ناشطون موصليون: الإعلام يتجاهل ما يتحقق من إنجازات في نينوى
نينوى ـ خدر خلات:
انتقد ناشطون موصليون استمرار الإعلام المحلي والعراقي في تجاهل ما يتحقق من إنجازات وإعادة الحياة لمعظم أجزاء محافظة نينوى وبضمنها مدينة الموصل، والتركيز على أخبار تعنى ببقايا الدواعش ومخلفاتهم، مشيرين الى ان وجود مئات آلاف الأطنان من الأنقاض يمثل النصف الفارغ من القدح، بينما النصف الآخر يمثل افتتاح مشاريع وأخرى قيد التنفيذ وأعمال صيانة تبعث الأمل بعودة الحياة لطبيعتها أو الى وضع مشابه له في الأقل.
وقال الناشط المدني الموصلي محمد حسين الحيالي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الوضع في محافظة نينوى وفي الموصل ليس مثاليا، ويمكن ملاحظة اثار الدمار والخراب والفوضى في حركة السير، والقوات الامنية تتموضع بمناطق ضمن او قرب الاحياء السكنية وهي مواقع ليست دائمية لكنها تسعى لحفظ الامن، وهذه المظاهر يلاحقها الاعلام، كما يلاحق ويركز على مسائل تتعلق ببقايا الدواعش ومخلفاتهم مثل اكتشاف عبوة ناسفة قديمة، او جثث لمغدورين اعدمهم الدواعش قبل او اثناء عمليات تحرير الموصل”.
واضاف “لا يمكن تجاهل وجود مئات الالاف من الانقاض في ايمن المدينة، ولا التغافل عن الدمار الكبير في البنى التحتية والفوقية في الموصل القديمة، لكن بالمقابل هنالك مشاريع تم انجازها واخرى قيد التنفيذ، وهنالك اعمال صيانة لخطوط الماء والكهرباء توصل هذه الخدمات لعدد من الاحياء السكنية، بينما الاعلام المحلي والعراقي يركز على مسائل جانبية في سكان سهل نينوى”.
واشار الحيالي الى ان “انجاز مبنى وافتتاح البنك المركزي العراقي فرع الموصل، اكمال تأهيل و اعمار بناية مديرية كهرباء الاطراف في حي الوحدة وهي ستكون المديرية العامة للكهرباء في نينوى، تواصل اعمال معالجة الطرق و تبليطها في المنطقة القديمة بايمن المدينة من مديرية بلدية الموصل، وانارة عدد من تلك الطرق اضافة الى الاستقرار الامني الكبير بعد مضي اكثر من عام على تحرير المدينة، وغير ذلك من الامور لم ينل الاهتمام اللازم من الاعلام”.
وتابع “بالرغم من ان الجميع يعلم ان داعش سرق الاف السيارات الخدمية والانتاجية العائدة للقطاعات الحكومية، ونهب المعامل ومعداتها التي لا تقدر بثمن، وان اغلب الدوائر الخدمية تقدم خدماتها وسط عوز شديد للاليات وغير ذلك، لكن الحديث والتركيز الاعلامي ينصب باتجاه لا يخدم تشجيع المواطنين على الاستقرار والبدء بممارسة الحياة والمشاركة في ذلك بعد 3 سنوات سنوات عجاف”.
ونوه الحيالي، الى ان “الاعلام لا يهتم الى ان معمل كبريت المشراق ينتج يوميا اطنانا من مادة كبريتات الامونيوم التي توزع لباقي انحاء العراق لتعقيم وتنقية مياه الشرب، وان هنالك نحو 135 الية خدمية مقدمة من المانيا ستدخل الخدمة بشوارع نينوى، كما ان ايصال مياه الشرب الى الكثير من احياء ومناطق الموصل القديمة بالرغم من الاضرار الكبيرة التي اصابت هذا القطاع وغير ذلك من الامور التي تستحق المتابعة والاهتمام”.
معتبرا ان “فتح الطرق في ايمن الموصل والمنطقة القديمة، والاستمرار برفع الانقاض، ومبادرات نوعية من الشباب الموصلي المثابر في حملات انسانية واجتماعية وتكافلية ساهمت بشكل فعال في دفع عجلة الحياة للامام، ومبادرات تطوعية اخرى مثل ازالة شعارات الدواعش، رسم لوحات فنية على الجدران وصبغ الارصفة وتنظيف عدد من المواقع المهمة في قلب المنطقة القديمة، وغيرها من المبادرات الجميلة والشجاعة هي من تستحق تسليط الاضواء عليها وليس مسائل مثل القبض على مواطن تشابه اسمه الرباعي مع داعشي، او اثارة الضجة والرعب حول اكتشاف عبوة ناسفة قديمة والايحاء بانه تم زرعها حديثا”.
من جانبه، قال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي لـ “الصباح الجديد” ان “الاعلام المحلي والذي يحظى بدعم من شخصيات موصلية لها احزابها او كتلها و حتى شخصيات عشائرية، يحاول التقرب من المواطن وكسبه لجانبها من خلال التركيز على مسائل قضايا جانبية سواء كانت امنية او اجتماعية او خدمية وغيرها”.
واضاف “ان التنافس بين هذه الكتل او الاطراف، وبين الطاقم الذي يقود المحافظة حاليا قد يكون احد اسباب هذه الظاهرة وتجاهل ما يتم تحقيقه على الارض، بالرغم من وجود شبهات فساد وتلكؤ واهمال لبعض المشاريع وعدم مراعاة مسالة المهم والاهم في قضية كبيرة مثل اعادة الاعمار بمدينة شهدت دمارا كبيرا”.
ولفت الطائي الى ان “اغلب المواطنين يهمهم مصدر رزقهم وايجاد فرص عمل، ووصول مياه الشرب والكهرباء لمنازلهم، اما المماحكات السياسية من خلال الاعلام في تجاهل قضايا واثارة اخرى لا تعني اغلب الاهالي، وبالتالي على من يريد خدمة اهالي الموصل ان يدع اعماله تتكلم عنه، لان اهالي الموصل هم من يرى ما يحصل على الارض وبعيونهم وليس بعيون وسيلة اعلامية قد تسعى لتحقيق اهداف تخدم اجندتها الخاصة بالجهة التي تمولها”.