التفرج على الدولة العميقة !

مثل جريح تركه المسعفون وانشغلوا بغيره يئن العراق بصوت عال من طعنات السكاكين يعاني الالام وتحيط به الاوجاع من كل حدب وصوب ومامن مغيث ..وليس بعيداً عن هذا الجسد المنهك يستمر اللصوص والمحترفون بالعذاب باشعال الحرائق والتهام مالذ وطاب من خيرات البلاد غير آبهين بمسلة القوانين التي لطالما تفاخرت بها بلاد الرافدين وهي تسطر اعظم الوصايا والشرائع عن الحلال والحرام ..!! ماتزال السكاكين مشهرة ومايزال نباحهم المسعور مسموع يتاجرون باكداس العتاد ويستمرئون لعبة التفخيخ والتلغيم ويحيطون بالدولة الام ويتبعونها حيثما تكون ويصاحبون حضورها مثل الظل يحسبهم المرء بانهم اصدقاء رفقاء ويتظاهرون بالبراءة ويرفعون شعار نصرة المظلوم وهم على المظلوم اشد من الظالم يتحينون الفرص لاختطاف الثمرات ويصارعون من يريد الاقتراب من ساحاتهم ..هويتهم من دون عناوين وقرارهم مرهون بقرار اولياء نعمتهم والمتسترين عليهم هؤلاء هم جنود الدولة العميقة والورم المتنامي في خاصرة الدولة الام والابن العاق الذي يريد الانقلاب على ابيه ونحره في وضح النهار …سنوات طويلة ونحن نتفرج على ظهور هذه الدولة وتوسعها وتعمقها وتلبسها بلبوس مختلفة ..في مثل هذه الدولة سفكت دماء الشهداء وتعالت صرخات الثكالى وبكاء الاطفال وزاد عدد الفقراء واصبح العراق عراقا جريحا يخشى المخلصون والمحبون من الاقتراب منه وتضميد جراحه وسط هذا الصخب وهذه الفوضى وفيما يكتفي الذين في الدولة الخضراء بسماع نشرات اخبار البلاد ويتسمرون امام شاشات التلفزة خلف الجدران الموصدة يستمر من هم في الدولة العميقة باشعال الحرائق والاكثار من صناعة الاوجاع ولسان حال العراقي يقول مثلما قال شاعرنا المفجوع والموجوع موفق محمد ..
(افنيت عمرك لم تقم من وجعة الا وطحت باخرى سرمهر وانكس..
وماتحررت من وغد قتلت به الا وجاءك وغد سرسري وانكس
وتظل تقارن عمر مابين هذا وذا
والصافي انك تصطلي بنيران شره واذا
لوكتله فدوة الشعب محروك كلك واذا
ماطول انا بالحكم حيل وعساه بانكس!)
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة