أسلحة قدمتها أفلام الخيال العلمي صارت واقعاً

منها أسلحة الإشعاع والروبوتات الحربية
متابعة الصباح الجديد:

تحاول أفلام الخيال العلمي منذ بداية صناعتها التنبؤ بما سيكون عليه مستقبل البشرية من كل جوانب الحياة، كيف ننتقل من مكان لآخر؟ ماذا سنأكل؟ وماذا سنشرب؟ كيف سيكون تكويننا الجسماني؟ وما هي التكنولوجيا الثورية القادمة، والتي سوف تجعل حضارتنا تنظر إلى العالم من منظور جديد؟ حاولت هذه النوعية من الأفلام أن تكون تنبؤاتها مبنية على أصول وأسس علمية، وتوقعت أن تمكننا هذه الأسس العلمية من الوصول إلى قدرات معينة لم تكن موجودة وقت صناعة تلك الأفلام.
نجحت هذه الأفلام في الكثير من الأمور مثل الهواتف النقالة والتلفاز والسفر إلى الفضاء، وما نزال ننتظر ما ستفاجئنا به في المستقبل القريب. ومن بين أهم ما قدمته لنا هذه النوعية من الأفلام هو شكل الحروب في العالم الحديث ومستقبل الأسلحة المستعملة فيها، فقد تنبأت بمجموعة من الأسلحة الثورية التي أصبحت بالفعل موجودة في وقتنا الحالي ومنها ما يلي:

أشعة التجميد: ظهر هذا النوع من الأسلحة (Freeze Rays) في الكثير من أفلام الأبطال الخارقين في هوليوود، وكان غالبًا ما يمتلكه «الأشرار الخارقون» (supervillains)، وهم الشخصيات التي تمثل نقيض شخصية «البطل الخارق»، وتمثل التحدي الكبير أمام البطل الخارق للتغلب عليها. يمكن هذا السلاح الشرير الخارق من استهداف شخص أو هدف محدد وتجميده بالكامل لفترة من الوقت.
وقد استطاع علماء ألمان تحقيق هذه التقنية التي كانت عصية على التنفيذ منذ أكثر من 30 عاماً باستعمال مزيج من أشعة الليزر وغازات في حالة ضغط مرتفع، ومكنهم هذا المزيج من خفض درجة حرارة الهدف بمقدار 119 درجة في ثوانٍ فقط. تعتمد هذه التقنية على مبدأ علمي بسيط وهو أن الفوتونات يمكنها أن تطرد الإلكترونات خارج مداراتها، وعندما تفقد الذرة إلكترونات، فإنها تفقد الطاقة، وبالتالي الحرارة أيضًا. وتحدث هذه العملية بنحو سريع إلى الدرجة التي تسمح بتجميد غاز قبل أن يتحول إلى الحالة السائلة.

-الدرونز: ظهرت الطائرات من دون طيار المعروفة باسم «الدرونز» بشكلها المعروف حاليًا في الكثير من أفلام الخيال العلمي، قبل أن تتحول إلى واقع في الوقت الحالي وتنضم إلى ترسانات أسلحة جيوش القوى الكبرى في العالم.
ظهرت «الدرونز» في أحد أشهر أفلام الألفية الجديدة، وهو فيلم «Terminator 3: Rise of the Machines»، والذي يعود لعام 2003، وظهرت فيه الآلات ذاتية التحكم تهاجم البشر وتقتلهم. تمتلك العديد من الدول هذه الآلات الآن في جيوشها، منها الولايات المتحدة وروسيا.
وتدور فكرة «الدرونز»عن إمكانية أن تعمل الطائرة من دون طيار، فقط يجري تحديد أهداف مسبقة وسيكون على الطائرة البحث عن هذه الأهداف وقنصها أو تفجيرها بنحو كامل. في مواجهة هذه الموجة الخطيرة من التسلح، ظهرت العديد من الدراسات التي تحذر من عدم وضع القيود المطلوبة لهذا النوع من الأسلحة التي يمكنها أن تتسبب في درجات قصوى من الدمار حال استعمالها على نطاق أوسع.

– أسلحة الإشعاع: ظهر هذا السلاح «Pain ray» لأول مرة في فيلم «Barbarella» عام 1968، وفيلم «Star Wars» عام 1977، وتعتمد هذه الأسلحة فكرة تصويب حزمة من الأشعة بكثافة عالية لإصابة الشخص أو الهدف إصابات مميتة أو مؤلمة. النسخة الواقعية لهذا السلاح هي «نظام المنع الفعال» (Active Denial System)، وهو نظام صممه الجيش الأميريكي بهدف التسبب في ألم مفرط حال توجيهه إلى شخص أو هدف معين.
يتكون السلاح من شاحنة كبيرة قادرة على توجيه شحنات فائقة الكثافة والتركيز من الأشعة متناهية الصغر (microwave). وقد جرى تجربة السلاح على مجموعة مكونة من 10 آلاف شخص شعر جميعهم بجرعات شديدة القوة من الألم، بينما بلغ أصيب أقل من 0.1% بحروق من الدرجة الثانية على أماكن التعرض للأشعة، وطورت أميريكا السلاح لأول مرة عام 2010، كي تستعمله في حرب أفغانستان، ولكنها تراجعت بعد ذلك قبل أن يُستعمل في أرض المعركة.

– الروبوتات الحربية: ظهرت الروبوتات الحربية في فيلم «Short Circuit» الذي صدر عام 1986، والذي يحكي قصة محاولة إحدى الشركات صناعة روبوت حربي بقوى خارقة، وإقناع الجيش بانضمام هذا الروبوت إلى ترسانة الجيش. لم تعد الروبوتات الحربية خيالًا علميًا كما كانت في ثمانينيات القرن الماضي، بل إن الكثير من الدول أظهرت اهتمامها بوجود روبوتات حربية في ترسانتها، وتتقدم الولايات المتحدة قائمة هذه الدول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة