دخلت الامهات جولة جديدة من مرحلة القلق والدعاء والانتظار وهذه المرحلة ستمتد على مدى ثلاثة اشهر المقبلة بعد ان راح ابناؤهن وبناتهن يخوضون ويخضن الامتحانات النهائية لمرحلة السادس الاعدادي « البكالوريا» ، والتي تشكل حدثا كبيراً لدى العائلات العراقية يتعلق بمصير ومستقبل ابنائهم ، وهنا يبدأ مرثون الامهات فيتحولن الى منبهات لا تمر دقيقة من بين ايديهن من دون ان يذكرن ابناءهن بأن الوقت من ذهب ، والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك وامثال كثيرة تظل الام ترددها على مسامع فلذة كبدها حتى لا يغفل اهمية الوقت بالنسبة له ولمستقبلة الذي تطمح ان يكون الافضل له بكل ما تحمله الحياة من فرص نجاح وتحقيق احلامها قبل احلامه بأن ينال اعلى المراتب واسماها .
وما أن تمر ايام الاختبارات وتنتهي حتى تبدأ مرحلة انتظار النتائج يومًا بيوم وساعة ساعة، وتظل تتعقب الشائعات وأحاديث الامهات الاخريات بشآن موعد اعلان النتائج، وتظل يداها مرفوعتان للسماء وعيناها متعلقتان بأركانها منتظرة اي خبر يريح قلبها ويطمئنها على مستقبل ابنها او ابنتها.
تتطلع دائماً على قلق ابنائها وخوفهم وتطمئنهم وهي في داخلها ترتعد خوفاً ورعبا ًمن ان تخيب آمالهم بتحقيق النجاح او المعدل المطلوب للوصول الى كلياتهم المنشودة والتي واصلوا الليل بالنهار لنيل القبول فيها، لتظل هذه الاشهر الثلاثة او ما يزيد عليها هي الاصعب والامر طعماً على الامهات.
تتجدد هذي المحنة في الوقت نفسه من كل عام على جميع الامهات من دون استثناء لتمثل الحلم والخوف والفرحة والحزن والهمة والاحباط ، لكل من خاض الامتحانات النهائية وذاق طعم التعب ليحصد ما زرعه من جهد ومثابرة وسهر وقلق من دون ان يكون له هدف غير النجاح وتحقيق الذات ونشر الفرحة بقلوب ذويهم الذين انتظروا هذه اللحظة على مدى سنوات دراسة ابنائهم ، وهم يعدون العدة لها وهي المنشودة المليئة بالطموح والثقة بنيل ما سعوا له وتعبوا للوصول اليه بشق الانفس ودعوات الامهات اللواتي كانت ايامهن تنثر امام كل خطوة يخطونها باتجاه مستقبلهم المنشود والذي هو جل ما يرجونـه.
زينب الحسني
جولة جديدة
التعليقات مغلقة