حذام يوسف طاهر
على مدار السنة هناك معارض للكتاب في العالم وفي العراق، متوزعة على المدن وفق رؤية دور النشر والمشرفين على تلك المعارض، ومدى الاقبال عند جمهور هذه المدينة او تلك، فالتفكير بإقامة معرض للكتاب ليس بالأمر الهين، بل يحتاج الى طلب أولا، ومهارة في تجارة الكتب على أسس صحيحة، وفي بغداد أول معرض للكتاب كان بخطوة مهمة من قبل مديرية الاثار العامة عندما أسست لمعرض المخطوطات العربية في متحف الاثار الإسلامية بخان مرجان، وكان في عام 1938، حسب ما ذكر الباحث رفعت عبد الرزاق محمد (أمد الله في عمره).
على مدار سنوات انتظم معرض بغداد الدولي للكتاب في تزويد القارئ العراقي بمجموعة من العناوين الثقافية بمختلف الاهتمامات، وكان هناك اقبال كبير على المعرض قبل ان تدخل الكتب الالكترونية حيز الاهتمام، ورغم قلة الاقبال في السنوات العشرة الماضية، الا ان المعرض يواصل فعالياته المتنوعة، ليس بعرض الكتب فحسب بل بإقامة مختلف الفعاليات الثقافية، من توقيع كتب في دور النشر المشاركة، الى جلسات نقدية وثقافية تهتم بحديث الشارع العراقي الثقافي والسياسي، ويعد تظاهرة ثقافية في بغداد تشارك بها دور النشر العراقية والعربية والأجنبية، وان كانت المشاركة محدودة.
ومن المعارض العالمية للكتاب يعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أهم وأكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب، إذ يبلغ عمره أكثر من خمسة قرون، اذ بدأ أول معرض عام 1439، أهم سوق تجاري للكتب ووسائل الاعلام، والأول عالميا في عدد دور النشر المشاركة والثاني في عدد الزوار بعد تورينو الايطالي.
اليوم ونحن على عتبة عام 2018، لنستقبل 2019، يتهيأ الكتاب للدخول في منافسات قوية عبر دور النشر المشرفة على الطبع، للمشاركة في معرض بغداد الدولي المقبل، بمختلف العناوين، لكن أبرز المشاركات ستكون للروايات سيما المشاركة في مهرجانات عالمية والفائزة بجوائز دولية، لتكون الساحة مفتوحة لدور النشر وللكتاب وبينهما الكتاب الذي يطمح ان يكون بيد قارئ يقدر قيمته ويتفاعل مع جوهره، ليكون رسالة لكل العالم ان بغداد مازالت قوية ومازالت تقرأ وتكتب وتطبع، من هنا لابد من دعوة وزارة الثقافة وجميع المؤسسات المعنية بشأن الكتاب أن تكون على قدر المسؤولية في استقبال دور النشر العربية والأجنبية، إضافة الى احتفائها بضيوف العراق وبغداد، لتعود بغداد قبلة للأدب والادباء كما عرفناها.