يحكى أن شاباً أراد أن يخطب فتاة جميلة من بنات قريته لكنه كان يخشى أن يرفض طلبه من قبل أهل الفتاةبسبب كثرة المتقدمين والراغبين في الزواج من هذه الفتاة .. طلب من والده ان يكلف “مختار” القريةبالتوسط عند ذوي الشأن بهدف التاثير عليهم والضغط لاتمام عملية الخطبة والزواج بدون مشاكل أوأعتذارات من خلال أستغلال مكانته ومنزلته في المجتمع والقرية . رحب مختار القرية بهذا التكليف وقاللوالد الشاب : ” تدلل عيوني أبوفلاح ..غالي والطلب رخيص – فلاح – مثل أبني وميكون خاطرك الا ..طيب.. أني بيديه أزفة .. واليوم أروح أخطبله .. وأدزلك البشارة للبيت ” .. عاد “أبو فلاح ” الى بيته فرحاًليزف البشرى لولده الذي كان ينتظر والده بفارغ الصبر .. قائلا له :” أبني اليوم بعد العشا ..راح يروحالمختار.. ويخطبلك البنية اللي تتمناها واللي تحلم تكون زوجتك وخلي من هسة بطنك بطيخة صيفي !” .
وجاء المساء .. وابو فلاح وفلاح والعائلة يترقبون الخبر السعيد من مختار القرية وعيونهم تسمرت علىالباب بانتظار من يطرقها وينقل لهم البشرى !
مرت الدقائق والساعات ثقيلة .. وموجعة ، تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل .. ولكن ” لاخبرولاجفية ولاحامض حلو ” .. وبدء القلق يسري عند العائلة شيئا فشيئا وخصوصا الشاب العريس مع وقفالتنفيذ “فلاح ” ، ولوضع حد لهذه الحيرة .. وللتخفيف من وطأة الحزن والقلق الذي أصاب العائلة .. بادرأبو فلاح مخاطبا الجميع : ” اللهم أجعله خير ..باجر من الصبح ..أروح البيت المختار وأشوف شنوالسالفة !”.
وعند الصباح توجه “أبو فلاح ” الى بيت المختار لاستطلاع الأمر .. وعند الباب قال للمختار ” خير..مختار أقلقتني .. والبارحة للصبح منايم ..وظلينا بحيرة .. خوما أكو شئ ؟ ” أجاب المختار :” لا ..لا أبدا..ماكو شى .. بس ” وهنا قاطعه أبو فلاح مرة أخرى قائلا : ” مختار ..بس ..شنو .. صار قدر لاسامح الله ؟” أجاب المختار مترددا : لا .. لا ماكو شئ .. بس ” هنا قاطعه أبو فلاح وهو يقول : ” مختار ..دحجي مونشفت ريكي ” ..أجابه المختار :” ابو فلاح تعرف الزواج قسمة ونصيب ” وهنا قاطعه ابو فلاح مرةأخرى قائلاً : هاينعرفه ونؤمن بيها .. يعني رفضوا الطلب .. ؟” أجاب المختار : مو .. رفضو ..رفضو ..لكنقسمة البنية راحت الغير شخص ! قال أبو فلاح : ” يعني أكو أحد سبقنا وراح خطب البنية .. قبل متوصلالبيتهم ؟” .. أجاب المختار مترددا ونظراته تتلفت مرتبكة في كل الاتجاهات: ” الحقيقة ابو فلاح وارجوكلاتزعل مني .. آني عجبتني البنية وخطبتها ال…” وهنا قال له أبو فلاح : هسه توضحت السالفة .. كولعجبتني وخطبتها لابني ؟
وهنا .. قال مختار القرية : ” لا .. أخوية أبو فلاح .. عجبتني البنية وخطبتها الي وكلت آني أولى بيها منأبنك وأبني !”
يبدو أن هذه الحكاية الطريفة .. هي صورة أو لمشهد طبق الاصل من المشهد السياسي ومايجري فيها منصراع وأستحواذ على المناصب التنفيذية بمختلف درجاتها .. وفق شعار رئيس الكتلة أولى بالعروسة..عفوا .. أولى بالمنصب .. !!
• ضوء
تعددت المناصب .. والوجه واحد
عاصم جهاد