معنيون: كثرة تنقلات اللاعبين قتلت روح الولاء
بغداد ـ الصباح الجديد:
مع بداية كل موسم تتجه بوصلة الاندية الكبيرة نحو الاسماء الشابة التي أثبتت حضورها بالموسم المنصرم لترميم خطوطها، بمن يخطف الاضواء، مراهنا على امرين مهمين هما الاستقرار المالي للاندية الكبيرة وانتعاش خزائنها، اضافة الى القواعد الجماهيرية التي تغري اللاعبين للانضمام الى تلك الاندية التي تحظى بدعم جماهيري كبير.
وبالتالي في كل موسم هناك اندية منتفعة واخرى متضررة من الميركاتو، وفي التقرير التالي تم رصد الاندية المستفيدة من الميركاتو والاخرى التي تضررت:
اول المستفيدين فريق القوة الجوية، الذي ركز على صفقات نوعية تسد الفراغات التي عاناها المدرب راضي شنيشل في الموسم الماضي، فنجح في التعاقد مع الموهبة الصاعدة في الموسم الماضي لاعب نفط الوسط محمد قاسم، اضافة الى لاعب المنتخب الوطني ونادي الميناء علي حصني ، وكذلك اللاعب محمد علي عبود اضافة الى الحارس صكر عجيل، ناهيك عن تجديد تعاقد المحترفين واستعادة المحترفين سعد ناطق وهمام طارق.
من الاندية التي استفادت من الميركاتو الزوراء الذي نجح في التعاقد مع موهبة الميناء احمد محسن (ابو كريشة) ولاعب زاخو ستار ياسين ومهاجم النجف جبار كريم واستعادة لاعبه المعار للظفرة الاماراتي نجم شوان وتجديد عقد محترفه حسين جويد اضافة الى تجديد عقد المدرب الذي حصد لقب الموسم المنتهي ايوب اوديشو.
اما فريق الشرطة دخل الميركاتو بصفقة نارية بالتعاقد مع المدرب الصربي نيبوشا، واستقطب لاعب الميناء السابق ونادي الرمثا الاردني بعد انتهاء مدة تعاقده المهاجم محمد شوكان، اضافة الى لاعب المنتخب الوطني مصطفى ناظم قادما من النجف، وهناك صفقات قيد الانجاز لم يتم الاعلان عنها.
ويبقى فريق الميناء الذي عانى الازمات الادارية المتكررة وانسحاب لاعبيه من الموسم الماضي ما اجبر النادي على اللعب بفئة الشباب، يعد الفريق الاكثر ضررا من الاندية الاخرى برحيل علي حصني وابو كريشة وشوكان ومجموعة اخرى من اللاعبين قد تعلن صفقات مغادرتهم في الايام المقبلة.
ومن الاندية الاخرى التي لحقها الضرر نادي النجف الذي عصفت به الازمة المالية وغادر صفوفه كل من مصطفى ناظم وجبار كريم، وهناك مفاوضات مع الثلاثي امجد عطوان وخضر علي وكرار نبيل، وبالتالي الفريق هو الاخر يتعرض لهجرة جماعية من صفوفه.
ومن الاندية التي تضررت هذا الموسم فريق نفط الوسط الذي بقي مكتوف الايدي في الميركاتو جراء عدم اتضاح الموازنة المالية للفريق هذا الموسم من وزارة النفط الراعي الرسمي للفريق، وبالتالي غادر الفريق موهبته محمد قاسم واخرون يسعون للحصول على الاستغناء، بينما ادارة النادي تسعى جاهدة للحصول على الضوء الاخضر من وزارة النفط لابرام التعاقدات.
ويعد البعض أن كثرة تنقلات اللاعبين سواء اللاعب المحلي أو المحترف يضر بالمواهب الكروية واستقرار الكرة العراقية، لأنه من المفترض أن يستقر اللاعب في ناد معين لمدة طويلة من الوقت كما كان يحدث في السابق، إلا إذا كانت هنالك ضرورة للاستغناء عنه لسبب أو لآخر. والمتابع للمشهد الكروي في المواسم الاخيرة يشخص هذه الحالة (برغم أجبار اللاعبين في الموسم الماضي بالتوقيع لمدة موسمين) أذ يوجد بعض اللاعبين يلعبون في ناديين مختلفين خلال موسم واحد ما أضر بالكثير من المواهب التي كان يتوقع لها ان تبرز لو تحقق لها الاستقرار والادلة كثيرة.. وكانت لها وقفة مع اصحاب الشأن والاختصاص للوقوف وايجاد الحلول المناسبة للتخلص من هذه الحالة السلبية.
وقفتنا الاولى كانت مع النجم الدولي السابق المدرب الحالي الكابتن أحمد كاظم الذي اكد قائلاً: عندما يكون الحديث حول كثرة تنقلات اللاعبين بين الاندية وقتل روح الولاء للاندية، ارى الموضوع مهما ومتشعبا ولا يمكن أيجاد حلول له في ظل الظروف الحالية التي يمر البلد برغم تأكيدات اتحاد الكرة منذ الموسم الماضي بالتوقيع لموسمين.
واضاف: أن السبب الرئيس في هذا الموضوع هو اللاعب نفسه وبعض أدارات الاندية لعدم وضع برامج وآلية مناسبة تساعد على التطوير، وكذلك عدم وجود الالية المناسبة التي تحدد وتخطط لخمس سنوات على اقل تقدير من القائمين على رياضتنا وهذا يظهر من الية التنظيم التي تحمل الكثير من الاخطاء برغم معالجة البعض منها.
وتابع: ان زمن الولاء قد انتهى مع وجود عشوائية وأموال مبالغ بها تعطى للاعب، وهذا الجانب تتحمله الاندية فمن غير المعقول نجد اللاعب يلعب في ناد لاشهر عدة مقابل مبالغ تتجاوز الـ 100 مليون وهذا غير معقول ما اضعف روح الولاء بين لاعبي الجيل الحالي.
وقفتنا الثانية كانت مع النجم الدولي السابق الكابتن باسم عباس الذي قال: الخلل الذي يحصل في مستوى الاندية العراقية من دون استثناء يتحمله الجميع، وهو السبب الرئيس لتدني مستوى اللاعبين وخاصة الموهوبين، لعدم وضع الية صحيحة مستقبلية أولا بالتعاقد مع اللاعب بالنسبة للاندية حتى يستفيد النادي من موهبة اللاعب.