تبادل للتهم بالخيانة بين الديمقراطي والاتحاد الوطني

الاتحاد الوطني يرد بشدة على بيانٍ لبارزاني يصف فيه قوّات الجيش العراقي بالمحتلة
السليمانية ـ عباس كاريزي:

رد الاتحاد الوطني الكردستاني وبشدة على بيان أصدره رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بمناسبة الذكرى الأولى لأحداث 16 اكتوبر وعودة قوات الجيش العراقي الى محافظة كركوك، الذي اتهم فيه الاتحاد بالخيانة والتواطؤ مع الحكومة الاتحادية لإجهاض الاستفتاء.
واضاف بيان شديد اللهجة صادر عن المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني بمحافظة كركوك تلقت الصباح الجديد نسخة منه، ان شعب كردستان يعرفون جيدا ان احداث 16 اكتوبر والنتائج الي تمخضت عنه هي نتيجة للسياسات الخاطئة والغرور الذي اصاب قيادات الحزب الديمقراطي، نتيجة لعدم اعارتهم الاهتمام لتحذيرات ونصائح المجتمع الدولي واصدقاء شعب كردستان التي طالبت بتأجيل اجراء الاستفتاء.
واضاف بيان المركز الثاني من هنا نقول للحزب الديمقراطي ورئيسه مسعود بارزاني، انكم أرخص من يمكنه التحدث عن الخيانة لان الخيانة تغلف تاريخكم وهي سمتكم الابرز منذ تأسيسكم ولحد الان.
وتابع البيان نحن في الوقت الذي نمر بمرحلة حساسة ينتظر فيها شعب كردستان الاحزاب السياسية ان تعمل باقصى طاقتها في اطار مشروع وطني مشترك لمعالجة الاوضاع الادارية والعسكرية في كركوك والمناطق المتنازع عليها، نجد ومع الاسف ان رئيس الحزب الديمقراطي يعمل بالعكس من الجهود المبذولة لتطبيع الاوضاع في كركوك عبر مواقف غير صحيحة وبث جملة من التهم التي لا تمت الى الواقع بصلة متهما جهات اخرى بالخيانة.
وتساءل البيان « اذا كان الموضوع الحديث عن الخيانة فنحن نتساءل عن الجهة التي خانت الديمقراطي ودفعت به الى الانسحاب من الدبس ومخمور وسنجار وزمار وسهل نينوى.
وكان رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، قد اعلن في بيان امس الاول الثلاثاء، أن «16 اكتوبر يوم مظلم في تاريخ شعب كردستان، قائلاً «انه اليوم الذي تمت فيه خيانة آمال وطموحات شعب مظلوم بشكل دنيء، حيث تم التلاعب بمصير شعبنا عبر أيادٍ داخلية بصورة لا وجدانية، وفي إطار مؤامرة وقعت الأرض التي تم الحفاظ عليها بدماء الآلاف من أبناء هذا الوطن تحت الاحتلال والتدمير والإساءة لمقدسات شعب كردستان».
واضاف بارزاني، ان هذا المخطط المشؤوم، مثّل إهانة لمئة عام من نضال شعبنا وتضحياته، وكان انتقاصاً لدماء الشهداء والبيشمركة، الذين حموا كركوك والمناطق الكردستانية الأخرى خارج إدارة الإقليم في الحرب ضد إرهابيي داعش، وقارعوا الإرهاب نيابةً عن الإنسانية جمعاء، كما كان إساءةً للصوت المشروع والمسالم لشعب كردستان الذي كان ذنبه الوحيد أنه أوصل صوته الحقيقي إلى أسماع العالم.
واشار بارزاني اننا لم نكن نتوقع أبداً أن تقوم أيادٍ داخلية بطعن شعب كردستان في ظهره بهذه الطريقة، وتابع كان هدف 16 اكتوبر هو إنهاء وجود كيان إقليم كردستان وتفريغ حقوق شعب كردستان من محتواها، وبرغم تدبير مؤامرة كبرى ضد شعبنا بمساعدة وتسهيل من أيادٍ داخلية خائنة.
بدوره عقب الكاتب والمحلل السياسي طالب زنكنة، على بيان بارزاني بالقول ان الخيانة هي ان يكذب القائد على شعبه لتغطية فشله، مضيفاً ان ما حصل في 16 اكتوبر هو نتيجة لتعنت رئيس الاقليم انذاك مسعود بارزاني، وعناده العشائري واصراره على اجراء الاستفتاء في توقيت سيء وسط اعتراضات محلية واقليمية ودولية وهو ما تسبب بنتائج كارثية على شعبه.
واردف زنكنة «الا ان بارزاني الذي كان يقول في لقاءاته الصحفية انه مستعد لتحمل مسؤولية وتبعات فشل الاستفتاء، حتى وان وصلت الى حد قطع رقبته، لم يكلف نفسه بتقديم اعتذار لشعبه، بل هو الان يلقي بثقله على توزيع وكيل التهم بالخيانة للاتحاد الوطني الكردستاني الذي تعامل مع المسالة بواقعية منعت حصول حرب طاحنة بين الببيشمركة والجيش العراقي في كركوك.
وتابع زنكنة» لو كان 16 اكتوبر خيانة كما يسميها بارزاني فان مسبب الخيانة يتحمل وزرا اكبر للخيانة، ان لم يكن هو السؤول الاوحد لها، واذا كان بارزاني يعد قوات الجيش والشرطة الاتحادية بالمحتلة فلماذا كل هذا الاستقتال والصراع مع الاتحاد الوطني على تحصيل المراتب والمناصب والامتيازات في بغداد.
بدوره قال المكاتب حسين طالباني ان حكم الاحزاب الكردية لكركوك خلال السنوات المنصرم اتهم بالعديد من الاخطاء والاخفاقات، لان ما وصفها بالعقلية العشائرية التي حكمت فشلت في بناء مؤسسات فاعلة تخدم المواطنين في المدينة.
واضاف طالباني كانت كركوك بيد الكرد خلال السنوات المنصرمة» ماذا فعلنا لترضية العرب والتركمان وماذا قدمنا لابناء المدينة لا ننكر تقديم خدمات كبيرة ،الا انها مقارنة بالموارد الهائلة لمدينة كركوك لاتعدوا كونها قليلة.
في غضون ذلك قال مصدر مسؤول داخل الاتحاد الوطني الكردستاني للصباح الجديد ان الاتحاد الوطني شكل لجنة، بهدف تطبيع العلاقات والاتفاق مع الديمقراطي الكردستاني حول عدد من المسائل، على خلفية الخلافات التي ظهرت مؤخرا بين الطرفين حول انتخابات برلمان كردستان ونتائجها.
واضاف المصدر ان اللجنة مكونة من ستة اشخاص وهم كل من (قوباد طالباني، عماد احمد، حاكم قادر، لاهور شيخ جنكي، عمر فتاح، رفعت عبد الله)، وان عملها سيكون تطبيع العلاقات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي ومن ثم مناقشة الية تشكيل الحكومة الجديدة في اقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة