حراك انفعالي..!!

التصريحات المتضاربة حول افق تشكيلة الحكومة المقبلة لايمكن التعويل عليها في تحديد معالم التحالفات والدفع بالاسماء الجديدة لرئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ولايمكن في الوقت نفسه الجزم بتأكيد صحة اية توقعات لمستقبل العملية السياسية في ظل ظروف واحداث صعبة يلعب فيها العامل الداخلي والعامل الخارجي دوراً حاسماً في انهاء هذا الاستحقاق الدستوري فالمتتبع للشأن العراقي لايمكنه ابعاد احداث التظاهرات والاحتجاجات في محافظة البصرة ومارافقها من توظيف سياسي كاد المستفيدون من هذا الحدث ان يوصلوه الى مستوى النزاع المسلح وفي الوقت نفسه لايمكن ابعاد ردود افعال الدول المجاورة وبعض الدول الكبرى المعنية بمستقبل النظام السياسي في العراق وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميريكية ودفاعها المستميت عن مصالحها في هذا البلد وفي المنطقة عامة مثلما لايمكن اغفال او اهمال الدور الايراني المتماهي مع حراك القوى السياسية في الداخل وبالتالي يمكن القول ان مايتمخض عن هذا الحراك هو بالتأكيد سيكون اداءا انفعالياً يصعب توجيهه بانتظام واتزان وهو نتاج لردود افعال الكثير من القوى والاحزاب التي تؤدي دورها في المشهد السياسي وليس بالضرورة ان تكون نهاية هذا الملف الحساس المعني بتشكيل الحكومة المقبلة نهاية سليمة وفي صالح الشعب العراقي لان معطيات العمل السياسي والتجربة السياسية الطويلة في العراق اثبتت ان هذا الحراك الاستثنائي المبتنى على ردود الافعال لم يجلب سوى حكومات عرجاء لاتقوى على مقاومة الظروف والاحداث وتغيب عنها مفاهيم الكفاءة والنزاهة وتفتقر عناوينها للارادة السياسية وتتغلب فيها مصالح الفئات التي انتجتها مستفيدة من الصراع والاحتدام وسيبقى الانشغال في تصفية الحسابات والتربص بالاطراف المناوئة مصاحباً لأداء هذه الحكومة تتحكم فيه طبيعة التنافس التي تتحلى بها الاحزاب من دون الالتفات او الانشغال بالمصالح الوطنية في وقت كان فيه الشعب العراقي ينتظر حكومة تفاعلية تستجيب لصبر هذا الشعب ويتطلع من خلالها لمرحلة جديدة وحاسمة تنهي فصول المعاناة والاهمال التي طال امدها ومالم يتيقظ المتنافسون في هذا الملف لهذه التحديات فان القلق والخوف سيبقى هاجساً لكل عراقي يريد خاتمة ايجابية تخفف عنه وطأة الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة