هدى فرحان*
يعد معمل الالبسة الرجالية في النجف الاشرف والتابع الى الشركة العامة للصناعات النسيجية في الحلة احدى شركات وزارة الصناعة والمعادن من المعامل المتطورة والمهمة في العراق عموما ومحافظة النجف خصوصا ويختص بصناعة وانتاج الالبسة الجاهزة المتنوعة المدنية كالبدلات الرجالية والسفاري والسراويل المختلفة والجاكيت والدشداشة الرجالية والعسكرية الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية من البدلات العسكرية المختلفة كبدلات افواج الطوارئ وقوات حرس الحدود ورجال المرور وغيرها وكذلك التجهيزات العسكرية الاخرى من الخوذة والدرع الواقي بالاضافة الى انتاج بدلات الزي الموحد لطلبة الجامعات والمعاهد وبدلات الهيئات التدريسية والشراشف وصداري الاطباء واحتياجات العمليات الجراحية وملابس المرضى وبدلات وصداري العمل لوزارت ودوائر الدولة كالتربية والصحة والنفط والصناعة والكهرباء .
وقد شهد المعمل بجهود ادارة الشركة ودعم من الحكومة ووزارة الصناعة والمعادن تطورا كبيرا بعد تحديث وتطوير خطوطه الانتاجية وتعزيزها بمكائن متطورة ذات تقنيات عالية ومن مناشئ عالمية رصينة وتنفيذ مشاريع استثمارية ناجحة فيه بما ساهم في زيادة الطاقات الانتاجية وتحسين نوعية وجودة المنتجات وتوسيع وتنويع الانتاج بالشكل الذي يلبي حاجة ومتطلبات السوق المحلية ويسد احتياجات الوزارات الامنية ومؤسسات الدولة المختلفة ويلائم اذواق المستهلكين ووفق احدث التصاميم والموديلات المنافسة للمستورد وترقى لمستوى التصدير وحسب الطلب وباسعار مناسبة .
امكانيات تصنيع البدلات
وفي جولة ميدانية باروقة واقسام المعمل وقاعاته الانتاجية والتحدث الى السادة المسؤولين فيه وجدنا من الضروري ايلاء الاهتمام الكافي بهذا الصرح الصناعي الهام وتسليط الضوء على الامكانيات التصنيعية والقدرات الانتاجية العالية التي يمتلكها هذا المعمل واهميته في رفد مؤسسات الدولة كافة باحتياجاتها من التجهيزات المدنية والعسكرية وبالمواصفات والتصاميم الحديثة والكميات المطلوبة ودوره الاساسي في تعظيم موارد الشركة وتشغيل الايدي العاملة وتنشيط الحركة الصناعية في محافظة النجف الاشرف وكذلك للوقوف على اهم العقبات التي تعيق استمرار عجلة الانتاج والتقدم فيه . فقد اكد مدير عام الشركة العامة للصناعات النسيجية صالح حمودي ياسين في تصريح للمكتب الاعلامي ان المعمل سبق وان قام بتجهيز وزارات الدفاع والداخلية والصحة والتربية والصناعة بمنتجات مختلفة وبكميات كبيرة مطابقة للمواصفات وبنوعيات عالية الجودة ، مشيرا الى ان انتاج الشركة خاضع للفحص والتقييس والسيطرة النوعية وان المعمل حاصل على شهادة الجودة العالمية التي تمثل دليلا واضحا على جودة انتاجه .
وابدى ياسين استغرابه من استمرار عزوف وزارتي الداخلية والدفاع في سد احتياجاتها من الملابس والتجهيزات العسكرية من معمل البسة النجف بدلا من الاستيراد بالعملة الصعبة على الرغم من اطلاق الدعوات المتكررة من قبل المسؤولين في الوزارة والشركة والمعمل بخصوص توفر الامكانية الانتاجية والطاقات البشرية لدى المعمل واستعداده التام للايفاء بالعقود والتجهيز بالكميات والمواصفات المطلوبة مع الاشارة الى ضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بالزام الوزارات ودوائر الدولة بشراء منتجات وزارة الصناعة والمعادن لتحقيق التكامل الاقتصادي ونهوض الصناعة الوطنية ، لافتا الى اهمية اقرار وتفعيل مجموعة قوانين من شأنها تنظيم العمل في القطاع الصناعي والعلاقة مع القطاعات والجهات الاخرى من خلال دعم المنتج المحلي وفحص البضائع الداخلة الى البلاد والتقليل من الاغراق السلعي للسوق المحلية بالمنتجات ذات المناشئ والنوعيات المختلفة الجيدة منها والرديئة .
وتابع بالقول ان على وزارات الدولة كافة ان تدعم بعضها البعض وان تعمل سوية في دعم اقتصاد البلد خصوصا وان الظروف التي مر بها ويمر بها معروفة لدى الجميع ، مبينا ان بعض الطلبات او العقود التي ترد الى المعمل تكون في الاشهر الاخيرة من السنة مايشكل ضائقا في تنفيذ العمل فيما لو يتم التعاقد في بداية السنة وذلك لتهيئة كافة متطلبات ومستلزمات العمل والانتاج وضمان انجاز العقد بالوقت المطلوب لاسيما وان المعمل لديه الامكانية والطاقة الانتاجية والموارد البشرية الكافية لتلبية كافة الطلبات والاحتياجات ، مشيرا الى اهمية تشكيل لجان مشتركة بين الجهات المنفذة والمستفيدة مهمتها التنسيق والعمل المشترك في تحديد المشكلات وايجاد الحلول بما يخدم الطرفين والصالح العام.
تحديث الخطوط الانتاجية
وفي ختام حديثه شدد ياسين على سعي الشركة وعزمها المتواصل في رفد وتعزيز معمل البسة النجف ومصانع الشركة الاخرى بكل ماهو حديث ومتطور والتعشيق المستمر مع دور الملابس والازياء في دول العالم المتقدمة وبذل المساعي نحو عقد اتفاقات شراكة مع القطاع الخاص بما يسهم في تفعيل وتوسيع النشاط الانتاجي والتسويقي للشركة العامة للصناعات النسيجية والمعامل التابعة لها باعتبارها من الشركات الصناعية العملاقة التي لها باع وتاريخ طويل في مجال تخصصها .
من جانبه قال رئيس مهندسين اقدم عقيل حسين جاسم مدير معمل البسة النجف ان للمعمل القدرة على الانتاج ومواكبة الموديلات الحديثة وحسب الطلب وان لمنتجاته سمعة طيبة واقبال جيد من قبل المواطنين وخصوصا المنتجات الشعبية والفلكلورية كالدشداشة الصيفية والشتوية التي شهدت اقبالا منقطع النظير في الموسم الماضي ، موضحا بأن المعمل ينفذ حاليا عقود بحوالي (8) مليارات دينار لتجهيز بدلات وملابس عسكرية الى قوات شرطة الحدود والشرطة الاتحادية وقيادة شرطة بابل كما انه في النية التعاقد مع مديرية المرور العامة في الايام القادمة .
واستطرد جاسم بالحديث عن مشروع الخوذة والدرع الواقي الذي تم انشاؤه في معمل البسة النجف بالاتفاق مع شركة ارموشيلد البريطانية المتخصصة في مجال انتاج الدروع ومستلزمات الحماية الشخصية وبكلفة اكثر من (4) مليارات دينار وبطاقة (60) الف درع سنويا بناءا على مخاطبات تمت مع وزارة الدفاع ورئاسة اركان الجيش والتي اكدت وجود حاجة فعلية الى (10) الاف درع واقي ضمن تخصيصات عام 2012 وان هذه الحاجة قابلة للزيادة ، لافتا الى ان هذا المشروع اقتصادي وحيوي ومهم في انتاج الدروع بنوعية افضل واسعار اقل بكثير من المستورد ماسيسهم في الاستغناء عن الاستيراد وتوفير العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطني ، واستدرك بأن وفدا مشتركا ضم ثلاثة اعضاء من وزارة الدفاع وعضو من مجلس النواب العراقي ومعاون مدير عام الشركة ومدير المعمل قام بزيارة الى انكلترا في حزيران الماضي لفحص النماذج المنتجة وعلى مدى ثلاثة ايام وقد انتهت هذه الزيارة بعد ان اصبحت هناك قناعة بان الدرع المنتج هو بمواصفات حلف الناتو وحسب المواصفات المعتمدة وحسب ماتم الاتفاق عليه مع شركة ارمور شيلد البريطانية وقد تم رفع تقرير مشترك بهذا الشأن واستمرار المتابعات لمدة خمسة اشهر تتفاجأ بعدها الشركة بكتاب من وزارة الدفاع بعدم وجود حاجة الى انتاج هذه الدروع .
تلبية حاجات السوق المحلية
واكد جاسم على ان الشركة ماضية في جهودها بتنفيذ هذا المشروع الاستثماري لتلبية حاجة الوزارات الامنية والاستفادة من المكائن المتطورة فيه في مجالات اخرى كانتاج الملابس الداخلية والرياضية اذ ان هذه المكائن تعمل بتكنولوجيا متقدمة ومتعددة الاغراض ، مشددا على عزم الشركة في الاستغلال الامثل للتخصيصات الاستثمارية والاستفادة القصوى من امكانيات هذا المشروع في تطوير وتوسيع النشاط الانتاجـي للمعمـل .
لافتا النظر الى المعوقات التي تحد من تقدم العمل وكفاءة الاداء والمتمثلة في الضوابط التي تحكم مناقصات شراء واستيراد الاقمشة واجراءات الشحن والتي تستغرق فترات طويلة تصل الى خمسة اشهر او اكثر مايؤثر سلبا على انجاز العمل في الوقت المحدد من قبل الجهة المستفيدة فضلا عن موضوع الاغراق السلعي للسوق المحلية بمنتجات مستوردة غير خاضعة للفحص وباسعار رخيصة ، داعيا الى ضرورة تقديم الدعم الكافي للمعمل في ابرام العقود ورفع الضوابط والقيود في المناقصات والاحالة وتطبيق قوانين حماية المنتج الوطني وتشديد الرقابة على المنتجـات المستـوردة .
من جهته اكد مدير الانتاج في معمل النجف رئيس مهندسين اقدم فاروق كاظم حسين ان المعمل يمتلك منظومة فصال الكترونية تدار بالحاسوب ولديه الامكانية لتغطية وتلبية كافة عقود التجهيز من مختلف الملابس المدنية والعسكرية بطاقة انتاجية مليون و800 الف قطعة سنويا ، لافتا الى ان العقود في الوقت الحالي بسيطة جدا لاترقى الى الطاقة الانتاجية العالية للمعمل والكافية للايفاء وتلبية كـافة العقـود .
مشيرا الى ان عمليات التحديث والتطوير في الخطوط الانتاجية للمعمل كخط انتاج القميص والسروال والتراكسوت واستيراد مكائن خياطة وفصال متخصصة وحديثة يابانية المنشأ بحدود (750) ماكنة جديدة ومتطورة وذات تقنية عالية ، موضحا بان الانتاج يتم بموجب العقود المبرمة مع مؤسسات الدولة وان الاقمشة يتم استيرادها حسب الطلب من الجهة المستفيدة .
وطالب حسين وزارتي الدفاع والداخلية ووزارات الدولة الاخرى بالتعاقد مع المعمل والاستفادة من منتجاته في سد احتياجاتها من الالبسة المدنية والعسكرية لكون ان المعمل متطور بشكل كبير ومواكب للحداثة والموضة وحسب رغبة وذوق المستهلـك .
استعدادات الموسم الشتوي
الى ذلك اعلن رئيس مهندسين اقدم عقيل هاشم امين مدير مشروع البدلة المطورة عن استعداد المعمل للموسم الشتوي الحالي في انتاج البدلات الرجالية بحدود (200) بدلة يوميا من الطاقة التصميمية للمشروع والبالغة (400) بدلة يوميا وفقا للعقود والطلبات والحاجة وبموديلات حديثة واسعار مناسبة تتراوح بين (60) الف دينار و(75) الف دينار وحسب نوعية القماش وباحدث المكائن ذات المناشئ الالمانية واليابانية والايطالية .
مشيرا الى انه سبق وتم تلبية طلبات من وزارة الخارجية لتجهيزها ببدلات بمواصفات محددة وكل من الروضتين الحسينية والعباسية بحوالي (8000) بدلة و(16000) سروال وحسب الطلبات والموديلات والمواصفات المحددة من قبلهم اضافة الى بدلات اساتذة وطلبة الجامعات والمعاهد وبدلات الفنادق والشركات الخاصة فضلا عن السوق ، مؤكدا على ان مايتم انتاجه يتم تسويق بالكامل وان هناك امكانية على تلبية الحاجة وبالكميات والمواصفات المطلوبة وباقمشة من مصادر رصينة ومطلوبة في السوق المحلية .
ولفت امين الى ان ادارة المعمل والشركة اعدت خطط فاعلة لعرض منتجاتها في معارض البيع المباشر وبالتقسيط في مقر وزارة الصناعة والشركات الشقيقة فضلا عن معارض الشركة التسويقية ، داعيا الى الاسراع في تفعيل قوانين حماية المنتج المحلي لقدرته على المنافسة من حيث الجودة والنوعية والمتانة وباسعار مناسبة والحد من ظاهرة اغراق السوق بمنتجات مستوردة مماثلة باسعار رخيصة جدا تعادل كلفة الانتاج . وفي الختام لايفوتنا ان ننوه الى ان حوالي 90% من العاملين في هذا الصرح الصناعي المتميز هم من العنصر النسوي اللواتي اثبتن وعلى مدى عقود من الزمن ورغم كل المحن والصعاب كفاءتهن وقدرتهن على الابداع والعطاء وتحمل الصعاب وان تكون بصماتهن واضحة ومؤثرة في المسيرة الصناعية للبلد .
* اعلام الصناعة