التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العالم اسهمت الى حد كبير في تداعي الانظمة الاستبدادية والشمولية وفقدانها لصدقية خطابها السياسي وبات واضحا لدى الشعوب المضطهدة ان عشرات السنين لم تغير كثيرا من نمط التفكير لدى قادة الاستبداد او الذين مايزالون يراهنون على الولاء للاسر الحاكمة ولنظرية التوريث في الحكم ومع اتساع حركة التنوير في تفكير الشعوب ومع تسيد الاعلام الحر للكثير من مفاصل تدفق المعلومات والذي جعل من العالم ليس فقط قرية صغيرة بل مجرد جهاز هاتف ذكي ينشر المعلومات اولا بأول ويحيط بالتفاصيل مهما ابتعدت المسافات تعرت كثيرا الاكاذيب والادعاءات التي كان يسوقها دعاة الشمولية ودعاة الدكتاتورية وتكشفت الاغطية عن كثير من الاوهام التي ينسجها اعلام الشخص الواحد والحزب الواحد والاسرة الواحدة واصبح من الصعب اقناع الملايين بخطاب احادي يراد له ان يفرض الاقناع بالترهيب وصار من المستحيل تمرير اجندات او أيدولوجيات تستهدف التضييق والضغط على المواطن العربي وسط هذا الفضاء الواسع من التدفق الاعلامي ومن العجيب والغريب ان الممارسات والانتهاكات التي تصل الى مرتبة الفظائع ماتزال تتداولها اجهزة الاستخبارات او المخابرات لدول الفت الاستبداد ورفضت الانضمام الى اسراب التحضر وتماطل من اجل عدم الانسلاخ عن العبودية والظلامية وعدم الاعتراف بكل هذا الفيض من التغيير ولربما تحين الفرصة ويأتي الزمن الذي لاتستطيع فيه مثل هذه الانظمة اللحاق بفرصة الاعتراف بالخطأ وتغيير المسارات والتكفير عن الذنوب حيث لم يستطع زين العابدين بن علي اقناع الملايين التي حاصرت قصره بخطاب مهزوز قال فيه كلمتين فقط (الان فهمتكم ) واراد من الشعب ان يصدق بان اكثر من ثلاثين عاما غير كافية كي يفهم الحاكم شعبه فيما فضل معمر القذافي الاختباء (بمواخير ) المجاري ومثله صدام فعل ذلك بالنزول في حفرة ولو كان لقادة الاستبداد عبرة لاكتفوا بهذه العبر وجنبوا بلدانهم وشعوبهم فصولا سودا من التشرد والضياع والتمزق ..اليوم يعيد التاريخ نفسه وتنشغل وسائل الاعلام بقصص الاختطاف والتغييب والتعذيب للاصوات المناهضة للاستبداد والاصوات الحرة التي تريد نقل الحقيقة فقط الى الجمهور وتصر انظمة حاكمة على المضي في اتباع اساليب انظمة مشابهة لتفكيرها نفسها وتهاوت بفعل جبروتها وطغيانها وظلمها ..رسالة العالم تقول (الحرية لخاشقجي ) ان كان حيا والعار لمن ارتكب جريمة قتله لو صح ذلك .
د. علي شمخي
اختطاف الحقيقة !
التعليقات مغلقة