سبايكر ثقب كبير في نفوسنا

 

أكرم العبيدي*

الحياة مليئة بالمواجع وعبر التاريخ لنا من الفواجع مانحتاج لكم هائل من الكتب لكي ندون فيها مامر بنا كشعب عبر التاريخ ومجزرة سبايكر واحدة من تلك المواجع في تاريخنا العراقي المر هذا التاريخ الذي سطره الطغاة بدماء الأبرياء وتفاخر به الأحفاد بل مارسوا الأبشع بحق إنسانيتنا وما نؤمن به كبشر طبيعيين لا شائبة تلوث قلوبنا ورحمتنا اتجاه أبناء جلدتنا البشر مهما اختلفنا معهم باللون او العرق او المذهب .
سبايكر لاتجعلنا للحظة نتنازل عن إنسانيتنا او علاقتنا من أبناء مناطق ومدن في العراق لمجرد ان هذه الجريمة قد ارتكبت فيها, القاعدة الإنسانية تقول ليس كل من يحيط بك هو سيء بل السيء هو من لا يحترم إنسانية الناس وثوابتهم في الحياة.. جريمة نحرتنا من الوريد الى الوريد وربما جعلتنا امام مرايا الحقيقة التي يسكت عنها الجميع ويتحدث عنها القلة بحياء خوفاً من الثابت والمقدس في حياتنا وتاريخنا المؤلم.
سبايكر ثقب كبير في نفوسنا التي هشمها هؤلاء القتلة ومهما كان عدد مرتكبي هذا الفعل فهم يمثلون فكراً متطرفاً ورؤية إنسانية قاصرة لأنها وضعت كل المعايير التي وضعتها الإنسانية وعبر مراحلها المشرقة والمظلمة للتعامل مع الأسرى ولنا في التاريخ الإسلامي المشرق طبعاً قصصاً تروى عن كيفية التعامل مع الأسير .. هؤلاء انتجوا لنا حقبة مكررة من سفاحي ومصاصي دماء الناس عبر التاريخ وهم ورثة حقيقيون لهؤلاء القتلة.
سبايكر صورة مشوهة أراد لها مرتكبوها ان يعبروا عن دواخلهم المهزومة والخبيثة وان يعبروا عن تاريخهم الذي حاولنا نحن كعراقيين عشنا هذا التاريخ القريب ان ننسى مواجعهم ومقابرهم الجماعية وحفلات القتل المجاني وعقوداً من الضيم والقهر لكنهم أحفاد وورثة دم العراقيين كيف لهم أن لا يكونوا غير ذلك لهذا ارتكبوا مجزرة سبايكر محملين بكل ما تحدثنا به.
لقد كشف السيد مشعان الجبوري ملامح تلك الجريمة كيف بدأت وكيف انتهت ومن هم القتلة وتفاصيل هي الأقرب لحقيقة ماحدث في سبايكر هذا الكشف ربما يضعنا امام حقيقة الشرخ الذي حدث في العراق بعد العام 2003 , شرخ ربما يعبر عن ثقافة حاول النظام السابق ترسيخها في نفوس فئة تكاد تكون الاقرب لهذا النظام وهي الأكثر ايذاءا للشعب العراقي عبر عقود من الزمن.
مجرد استعراض سريع للأسماء التي شاركت في تلك المجزرة هذه الأسماء التي نشرتها وسائل إعلام مختلفة تعطينا دلالة على عمق الحقد المدفون في قلوب هؤلاء القتلة يقول السيد مشعان الجبوري إن هؤلاء هم الأشخاص ذاتهم الذين ارتكبوا مجازر المقابر الجماعية في العام 1991 تلك المقابر التي حاول الجميع نكران حدوثها لكنها الان عادت وبنحو مشابه تماما قد يكون أولاد وأحفاد القتلة هم من ارتكبوا مجزرة سبايكر.
بعض السياسيين يحاول ان يقايض من اجل الحصول على مكاسب شخصية للأسف هؤلاء كما نعتقد مسهمون في تلك المجزرة إن لم يكن بيدهم فهم مشاركون بألسنتهم وهذه أيضا ثقافة تحتاج منا ان نقف عندها ونشير لها كونها ظاهرة قد تصبح مشكلة .. احد هؤلاء كما تقول الأخبار نائب سابق في البرلمان ويتسلم مرتبه الشهري من أموال الدولة العراقية وهذا خلل كبير في نظامنا المؤسساتي والذي أجبرنا كشعب عراقي على تقبله.
بعد سبايكر علينا ان نفكر من جديد بسياقات مؤسساتية مختلفة تماما وايضا بسياقات مجتمعية مبنية على دراسات وبحوث وشهادات لكي نمنح لمستقبلنا أملاً يخلو من القتلة وعقدة الانتقام التي بنيت على وهم السلطة التي فقدت ,, الاعتذار والتبرئة لاتنفع نحن نحتاج الى قلع الجذور والسؤال هل سيكون للقانون حضور في قلع الجذور ام الرغبة بالانتقام ستكون الاقوى نحن مع القانون وتفعيل القانون ضد القتلة جميعاً.

*كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة