كلما حاولت القوى الشريرة التعرض لتجربة كردستان العراق الفريدة ، في الامن والاعمار والانطلاق للمستقبل الحضاري، باعمال دنيئة وارهابية ، يشعر العراقيون العرب بالتوجس من احتمال تعرض اوضاعهم للأذى ،وادركت القيادة الكردية ورئيس الاقليم مسعود بارزاني، هذه الهواجس ، فصدر منها مايريح الاعصاب ويخفف المخاوف… تفجير الامس الاجرامي في اربيل حمل معه الهواجس نفسها للعراقيين العرب في الاقليم، والحمد لله كانت اضرارالتفجير الارهابي بسيطة.. ولاهمية الحالة فاني اعيد نشر عمودي الذي نشرته بعد احداث مخمور ، والتي تصور العراقيون العرب في الاقليم انهم سيكونون ضحايا له ..
في ابلغ تصريح لرئيس الاقليم مسعود بارزاني عن الموقف من العراقيين العرب المتواجدين في الاقليم قوله “العرب هم اهلي وأي اعتداء عليهم هو اعتداء شخصي عليّ”..
وطمأن تصريح بارزاني المخاوف التي شعر بها العراقيون العرب في الاقليم بعد سيل الشائعات المغرضة عن اجراءات لابعاد العرب عن الاقليم بعد تحرشات داعش بالاقليم قبل عدة ايام ..
واتتني من بغداد مكالمات كثيرة ، بل ومن داخل اربيل تحديدا تسأل عن صحة ما يقال عن طرد العرب من الاقليم، وكنت اقول لهم بكل ثقة وعلى مسؤوليتي الشخصية، ان القيادة الكردية والبارزاني تحديدا من الحكمة بمكان والتبصر التأريخي والمستقبلي الى درجة ان مثل هذا القرار او شبيهه لا على اجندتهم ولا في وارد تفكيرهم ، وهم الاقرب الى شعارات النضال المشترك في العقود الماضية وابرزها شعار “على صخرة الاتحاد العربي الكردي تتحطم مؤامرات الرجعية”..
وكنت حاضرا في ندوة توقيع كتاب للصحفي والاديب جمعة الحلفي بعنوان ” مسار السنونو” وهي رواية تتحدث عن مسيرة الآلام للراحل الملا مصطفى بارزاني عبر جبال ايران والعراق وتركيا وصولا الى حدود الاتحاد السوفيتي ، وحضر الندوة قيادات كردية افاضت الحديث عن العلاقات النضالية بين الشعبين الكردي والعربي ومصيرهما المشترك.
وزيادة في تطمين العائلات العراقية العربية في الاقليم أعلنت مديرية شرطة محافظة اربيل، السبت،عدم سماحها بخروج أي تظاهرة في المحافظة للمطالبة بطرد النازحين العرب منها، و هددت المشاركين بهذه التظاهرات بإجراءات قانونية تصل الى حدود سنة سجن وغرامة مليون دينار، كما دعت الاسر العربية النازحة في اربيل الى عدم الخوف من التهديدات بالطرد، ومواطني اربيل الى عدم المشاركة في هذه التظاهرات، واضاف البيان “لن نسمح بأي شكل من الاشكال بخروج تظاهرة ضد النازحين العرب واذا حصلت هذه التظاهرة فهي غير مرخصة رسمياً، ، ونطمئن الاسر العربية بعدم الخوف من اي تهديد بالطرد من مدينة اربيل ونؤكد اننا سنحافظ على امنهم وسلامتهم”.
هذا موقف متوقع من القيادة الكردية والشعب الكردي معا، واللذان كانا دائما ملاذا آمنا للعراقيين من الجور والظلم والتهجير ، ورويت جبال كردستان ، قمما ووديانا، بدماء زكية وغالية من المناضلين الكرد والعرب من شتى الاديان والطوائف والاتجاهات السياسية التي قارعت الدكتاتورية الصدامية، وكانت ملاذا آمنا لكل العراقيين من ذيول الصراع الطائفي الذي شهدناه منذ عام 2005 ، وهاهي كردستان العراق تستقبل مئات الالاف من العائلات النازحة محافظات العراق المحترقة بالارهاب والصراعات المسلحة ..
واستطيع ان اقولها ومن دون تردد ايضا ان العراقيين العرب في الاقليم ، وعلى مسؤوليتي ايضا، على استعداد للدفاع عن الاقليم وامنه بكل الاشكال الفعّالة والداعمة والمساندة لجهود حكومة الاقليم في ابعاد الشر وناره عن منطقة الملاذات الآمنة لكل العراقيين …
الاصوات النشاز الشوفينية عند العرب والكرد موجودة وكانت موجودة سابقا وستبقى لفترة ليست قصيرة، لانها نتاج العسف الذي تعرض له الشعب الكردي على يد الحكومات الاستبدادية التي توالت على حكم العراق، كما انه نتاج الاصوات المتطرفة عند الكرد .. لكن الحقيقة تفرض نفسها، هنا اليوم في كردستان العراق، حيث يتواجد الكرنفال العراقي بكل تنوعاته بآمان وسلام ، ولكن بحزن أيضا على ما آل اليه العراق ..!!
واضيف ..ان من مسؤولياتنا حماية تجربة اقليم كردستان العراق كما ان من مسؤولية الاقليم حماية وجودنا في بلاد شهدت على مرتأريخها وجودنا الوطني المشترك ضد اعدائنا المشتركين ..