بكسل التي تقوم بحفظها الكترونيا في ملف فيديو للإستعمال المستقبلي.
للتصوير السينمائي تطبيقات كثيرة في الحقول العلمية والأدبية وعالم الأعمال ونشاطات الترفيه والإعلام والمناهج.
تم تحريك الكاميرا لأول مرة عن طريق حملها على عربة متحركة، وصور أول فيلم بهذه الطريقة بواسطة المصور لوميير من المنصة الخلفية لقطار كان يغادر مدينة القدس في عام 1896، وبعام 1898 كان هناك عدد من الأفلام التي صورت على قطارات متحركة. وعلى الرغم من أنها عرفت تسويقياً باسم تصوير «بانوراما»، إلا أن الأفلام التي صورت من مقدمة القطارات يشار إليها عادةً باسم «جولات وهمية».
عام 1897 امتلك روبرت ويليام باول أول رأس كاميرا دوارة حقيقية صممت لوضعها على حامل ثلاثي القوائم وذلك حتى يكون بمقدوره ملاحقة مرور موكب الملكة فيكتوريا في اليوبيل الماسي وتصويره في لقطة واحدة متواصلة، من دون انقطاع. وهذا الجهاز يضع الكاميرا على محور عمودي، بحيث يمكن تحريكها بشكل دائري بواسطة وصلة لولبية متصلة بمقبض ذراع مدور، وقد عرضها باول للبيع في مزاد علني في السنة التالية. ويتم أخذ اللقطات باستعمال رأس يدار عمودياً وأفقياً يعرف باسم «البانوراما» أو المنظر الشامل في فهرس تصوير الفيلم خلال العقد الأول من فترة صناعة السينما.
النمط القياسي الذي انتهجته استوديوهات الأفلام في البدايات كان مستمداً من الاستوديو الذي أسسه جورج ميلييس في عام 1897، والذي كان له سقف زجاجي وثلاثة جدران زجاجية تم تشييدها بعد انموذج الاستوديوهات الكبيرة التي مازالت تستعمل للتصوير الفوتوغرافي. وقد زودت بطبقة رقيقة من القماش القطني لتمكينها من التمدد أسفل السقف لتنشر الأشعة المباشرة للشمس في الأيام المشمسة. وهذا الضوء الشامل الخفيف الذي ينتجه هذا التنسيق يكون بلا ظلال حقيقية، وهو الذي يوجد أيضاً طبيعياً في الأيام الملبدة بالغيوم كما أنه أصبح أساس إضاءة الفيلم في استوديوهات الأفلام للعقد التالي.
الإضاءة ضرورية لخلق وضوحٍ عالٍ للصورة في إطار فيلم، أو على هدف رقمي (سي سي دي، الخ). يتجاوز فن الإضاءة في علم التصوير السينمائي الإيضاح أو العرض الأساسي إلى جوهر الجزء البصري للقصة.
تعرض الصور السينمائية للمشاهدين بسرعة ثابتة نسبياً، وفي قاعة السينما تكون بمعدل 24 إطارًا في الثانية، وفي نظام التلفزيون الأميركي (NTSC) تكون 30 إطارًا في الثانية (بالتحديد 29.97)، أما في نظام التلفزيون الأوروبي (PAL) تكون 25 إطارًا في الثانية، حيث أن سرعة العرض هذه لا تتغير.
وعلى كل حال فإن تغير السرعة في الصورة الملتقطة من الممكن إدخال تأثيرات مختلفة عليها، مع العلم أن تسجيل الصورة سواء كان سريعاً أو بطيئاً سيعرض بسرعة ثابتة.
وعلى النقيض من هذا، فإنه إذا تم التقاط صورة بسرعة، لتعرض فيما بعد، فإن تأثير الصورة يتباطأ إلى حد كبير (حركة بطيئة) إذا كان المصور السينمائي يصور شخصاً يغوص في بركة سباحة عند سرعة 96 إطارا في الثانية، وتكون تلك اللقطة معادة في 24 لقطة في إطار في الثانية الواحدة، فإن العرض سوف يستغرق اربع مرات طالما أنه الحدث الفعلي. أما الحركة البطيئة جداً فتلتقط عدة آلاف لقطة في الثانية، يمكن أن تعرض أشياء غير مرئية للعين البشرية مثل انطلاق الرصاص في الجو، والهزات الأرضية المنتقلة من خلال الوسائط، ويمكن أن تكون عن طريق تقنية سينمائية اخرى.
في الأفلام الحركية يعد التلاعب بالزمان والمكان عاملاً مساعداً في أدوات سرد القصص، وتحرير الفيلم يلعب دوراً أقوى بكثير في هذا التلاعب، ولكن اختيار معدل الإطار في التصوير الفوتوغرافي للعمل الأصلي، هو أيضاً عامل مساعد في تغيير الوقت، فعلى سبيل المثال تم تصوير شارلي شابلن العصر الحديث في «سرعة صامتة» (18 إطارا في الثانية)، ولكنه عرض في «سرعة الصوت» (24 إطارا في الثانية)، مما يجعل أحداث المسرحية الهزلية تبدو بشكل أكثر اضطراباً.
إبطاء «تخفيف» السرعة، عملية تستعمل في التأثيرات السينمائية، حيث يتغير فيها باستمرار إطار معدل التقاط الصور في الكاميرا، فعلى سبيل المثال في دورة العشر ثوان من الالتقاط، يضبط معدل إطار الالتقاط من 60 إطارا لكل ثانية إلى 24 إطارا لكل ثانية. وعندما تعاد مرة أخرى بالمعدل نفسه لإطار الفيلم الاعتيادي (24 إطارا لكل ثانية) يحدث هذا التأثير المميز من التلاعب بالوقت. مثلاً عندما يقوم شخص بفتح الباب ويمشي في الطريق سيظهر وكأنه بدأ بحركة بطيئة، ولكن بعد ثوان قليلة وفي اللقطة نفسها سيظهر وكأنه يتحرك بسرعة طبيعية. وعكس عملية الإبطاء هو ما حدث في فيلم (The Matrix) حينما دخل (نيو) للماتريكس لأول مرة ليلتقي بالعراف عند خروجه من المستودع، قامت الكاميرا بالتقريب وظهر (نيو) وكأنه يتحرك بسرعة طبيعية، ومن ثم استمرت الكاميرا بالتركيز على وجهه حتى بدا وكأن الوقت يتباطأ وهذا يعطي المشاهد فكرة مسبقة عن التلاعب بالوقت الذي يحدث لاحقاً في الفيلم.