سر حلاوة عمل الخير أنه أصعب من فعل الشر

بغداد – أحلام يوسف:
كثيرا ما نردد جملة أحسن لمن اساء اليك، لكن كم منا يطبق تلك المقولة؟ وهل نستطيع بالفعل ان نحسن لمن أقدم على الإساءة الينا؟ وكم يحتاج تطبيق تلك المقولة من عقل واع وإدراك وثقة بالنفس وايمان بوجوب محبة الله من خلال العفو عند المقدرة والتسامح والإحسان عند الإساءة؟
نهار طه باحثة بعلم النفس تعيش في مانشستر تقول: فعل الخير بنحو عام أصعب من فعل الشر، كما هو الحال في البناء والهدم، فالبناء أصعب بكثير من الهدم، لكن لتعزيز القوة والإرادة لفعل الخير وتعزيز روح الانسان الحقة ومحبة الخير، على الاهل إدراك حجم مسؤولياتهم، فالخير والشر حالتان ترتبطان بأفعال كثيرة لا تتجزأ، فمن يطلب من ابنه ضرب قطة لأنها اكلت طيرا يملكه، يجب ان يعلم انه يربي ابنه على رد الإساءة بإساءة أكبر فالقطة حيوان يتبع غرائزه، اما هو، انسان عليه ان يحكم عقله قبل الاقدام على أي فعل او طلب.
وتابعت: الاحسان لمن اساء الينا يبدأ منذ الصغر، فانت كي تربي ابنك على فعل الخير ليس عليك ان تأمريه بذلك، بل يجب ان تقدمي انت على فعل الخير وسيقلدك هو بنحو لا ارادي، فمن المستحيل ان يرى الابن امه وهي تخطط لرد اساءه من أحدهم بإساءة أقسى بحجة العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، ولا تتعزز روح الانتقام عند الابن ساعتها.
كما يبدو فان رد الإساءة بالإحسان مرتبط بطبيعة التربية التي يتلقاها الأبناء، فهي اذن ان لم تكن طبعا فيمكن ان نغرسها بالتطبع، تقول زهراء البهادلي “مدرسة متقاعدة”: لقد تعرضت الى العديد من الاساءات في حياتي المهنية، اذ كانت مديرة المدرسة حينذاك تتعامل معي وكأني منافسة لها ولست مجرد مدرسة هي تديرها، لكني في وقتها كنت مجبرة على ان ابقي على لطف تعاملي معها، وحتى انها في بعض الأوقات كانت تسعى لاستفزازي بإعطائي الأوامر بطريقة جافة جدا، فكنت ارد عليها بأسلوب مهذب ولطيف، وبمرور الوقت تبدلت طريقتها بالتعامل معي الى ان اصبحنا صديقتين مقربتين الى يومنا هذا، نعم كنت مجبرة على رد اساءاتها بالإحسان، لكن صدقيني فيما، بعد ادركت ان تلك هي الطريقة المثلى لكسب ود الاخرين، فيمكن ان يرد الانسان الإساءة بالإساءة لكن لا يمكن ان له ان يرد الاحسان بالإساءة، وبالتالي فكرم الاخلاق هو الحل دائما لتذليل أي مشكلة او سوء تفاهم.
في هذه اللحظة لنقف مع أنفسنا دقيقة، هل ردننا سيئة بإحسان خلال شهر رمضان الكريم، الذي يسعى فيه العباد من المسلمين الى إرضاء الرب بشتى السبل. هل استطعنا ان نسمو على أي إساءة، لنُقبل على احسان يردها بأحسن منها؟ فبكل الأحوال من يرسمون معنا بعض الاحداث ليسوا بأعداء لنا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة