الصباح الجديد – وكالات:
بدأ فان جوخ حياته الفنية متأخرًا ومات مبكرًا، ولكنه على مدى عشر سنوات رسم ما يقرب من 900 لوحة، وقد كان هذا الفنان الهولندي المضطرب نفسيًا، مغرم ببعض المواضيع، وقد كان يعيد رسمها مرارًا وتكرارًا، مثل زهور دوار الشمس وأشجار السرو، وقد حصل فان جوخ على القليل من التقدير في أثناء حياته، ولكن أعماله حاليًا تباع بملايين الدولارات. وفيما يلي بعض من أشهر لوحاته، وبعض ما احاطه من ظروف في اثناء رسمها وبعد موته:
آكلو البطاطا (شباط أبريل 1885)
آكلو البطاطا ليست أول أعمال فان جوخ، ولكنها أول أعماله المميزة، ويبدو أن الفنان الذي كان يعلم نفسه ذاتيًا، كان يقلد رامبرانت عندما اختار الألوان الداكنة، ولكن الظلال والإضاءة في اللوحة تمثل طابع فان جوخ الفريد.
وقد كتب فان جوخ في رسالة إلى أخيه ثيو عن هذه اللوحة: “لقد أردت فعلاً أن أجعل الناس يتصورون أن هؤلاء الناس الذين يأكلون البطاطا على ضوء مصباحهم الصغير، قد حفروا الأرض بأنفسهم، بهذه الأيدي التي يضعونها في الطبق ليحصلوا على البطاطا، وأنهم بذلك قد حصلوا على طعامهم بصدق”
مزهرية بها خمسة عشر زهرة دوار الشمس (اب أغسطس 1888)
كسر فان جوخ النمط المظلم الذي استوحاه من الرسام الهولندي رامبرانت حينما رسم سلسلة لوحات دوار الشمس، وقد بدأ هذه السلسلة بينما كان يعيش في باريس بلوحة زهرة دوار الشمس ملقاة على الأرض.
وفي عام 1888، انتقل فان جوخ إلى منزل أصفر في آرل في جنوب فرنسا، وبدأ برسم سبعة لوحات ما تزال موجودة لزهور دوار الشمس في المزهريات، وقام بتطبيق الطلاء الأصفر في طبقات كثيفة في ثلاثة من اللوحات، وقد ظهر التوسع في ابتكارات القرن التاسع عشر في كيمياء الألوان في هذه اللوحة، حيث أنها شملت ظلًا جديدًا من اللون الأصفر وهو اللون المعروف باسم الكروم.
المقهى الليلي (أيلول سبتمبر 1888)
رسم فان جوخ هذه اللوحة في أوائل أيلول سبتمبر عام 1888م، وقد قال عنها أنها أبشع أعماله، وقد استحوذت ظلال اللون الأحمر والأخضر على الأجزاء الداخلية من اللوحة التي رسمها في آرل بفرنسا، وقضى فان جوخ ثلاثة ليالي في المقهى ليرسم هذه اللوحة وكان ينام في اثناء النهار.
رصيف المقهى في أثناء الليل (أيلول سبتمبر 1888)
كتب فان جوخ لأخيه ثيو: “غالباً ما أعتقد أن الليل أكثر حيوية وألوانه أكثر ثراءً من النهار”، وكانت علاقة فان جوخ مع الليل علاقة فلسفية ومستوحاة جزئياً من التحدي التقني المتمثل في خلق الضوء من الظلام، كما تعكس المناظر الطبيعية الليلية التصوف والإحساس اللا محدود.
غرفة النوم (تشرين الأول أكتوبر 1888)
تعد هذه اللوحة من ضمن أعمال فان جوخ الأكثر شهرة، وقد رسمها لغرفته التي كان يقيم بها في آرل بفرنسا، وهي تشرح ألوان الغرفة بالتفصيل، وقد رسم ثلاثة لوحات لهذه الغرفة، ولكن النسخة المعروضة هي النسخة الوحيدة التي أكملها في آرل في أيلول سبتمبر 1889م ، أما النسخة الثانية فقد رسمها من الذاكرة بينما كان يقضي فترة نقاهة في مأوى سان بول دو ماوسول بالقرب من سان ريمي دي بروفانس بفرنسا، والنسخة الثالثة رسمها كهدية لوالدته وأخته، ولكنها كانت أصغر، وكانت ألوانها باهتة قليلًا مع وجود بعض التغييرات في الرسومات الموجودة على الحائط وق السرير.
الكرم الأحمر في آرل (تشرين الثاني نوفمبر 1888)
رسم فان جوخ اللوحة الوحيدة التي باعها في أثناء حياته، وقد رسمها بعد شهرين من قطع شحمة أذنه خلال أحد الأزمات النفسية الكبيرة التي تعرض لها، وقد جمع فان جوخ في هذه اللوحة ألوان حقول الكروم النابضة بالحياة في جنوب فرنسا في أوائل شهر تشرين الثاني نوفمبر.
ليلة النجوم (حزيران يونيو 1889)
كان فان جوخ يفضل الرسم في الهواء الطلق، ولكنه رسم هذه اللوحة من الخيال والذاكرة، فقد كان يحدق في النافذة وأضاف شجرة السرو والكنيسة من مخيلته، وعلى الرغم من أن فان جوخ رسم العديد من المشاهد الليلية خلال حياته، إلا أن هذه اللوحة أصبحت أشهر أعماله.
حقل القمح وشجرة السرو في هوت جالين بالقرب من إيجاليريرز (تموز يوليو 1889)
كان فان جوخ يرى أن هذه اللوحة هي أحد أفضل أعماله الصيفية، وقد رسمها في أثناء إقامته بالملجأ في فرنسا، حيث كانت أشجار السرو الشاهقة التي تحيط بالملجأ، وزهور دوار الشمس الموجودة بآرل مهمة جدًا له، وقد رسم فان جوخ الأشجار والمناظر الطبيعية المحيطة بها بألوان ديناميكية.
لوحة بورتريه الطبيب غاشيه (حزيران يونيو 1890)
بعد أن غادر فان جوخ الملجأ، تلقى علاج عقلي على يد الدكتور غاشيه، وقد رسم فان جوخ صورتين متشابهتين للطبيب غاشيه وهو يجلس متكئًا على يده اليسرى على غصن من نبات قفاز الثعلب، وهو نبات كان يستعمل في علاج القلب والأمراض النفسية، وهذه النسخة تحتوي على كتاب أصفر وعدة تفاصيل أخرى.
بعد قرن من اكتمالها، بيعت هذه النسخة من البورتريه إلى جامع لوحات مقابل 82.5 مليون دولار (بما في ذلك رسوم المزاد البالغة 10٪)، وقد شكك النقاد في صحة هذه اللوحة، ولكن تم تحليلها باستعمال الأشعة تحت الحمراء وتبين أن كلتا اللوحتين من أعمال فان جوخ.
حقل القمح والغربان (تموز يوليو 1890)
رسم فان جوخ نحو 80 عملا خلال الشهرين الأخيرين من حياته، ولا أحد يعرف على وجه التحديد أي لوحة هي الأخيرة، وبالرغم من ذلك فإن لوحة حقل القمح تعد من أخر أعماله، وقد وصفها البعض بأنها رسالة انتحار، حيث قام فان جوخ بإطلاق النار على نفسه في 27 تموز يوليو 1890 في أحد الحقول وتوفي بسبب مضاعفات هذا الجرح بعد يومين، وغالبًا ما توصف هذه اللوحة بأنها أعظم أعمال فان جوخ.