الرحلة 1400.. رحلة بين زمنين

أحلام يوسف
قرأت على صفحته عن مشروع لعمل مسرحي تجريبي اسمه الرحلة 1400 وشدني العنوان كونه يوحي بان الأمر يتعلق بالتاريخ الإسلامي، فتحدثت الى مؤلف العمل القاص والشاعر كاظم نعمة اللامي ليعرفنا بتفاصيل تلك الرحلة، فقال:
انه عمل تجريبي يقترب قليلا من الطقس المسرحي الديني ومن خلاله اقوم باستدعاء شخصيات لها ثقلها التاريخي، والملازمة لثورة الحسين كالمختار، وشخصيات اخرى آثرت الصمت امام نزيف الدم، فيقوم المختار بمحاكمة تلك الشخصيات، لكن حاشية المختار يأتون بطريق الخطأ بامرأة من الهور لديها شهيد في الحشد، فتقوم هي بمحاكمة المختار وبقية رفاقه بإسقاطات واقعية نعيشها كل يوم.
الرحلة 1400من تأليف كاظم اللامي واخراج خالد علوان وتمثيل مكي حداد ومحمد عطية وزياد طارق. سيشارك العمل في مهرجان الق الحسين في الحلة الذي يقيمه النشاط المدرسي في تربية بابل، برعاية غالب العميدي مدير المهرجان.
مهرجانات عدة تقام بأكثر من محافظة عراقية مثل مهرجان النخيلة بكربلاء، والق الحسين في الحلة وغيرها. عن أهمية تلك المهرجانات في الحركة المسرحية العراقية تحدث اللامي قائلا:
-لها دور فاعل ومهم في تطوير الحركة المسرحية، حيث يجري خلالها التنافس بثيمة العروض، وكذلك تفاصيل العمل تأليفا، واخراجا، وأداءً، إضافة الى غيرها من الجزئيات التي تؤثر بالعمل المسرحي بنحو مباشر. وهي فرصة مهمة للطاقات المسرحية لتفريغ طاقتها الايجابية من خلال ابجديات العرض، حيث نكتشف خلالها ممثلين مهمين، ومخرجين مبدعين، ومؤلفين كبارا، اذ يجتهد الجميع بكل ما اوتي من معرفة وجماليات ليسطر شيئا مهما في سفر المسرح العراقي. وتلك المهرجانات متنفس حيوي لإبراز الطاقات الفنية في المحافظات،

كيف لك أن تقارن المسرح العراقي ما بين الامس واليوم؟
المسرح العراقي سابقا كان مسرحا احترافيا، وانا دقيق بهذا الوصف والتسمية، اما اليوم وامام شيوع ظاهرة الدعم المادي والذي يتبناه عضو بارز بأحد الأحزاب، او برلماني، جعل المسرح في العديد من الاعمال يتعكز على بعض الطارئين تأليفا واخراجا. لكن وامام ثراء ما يقدمه الشباب ببعض التجارب، وكي أكون منصفا، يمكن لنا القول ان المسرح سيعود معافى. الأمل يحدونا بأن تأخذ المؤسسة الفنية على عاتقها دعم الطاقات الشبابية، وفتح المجال للجميع لتوثيق اجتهادهم الجمالي من خلال اقامة المهرجانات كما في السابق، ونعول على تسنم الدكتور جبار جودي أخذ زمام المبادرة، ودعم الفنان بشتى مسمياته وتوجهاته.

هل تعتقد ان أحد اسباب التراجع النسبي للمسرح اليوم يتعلق بأزمة نص؟
-الحقيقة لا توجد ازمة نص، بل ازمة مال، فهناك كتاب كبار، انتاجهم غزير
امثال علي الزيدي، وسعد هدابي، وعمار نعمة جابر، وعمار سيف، وغيرهم الكثير، ممن لهم أصداء واسعة في المهرجانات العربية، لكن المشكلة انهم ايضا من دون قصد مسؤولون بنحو ما عن هذا التردي، لان نصوصهم مهمة وقوية، لكن صعبة التنفيذ، لذلك يلجأ البعض الى البحث عن نصوص بسيطة واحيانا سطحية لتنفيذها، مما يتسبب بسيادة الغث والرديء والبذيء، اضافة الى وزارة الثقافة ونقابة الفنانين اللذين اجد انهما المسؤولان الرئيسان لهذا التردي، لان العمل الجيد يحتاج الى دعم مادي حكومي، وليس فرديا.
اما عن أحلامه، فلم تغادر فلك المسرح، اذ ان حلمه، بناء مسرح في مدينته “العمارة” على غرار مسارح موسكو، “فكم من عرض مسرحي متميز خذلته تقنيات الخشبة الاضاءة او الموسيقى والتقنيات الأخرى”.
وختم حديثه بكلمات ملؤها الأسف، وهو يتحدث عن مسرح الرشيد، أحد أكبر مسارح بغداد، والذي شهد اعمالا خالدة، وتألق على خشبته العديد من كبار الفنانين. قال “ترجلت في احدى المرات قبالته وسجدت امامه”. وعن دورهم كفنانين للفت انظار المسؤولين الى هذا الخراب “المتعمد”، ذكر ان القضية تحتاج الى قرار حكومي، وان وقفات عديدة قام بها الفنانون والمهتمون، لكن للأسف لم تلق اذانا صاغية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة