الاعلان عن مباشرة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لمهامه خارج اسوار الخضراء يبعث برسائل ايجابية تؤكد ان عبد المهدي يعي جيدا ان الاقتراب من الشعب العراقي ينبغي ان لايقتصر على الاقوال وان الانتقال من الجدران المغلقة الى الفضاء المفتوح يعني ببساطة الاقتراب اكثر من الشارع ويعكس بساطة التعامل ورفض الفوقية التي اعتاد المسؤولون في المنظومة السياسية الايمان بها وابقاء الابواب مشرعة للتفاعل مع هموم هذا الشعب واذا افضت الخطوات الاخرى التي اتخذها السيد رئيس الوزراء الى نهايات سليمة فاننا يمكننا ان نعقد الامال ونتفاءل بالنهج الجديد الذي اختطه السيد عبد المهدي فدعوة الجمهور العام للتقديم واشغال منصب وزير عبر الموقع الالكتروني تفتح المجال واسعا لعرض الكفاءات وقرار بعض الكتل السياسية ترك الخيار لرئيس الوزراء الجديد باختيار المرشحين هي ايضا تنطوي على متغيرات جديدة بشرط ان تؤكد صدقيتها وان تبتعد عن الخداع واذا كانت جميع هذه الخطوات وغيرها تبشر بممارسات ديمقراطية جديدة فان الاهم من ذلك ان يحسم السيد رئيس الوزراء امره ويستثمر هذه المتغيرات الجديدة ليقدم لمجلس النواب (كابينة ) وزراء يتعهد فيها هو وحده بتحمل مسؤولية فشل اي وزير يخفق في اداء مهامه او يثبت فساده حتى لاتتكرر تجربة السنوات السابقة حينما نحى رؤساء الوزراء السابقين باللائمة على الاحزاب والكيانات السياسية بتقديمهم لوزراء وفرضهم عليهم من دون تقدير عواقب هذا الفرض وهنا يمكن للسيد عبد المهدي ان يكاشف الشعب العراقي بكل تفاصيل المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة ولابد ان يوظف عبد المهدي الادوات السياسية والاعلامية التي تقع ضمن صلاحياته لعرض جهوده وافكاره التي يتبناها في هذا الملف من خلال تزويد مكتبه الاعلامي للجمهور بالمعلومات وعدم التعتيم على مايجري من تجاذبات سياسية بين رئيس الوزراء والاحزاب والكتل السياسية فالشفافية والمصارحة والمكاشفة يمكنها ان تدعم بقوة موقف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتؤكد صدقية تصريحاته وتعهداته برفض المحاصصة الحزبية وفي الوقت نفسه تكشف اكاذيب وادعاءات الجهات والاحزاب التي تقول في العلن انها مع اتخاذ خطوات جديدة تستهدف اصلاح العملية السياسية لكنها في السر تضغط على عبد المهدي من اجل فرض اسماء بعينها واشراكها في عملية توزيع المناصـب الوزارية .
د. علي شمخي
خارج أسوار الخضراء !
التعليقات مغلقة