نينوى ـ خدر خلات:
في مجزرة صامتة لم تنل الاهتمام الاعلامي المطلوب، محلياً ودولياً، تم اعدام مئات الايزيديين من اهالي قرية كوجو (25 كلم جنوب سنجار) بعد حصار دام نحو 10 ايام، وبعد تخيير ساكنيها بين اشهار اسلامهـم او مواجهـة الابــادة.
نام العالم وغفا ثم استيقظ من دون ان يدرك ان مئات العائلات الايزيدية في قرية كوجو ابيدت عن بكرة ابيها حيث تم قتل جميع ذكورها من عمر 13 سنة فما فوق بدم بارد، بينما تم سبي بقية الذكور من عمر 12 سنة ومعهم الفتيات والنساء الى مكان مجهول لحد اللحظة.
وتضاربت الانباء حول عدد من تم اعدامهم، وتراوحت بين 60 شخصا الى 250، لكن “الصباح الجديد” حصلت على الاحصائية الدقيقة والمؤلمة.
يقول قائممقام قضاء سنجار ميسر حجي صالح، في حديث لـ “الصباح الجديد” امس الجمعة انه “وفق المعلومات التي جمعناها من شيوخ عشائر ووجهاء من اهالي قرية كوجو المنكوبة، فان عدد من تم اعدامهم يبلغ 413 مواطنا ايزيديا”.
واضاف “تم خطف وسبي نحو 700 شخص من الاطفال والنساء واقتيادهم لجهة مجهولة”.
وبحسب صالح فان “سبعة اشخاص نجوا من الاعدام، اثنان منهم جريحان، وخمسة اخرون لم يصابوا باي اذى، وتمكنوا من النجاة والخروج من كوجو عقب انسحاب منفذي تلك الجريمة البشعة”.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قد فرض سيطرته على قضاء سنجار الذي يقطنه اغلبية من الايزيديين في الثالث من آب الجاري، وارتكب مجازر بشعة وفق ناشطين ايزيديين وتقارير دولية.
وقام التنظيم بمحاصرة قرية كوجو، لمدة 10 ايام وخيّر قاطنيها بين اشهار اسلامهم او مواجهة الابادة.
ورفض التنظيم بشدة عرض تقدم به اهالي كوجو، وكان ينص على ترك كل اموالهم وممتلكاتهم داخل القرية مقابل تأمين خروجهم بسلام.
كما فشلت وساطات عشائر عربية تقطن في الجوار من بلدة كوجو في انقاذ هؤلاء المحاصرين، بل ان بعض الروايات تقول ان عشائر عربية اخرى ارسلت تطمينات لاهالي كوجو، لكنها كانت تطمينات كاذبة، بدليل ان افراداً كثراً من تلك العشائر شاركوا بالمجزرة.
وتمكن بعض سكان كوجو من الفرار، من القرية لكن اكثر من 180 عائلة ظلوا تحت الحصار وواجهوا ابادة حقيقية.
يقول الناشط الحقوقي الايزيدي علي سنجاري لـ “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش ارتكب واحدة من ابشع جرائمه في قرية كوجو بقضاء سنجار، وللاسف الشديد مرت هذه المجزرة على الاعلام المحلي والدولي مرور الكرام، ولم ينتبه لها الكثيرون، بسبب ان التسريبات الاولية قالت ان نحو 80 شخصا تم اعدامهم فقط، لكن الحقيقة ان الرقم اكبر من ذلك باضعاف عديدة”.
واضاف “وفق المعلومات التي جمعناها قام داعش بعزل الصبيان من عمر 13 سنة فما فوق مع الرجال والمسنين وقام باعدام كل 50 شخصا بعملية منفردة، وتكررت عملية الاعدام عدة مرات”.
ولفت سنجاري الى ان “داعش قام بخطف جميع الاطفال من سن الرضاعة الى عمر 12سنة واقتيادهم مع امهاتهم وشقيقاتهم الى مكان مجهول، وربما سيتم بيع النساء حيث ان التنظيم سبق ان باع عشرات النساء الايزيديات بسعر 150 دولارا للسبية الواحدة في الموصل”.
واستنكر سنجاري “عدم استجابة الاطراف المعنية في اقليم كردستان وبغداد للنداءات المتتالية وانقاذ كوجو قبل ان تقع الكارثة، لان القرية ظلت محاصرة لمدة 10 ايام، وكان يمكن انقاذ اولئك العائلات البائسة من المصير الاسود الذي واجهوه”.
لافتا الى ان “من تم اعدامهم وسبيهم يمثلون 25% من سكان قرية كوجو وعددهم بنحو 180 عائلة، ابيد ذكورها البالغون جميعاً، وتم خطف وسبي النساء والاطفال، فيما تمكن نحو 75% من سكان القرية من التسلل لخارجها تحت جنح الظلام قبل وقوع المجزرة والتجأوا لجبل سنجار حيث كان يتحصن فيه الاف العائلات الايزيدية حينها”.
وقالت واشنطن ان طائراتها نفذت غارة جوية على قرية كوجو ودمرت فيها عجلتين وقتلت من فيهما عقب ورود معلومات عن اعدام عشرات المدنيين من الايزيديين.