الغريب الذي نسي ظله ..

ضمن سلسلة منشورات الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق صدرت مجموعة شعرية جديدة للشاعر أوس حسن ب 64 صفحة من القطع المتوسط وتضمنت 18 قصيدة وهي عبارة عن قصائد متفرقة كتبها الشاعر بين عامي 2014 و2017
جاءت القصائد التي سيطرعليها طابع الكآبة والرعب من العالم الخارجي؛مشحونة بصراعات وتوترات نفسية عميقة تجلت في صور ومشاهد رسمها الشاعر وكأنه تائه في حلم أو كابوس،وقصائد اخرى امتلكت نبرة هادئة ذات طابع تأملي تسعى إلى إرساء معرفتها الخاصة بالوجود والكون والأماكن والأشياء
وهناك عدة قصائد في هيكلها اللغوي والتعبيري تندرج تحت مسمى قصيدة النثر الحديثة اعتمد فيها الشاعر على البنية السردية والسينمائية من خلال الأشخاص والأزمنة والذاكرة اضافة إلى التكامل الصوري في الحركة الدرامية ضمن النص الذي يبدأ بايقاع بطيء ثم يتسارع معلنا ً الذروة عن طريق الدهشة أو الضربة الشعرية،هناك نصوص أيضاً تنفتح على اجناسيات أدبية أخرى خارج النص الشعري تترواح بين القصة القصيرة جدا واللقطة الصورية المكثفة والتي وظف فيها الشاعر تقنيات المسرح والفنون الأخرى.
يقول الشاعر العراقي سميع داود في إضاءة نقدية على قصائد أوس حسن:..
الشاعر أوس حسن من وجهة نظري يعتبر شاباً مكتنزاً بالمعرفة وتعدد أوجه الثقافة،فهو يمتلك كما ًمناسباً من الثراء الثقافي والمعرفي والذي يؤهله أن يكون رائيا ً ..مستشرفا ً الآفاق وأن يجيء بما هو غريب وغرائبي .لذلك فالقصيدة لديه مكتنزة بالكثير من الرؤى والتصورات ،فهو يحاول خلق دائما ً ما هو جديد من خلال الهدم والبناء،فهو يهدم عالماً متهاوياً..ممزقاً ..محترقاً ويقيم على أنقاضه عالمه الشعري الإنساني.
ويرى داود أن القصيدة لدى الشاعر أوس حسن ممتلئة بالانزياحات المدهشة وبما يحدث الصدمة لدى المتلقي
وقد استطاع الشاعر أن يؤسطر الواقع،وأن يرتفع به إلى مسافات بعيدة جدا .
فكل الأشياء عنده تحولت إلى رؤى شعرية تتمازج مع ذاكرته وأحلامه،وهو أصبح بفضلها
كائناً شعرياً لا يستطيع العيش أبداً خارج مياه الشعر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة