مسؤول تموين داعش شمالي نينوى يكشف بعضا من فساد التنظيم المتطرف
نينوى ـ خدر خلات:
كشف قيادي في تنظيم داعش الارهابي، عن فساد امراء وقيادات الذين وصفهم بـ “اللصوص المتعطشين للأموال” في مناطق شمالي نينوى، مشيرا الى غضهم النظر عن سرقة بيوت ومخازن ومعامل للمواد الغذائية واعادة توزيعها على مقاتلي التنظيم في جبهات القتال مقابل حصص لأولئك الامراء، عادا ان الجشع احد اسباب سقوط التنظيم الارهابي.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الاجهزة الامنية العراقية كانت تبحث عن قيادي في تنظيم داعش الارهابي منذ تحرير مناطق سهل نينوى، والذي كان متهما بتمويل عناصر التنظيم الارهابي بالأرزاق الجافة، كالرز والبرغل والسكر والشاي وزيت الطعام ومعجون الطماطم والفاصولياء وغيرها”.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الاشارة لهويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الاعلام انه “بعد تعقب معلومات معقدة وعملية مطاردة استخبارية استمرت لنحو سنتين، تم القاء القبض على احد قياديي التنظيم بمنطقة سهل نينوى، والذي كان متهما بسرقة ما لا يحصى من منازل المواطنين النازحين، فضلا عن تعاقده مع التنظيم الارهابي بتموين وتجهيز عناصرهم الاجرامية بالارزاق الجافة في اغلب محاور سهل نينوى”.
ونقل المتحدث عن الارهابي المعتقل انه “تم نهب المواد الغذائية من المخازن والمعامل ومنازل الاهالي النازحين بشكل شبه منتظم وبعلم وبتسهيلات كبيرة من قيادات في التنظيم ضمن ما تم الاعلان عنه وبما عُرف حينها بولاية نينوى، مقابل ان يتم اعادة بيع هذه المواد للتنظيم مرة اخرى ومنح تلك القيادات حصصا من الاموال”.
وتابع “ليس هنالك احصائية دقيقة بما تم سرقته من المواد الغذائية لكنها تقدر بآلاف الاطنان، وتم خزن بعضها بأساليب بدائية في ساحات تحت الشمس او في منازل مهجورة تم تأشيرها، لكن اغلبها تم وضعها في ساحات المدارس المهجورة، وتم بدء اعادة بيعها للتنظيم وتوزيعها على وحداته القتالية في سهل نينوى، حيث كان هنالك عشرات العجلات توزع هذه الارزاق على مقاتلي التنظيم، لكن بسبب القصف الجوي تقلص ذلك تدريجيا، بل ان عناصر داعش بدأوا يأتون لتلك المخازن لأخذ احتياجاتهم الغذائية المقررة”.
وحول كيفية حصول هذا القيادي على امواله مقابل خدماته، أفصح المتحدث انه “كان يحصل على اموال بالدولارات الاميركية من ما كان يسمى بديوان بيت المال في مدينة الموصل”.
وتابع “ان القيادي الداعشي المعتقل وصف امراء داعش الذين كانوا يستعجلون بالحصول على حصصهم بانهم مجرد لصوص، متعطشون للأموال وان جشعهم المتزايد عجل بتفكك التنظيم وسقوطه بشكل سريع بل اسرع من المتوقع”.
ولفت المصدر الى ان “الارهابي المعتقل اشار الى ان مسألة الصلاحية لاستهلاك المواد الغذائية التي كان يتم توزيعها كان اخر ما يهتم به، وان هكذا امور صحية لم تكن في البال، لأنه يوم بعد يوم اخر بدأت تشح المواد الغذائية، وكان الاعتماد كبيرا على ما يتم نهبه من منازل الاهالي، بل ان البحث عن المـواد الغذائيـة ومخازنهـا كـان الشغل الشاغل حتـى لقيادات كبار في داعش بعد ادراكهم انهم وقعوا في كماشة حصـار اقتصـادي خانـق، بعدمـا ادركـوا انه لا يمكن التعويل على الانتاج والزراعة للقمح الذي تراجع لحدود خطيرة جدا، فضلا عن الحاجة الماسة للمواد الاخرى كالرز وزيت الطعام والطحين والسكر والشاي، بل حتى غاز الطبـخ وبقيـة المحروقـات”.
ونوه المصدر الى ان “اغلب قيادات داعش من الخط الثاني والثالث ادركوا ان التنظيم في طريقه للانهيار، عندما كان بأوج قوته، لان التحالف الدولي كان مصمما على القضاء عليـه، وان الضربات الجوية العنيفة جعلـت اشرس مقاتلي داعش يختبئون في الجحور، او يواجهون الموت والتحول لإشلاء متناثرة، اضافة الى ان انحسار المواد الغذائية وشحتها اكد ان عمر التنظيم اقصر جدا مما توقعته قياداته في العراق وسوريا”.