سميح القاسم (1939- 2014)
يرحلُ، الشاعرُ العربيّ سميح القاسم، الذي ارتبطَ اسمه لدى جمهور من القراء العراقيين بقضية العرب الكبرى: فلسطين، حيث الجرحُ النازفُ الذي يمتدّ طولُه من المشرق إلى المغرب، غائراً وعميقاً في ضميرِ كلّ إنسان عربي.
يرحلُ وفلسطينه على حالها، وعالمه العربيّ ليس بأفضل من الأمس، بل اتجه ويتجه إلى الأسوأ. وها هو آخرُ الغائبين عن نشيد الأرض المحتلة، يوم أسهمَ مع محمود درويش وتوفيق زياد في صياغته، رحل بعدهما، لكنّ أصواتهم جميعاً ستبقى حية وحاضرة إلى الأبد..
متابعة القسم الثقافيّ
غيّب الموت الشاعر الفلسطينيّ الكبير سميح القاسم بعد معاناة مع مرض السرطان. ويعدّ القاسم واحداً من أبرز الشعراء الفلسطينيين إلى جانب الراحل محمود درويش، إذ حصل على العديد من الجوائز الفلسطينيّة والعربيّة والعالميّة.
وتوفي القاسم مساء الثلاثاء الماضي، وذلك بعد ما عاناه. ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشاعر قائلاً: «إن الشاعر القاسم، صاحب الصوت الوطني الشامخ، رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والذي كرّس جلّ حياته مدافعاً عن الحقّ والعدل والأرض»، بحسب ما أوردته وكالة وفا الفلسطينيّة الرسميّة.
وكان صديقه وصديق عائلته الكاتب عصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش أكد الأسبوع الماضي لوكالة فرانس برس «أنّ شاعرنا الكبير سميح القاسم يمرّ بأوضاع صحيّة صعبة ونتمنّى له الشفاء». وأضاف: «لقد ساءت حالته منذ أسبوعين، وصار وضعه صعباً منذ عدة أيّام». وقد مرّ الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم بأوضاع صحيّة صعبة بعد أن تدهورت حالته في الأيّام القليلة الماضية جراء معاناته من مرض السرطان الذي ألم به منذ سنوات وكان يعالج منه في مستشفى صفد شمال البلاد.
وكتب سميح القاسم قصائد معروفة وتغنّى في كل العالم العربي منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة «منتصب القامة أمشي .. مرفوع الهامة أمشي …في كفي قصفة زيتون… وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي».
ولد سميح القاسم في 11 أيار 1939 في بلدة الرامة، ودرس هناك وفي الناصرة، واعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية من قبل القوات الإسرائيليّة بسبب مواقفه. وقد قاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها.
وحصل على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات فنال جائزة «غار الشعر» من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، وحصل على جائزة البابطين. كما حصل مرّتين على «وسام القدس للثقافة» من الرئيس ياسر عرفات، وحصل على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة «السلام» من واحة السلام، وجائزة «الشعر»الفلسطينيّة.
من بين أعماله الشعريّة: مواكب الشمس، أغاني الدروب، دمي على كتفي، دخان البراكين، سقوط الأقنعة، ويكون أن يأتي طائر الرعد، رحلة السراديب الموحشة، طلب انتساب للحزب، ديوان سميح القاسم، قرآن الموت والياسمين، الموت الكبير، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، ديوان الحماسة، أحبك كما يشتهي الموت.وشارك الآلاف في تشييع جثمان الشاعر سميح القاسم في بلدة الرامة في الجليل الأعلى في مسيرة رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وتخللتها قراءة لأشعاره.