ضمن نهائيات آسيا تحت 19 عاماً
بوغور ـ عمار ساطع*
دفع وفد الاتحاد العراقي للأعلام الرياضي المعني بتغطية مشاركة منتخب الشباب دون 19 عاماً لكرة القدم لنهائيات كأس آسيا الـ 40 التي انطلقت قبل 3 أيام في اندونيسيا، دفع ثمن التأخيرات الإدارية والمالية والتي كان يفترض ان تُنجزها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بهدف التسريع بإجراءات سفره وليس عرقلت تلك الاجراءات بالطريقة التي اسفرت عن وصولنا متأخرين في يوم خوض منتخبنا مباراته الأولى امام تايلند ضمن المجموعة الثانية، في سابقة، لم تحدث لأيٍ من الوفود او البعثات الصحفية المرافقة للمنتخبات الوطنية!
وكان لزاماً ان نعاني الامرين ذهاباً بعد رحلة استغرقت لنحو 20 ساعة متواصلة، وصلنا فيما بعد الى مطار سوكانو هاتا الدولي في العاصمة الاندونيسية مع موعد خوض منتخبنا لمواجهته الاولى امام تايلند، قادمين من العاصمة القطرية الدوحة، وكان يفترض بِنّا التوجه مباشرة الى مدينة بوغور حيث مسرح احداث منافسات المجموعة الثانية، قاطعين الطريق براً بنحو ثلاثة ساعات، الامر الذي اوقعنا في حرجٍ كبير، جراء سوء التنسيق بموعد الحجوزات، أضف الى ذلك الإهمال المتعمد في توقيع كُتب ايفادنا!
وبرغم كل ذلك، الا اننا تابعنا المباراة من خلال اتصالاتنا مع المنسق الاعلامي للمنتخب ارشد صباح والذي وضعنا في الحدث اولاً باول.. بيد ان النتيجة التي آلت اليها مباراة منتخب الشباب مع نظيره التايلندي بتقلباتها الدراماتيكية خطفت في نهايتها فوزاً بمتناول اليد بعدما وانتهت بالتعادل بثلاثة اهداف لكل منهما، دقت جرس الانذار في قادم النتائج لمباريات شبابنا الذي نجحوا في قلب نتيجة تراجعهم بهدف الى تفوق بثلاثة اهداف حتى قبل نهاية المواجهة بثلاث دقائق، اذ قلص منتخب تايلند النتيجة الى هدف بتسجيله للهدف الثاني ثم الى التعديل بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع، ليسرق النقاط الثلاث من جعبة تلامذة قحطان جثير الذي سيبدا مرحلة البحث عن مخرج بالشكل الذي يتلائم ومواجهة كوريا الشمالية غدٍ الاثنين.. اذ ستحدد نتيجة تلك المباراة الطريق الذي سيقابل بها نظيره الياباني، الخميس المقبل.
وبعيداً عن نتيجة مواجهة شبابنا في النهائيات الاسيوية، الاولى، فان جيل اللاعبين هذا لمنتخب شباب العراق لكرة القدم، الأكثر دقة من حيث اعمار عناصره، اذ تم إعادة هيكلة هذا المنتخب الذي يملك مستقبلا جيداً على امل تطويره وزجه في منافسات مقبلة.
هذا وكان منتخب الشباب العراقي الحالي قد بدأت رحلة اعداد في أواخر شهر آب الماضي بإعادة هيكلة تشكيلته عقب تسريح لاعبي منتخب الناشئين السابقين، وضم مجموعة لم يسبق لأكثرهم ان شاركوا في منافسات رسمية سابقة، أثر قيام الجهاز التدريبي للمنتخب برحلة بحث واستقصاء ومتابعة للمواهب الكروية اليافعة في محافظات مدن البلاد لاختيار عناصر جديدة بإعمارٍ دقيقةٍ من اجل اختيار الأنسب والأفضل لتشكيلة المنتخب الذي دخل بمعسكرات تدريبية في كل من مدينة أربيل اولاً ثم في كل من العاصمة القطرية الدوحة ومن بعدها في دولة الامارات العربية المتحدة واخيراً في المملكة العربية السعودية خاض خلالها سبع مباريات اختبارية تجريبية كان الغرض منها معرفة مستويات اللاعبين والطريقة الأفضل لمواجهة منتخبات المجموعة الاسيوية الثانية ومعرفة نقاط القوة والضعف في خطوط اللعب والمراكز التي سيعول عليها الكادر التدريبي في المباريات الرسمية.
لكن ذلك كُله كان دافعاً للجهاز الفني في مواجهة التحديات والصعاب بهدف اعداد منتخب سيكون الأكثر واقعية من بين اغلب المنتخبات السابقة، اذ ينتظر ان يبزغ اكثر من نجم في هذه البطولة، ابرزهم قائد المنتخب احمد سرتيب، الذي سبق وان شارك في نهائيات آسيا للناشئين قبل عامين في الهند واسهم في تحقيق العراق للقب للمرة الأولى في فئة دون 17 عاماً الى جانب المهاجمين مؤمل عبد الرضا ووكاع رمضان وكذلك محمد الباقر كريم الى جانب المدافع علي رعد كاظم اذ ستشكل هذه التوليفة امل الكرة العراقية في المستقبل القريب.
وتقام منافسات نهائيات كأس آسيا لكرة القدم للشباب بنسختها الـ 40 في ثلاثة مدن اندونيسية بمشاركة 16 منتخبا وزعت على أربع مجموعات ضمت الأولى كل من منتخبات الامارات وقطر وتايوان إضافة الى البلد المضيف اندونيسيا فيما تألفت الثانية من منتخبنا الشبابي الى جانب اليابان وكوريا الشمالية وتايلند، بينما ضمت الثالثة كل من فيتنام والأردن وكوريا الجنوبية وأستراليا في حين ضمت المجموعة الرابعة منتخبات السعودية وماليزيا وطاجكستان والصين.
ويتأهل اول وثاني الترتيب من كل مجموعة الى الدور الربع النهائي على ان يضمن الفائز من الدور ذاته بلوغ نهائيات كأس العالم للشباب التي تستضيفها بولندا العام المقبل.
وتقام مباريات كأس آسيا في ملاعب جيلورا بونج كارنو في العاصمة جاكرتا وبكانساري في مدينة بوغور وباتريوت كاندراباجا في مدينة بيكاسي ريجنسي.
وهذه هي النسخة الـ 40 لنهائيات كأس آسيا للشباب، علما انها المشاركة الـ 19 لشباب العراق، بعدما سبق للمنتخب الشبابي في هذه الفئة العمرية ان شارك في 18 نسخة سابقة خطف اللقب في الأعوام 1975 مناصفة مع أيران و 1977 و 1978 و 1988 و 2000.. فما أحرز شبابنا مركز الوصيف مرة واحدة وذلك عام 2012 في الامارات بخسارتهم امام كوريا الجنوبية بفارق ركلات الجزاء كما نال العراق المركز الثالث مرة واحدة أيضا عام 1982 والمركز الرابعة لمرة واحدة أيضا عام 1994.
وانطلقت نهائيات كأس اسيا للشباب عام 1959 واستمرت حتى عام 1977 قبل ان يجري الاتحاد الاسيوي لكرة القدم تعديلات على طريقة اقامتها، بعدما كانت تجرى سنوياً، اضحى تنظيمها كل عامين، اذ كنت سابقا تقام دون 18 عاماً قبل ان يتم تثبت اعمار اللاعبين ومشاركاتهم لتصبح دون 19 عاماً بدأ من نسخة بطولة عام 2008 في السعودية.
ويعد منتخب كوريا الجنوبية للشباب أكثر المنتخبات الآسيوية فوزاً ببطولة الشباب وذلك لـ12 مرة سابقة.
وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها اندونيسيا نهائيات كأس اسيا للشباب اذ سبق وان احتضنت النهائيات عام 1994 بنسختها الـ 28.
* موفد الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي