فن الدمى موروث ينزع الى حنين قديم ينهض بالروح

الفنانة السورية هنادة الصباغ :
سمير خليل
هنادة الصباغ، فنانة تشكيلية سورية باختصاص النحت ومصممة مسرح عرائس وتصنيع دمى من الجمهورية العربية السورية، ومقيمة فيها، حاصلة على ماجستير من روسيا الاتحادية اختصاص سينوغرافيا مسرحية وتصميم مسرح عرائس عام 2006.
تعمل الصباغ حاليا بالتلفزيون السوري كمهندسة ديكور إضافة إلى عملها بالمسرح كمهندسة ديكور ومصممة عرائس ومخرجة، درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق بقسم السينوغرافيا كمدرسة مشاريع متعلقة بفن مسرح العرائس وأنواعه، أقامت ورش عمل دورية لتعليم تصنيع العرائس للأطفال والكبار.
شاركت بعدة اعمال لمسرح الدمى بعد ان صممت ونفذت 40 دمية، وحصلت على جوائز عديدة خلال المهرجانات، وقامت بتنفيذ دمى لفرقة زها المسرحية بالأردن لمسرحية ( نجيبة و السوسة العجيبة ) والتي شاركت بمهرجان الإسكندرية ومهرجان القراءة بدبي والشارقة وعينتها فرقة شروق المسرحية في جمهورية موريتانيا العربية سفيرة لها بسوريا، وشاركت بالملتقى العربي للدمى وخيال الظل في دورته الثالثة بالقاهرة سنة 2015 كمتدربة. نفذت ورشات عمل في المهرجان العالمي للعرائس اونلاين 2017 في القاهرة، ونفذت عدة ورش بدولة قطر 2017 للأطفال والكبار كما قدمت عرضين مسرحيين للدمى هما مسرحية سوس وبكتريا والصديقان من تأليفها وإخراجها وتصميم الدمى والديكور، واخيرا نفذت ورشة عمل بدولة تونس مدينة المنستير العام الحالي، دمى مسرح طاولة ودمى ورقية لأساتذة المسرح وشباب هواة .
الفنانة هنادة الصباغ ضيفتها الصباح الجديد لتسليط الضوء على
وتجربتها في فن الدمى:
-فن الدمى موروث، والحداثة تعدت على الموروث، لكن تبقى النزعة الى التراث والحنين للقديم بالفطرة تشدنا اليها كلما ابتعدنا، وكان وسيلة للتعبير وفن للتسلية والترفيه. مسرح العرائس فن قائم على المحاكاة، وقد وجد منذ العصور القديمة، وتطور مع تطور البشرية، فدخل بالطقوس الشعبية، واستعمل لإيصال معلومة، أو لنشر وعي ديني أو سياسي أو بهدف التسلية والترفيه للكبار وللأطفال، فقد وجد منذ زمن الفراعنة، وفي الأساطير الشعبية الصينية واليابانية، وكذلك في بلاد ما بين النهرين وتركيا، وكذلك انتشر في أوروبا من خلال المسارح الجوالة بين المدن. وتطور هذا الفن في مراحل معينة من صندوق الفرجة إلى مسرح خيال الظل إلى الأراجوز إلى إنشاء مسارح مختصة بهذا الفن.
وتضيف “هناك فنانين كثر بالوطن العربي عملوا وعلموا أجيالا، وحافظوا وزادوا على هذا الفن من خلال تجاربهم الفنية، اذكر منهم الاستاذ ناجي شاكر رحمه الله من مصر، وهو رائد فن مسرح العرائس بمصر والوطن العربي، ومن منا لا يعرف عرض الليلة الكبيرة الذي اشتهر على نطاق عالمي، وحصد جوائز كثيرة، ومازال يعرض حتى الان. بالتأكيد هناك اناس وأشخاص حاولوا مواجهة هذا التيار التقني وتابعوا بشغف ممارسة هذا الفن، ولكن جهدهم امام هذا الكم من الحداثة وسرعة الحياة وتطورها لم يكن سهلا تخطيها، ولكنهم استمروا ليثبتوا بالنهاية انه لابد من العودة للأصالة والمحافظة على الموروث، لأن الحنين للأشياء الملموسة التي تنهض بالروح يبقى برغم كل مغريات التكنولوجيا.
*وماذا عن البرامج الخاصة بالدمى كبرنامج افتح يا سمسم ومشاهدة فيلم دمى روائي عربي؟
“بالنسبة للأفلام الروائية نتمنى ونسعى لهكذا خطوة كإنتاج افلام بفن الدمى ولكن هذا يحتاج تمويل ضخم جدا واكتساب خبرات اكثر وخامات متطورة، اما غياب البرامج التلفزيونية للدمى فانا اعده تقصير من مؤسساتنا فقد استبدلوا هذه البرامج بالرسوم المتحركة، علما انها كانت من البرامج الرائدة بالوطن العربي، مازلنا نشاهدها ونكررها حتى الان. الرسوم المتحركة والانيميشن اثرا سلبا على الدمى، وقد انتجنا عملا منذ ثلاث سنوات بالقطاع الخاص مع شركة الما برودكشن عن شخصية المسحراتي، وكانت دمية ماريانيت تتحدث عن العادات والتقاليد بشهر رمضان بدمشق، ووجدنا صعوبة جدا بالتسويق بالعالم العربي، ومع ذلك نجحت شخصيات اصبحت مشهورة بالعالم العربي ولها برامج وموقع على اليوتيوب مثل شخصية ابلة فاهيته بمصر، ولكن مازلنا نفتقر الى نوعية البرامج الموجهة للأطفال بلسان الدمية كما كان سابقا برنامج افتح يا سمسم، وهناك محاولات جدية بمصر والعراق لهكذا نوعية من البرامج”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة