ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة
الصباح الجديد ـ وكالات:
صرح لاري كودلو مستشار الرئيس الأميركي بأن قرارات دونالد ترامب التجارية قد تكون لها تداعيات على الاقتصاد الأميركي، لكنه أضاف بأنها تهدف إلى إصلاح نظام تجارة دولي يقوضه «مخادعون». وكان ترامب قد قرر فرض رسوم جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك دخلت حيز التنفيذ منذ الجمعة الماضي.
وأقر كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس دونالد ترامب امس الاول الأحد بأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها قد تكون له تداعيات على الاقتصاد الأميركي.
لكنه اعتبر أن انتقادات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مبالغ فيها بعدما رأى الأخير أن الحجة الرسمية الأميركية لفرض رسوم جمركية جديدة «مهينة ومرفوضة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد نجح في تعكير جو قمة مجموعة السبع المجتمعة في فانكوفر الكندية لغاية السبت المقبل بإعلانه قرار فرض رسوم جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، والتي دخلت حيز التنفيذ الجمعة، ما يدفع الاقتصاد العالمي إلى شفير حرب تجارية.
وصرح لاري كودلو لشبكة فوكس نيوز «أرى أن رد فعل ترودو مبالغ فيه. لا أحد ينكر أنه صديق وحليف للولايات المتحدة. ولكن علينا أن نحمي أنفسنا».
وأوضح أن قرارات دونالد ترامب تهدف إلى إصلاح نظام تجارة دولي يقوضه «مخادعون».
وقال «هذا ليس خطأ ترامب. إنه خطأ الصين، أوروبا، و(اتفاق) نافتا (للتبادل الحر في أميركا الشمالية). انه خطأ من لا يريدون تبادلا تجاريا ورسوما جمركية وحمايات متبادلة. أن ترامب يرد على استغلال عمره عقود».
من جهتها، نبهت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند عبر شبكة سي إن إن إلى عقم السياسات الحمائية، وقالت «إنها عبرة العشرينيات والثلاثينيات. آمل فعلا بأن يأخذ الناس وقتهم في استخلاص عبر من التاريخ وألا نعود إلى كل ذلك».
لكن الولايات المتحدة تصر على مواجهة حلفائها، وخصوصا في إطار مجموعة السبع، عبر ضرب صناعتي الصلب والألمنيوم. وانتهى اجتماع مجموعة السبع السبت في كندا باحتجاج أبرز حلفاء واشنطن ومطالبتهم ترامب بالعودة عن قراره فرض الرسوم. ويلتقي قادة مجموعة السبع الأسبوع المقبل في كيبيك.
الاتحاد الأوروبي «مستعد للرد»
وعلى خلفية قرار ترامب قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يركي كتاينن الجمعة إن الاتحاد «مستعد للرد» واتخاذ إجراءات في مواجهة الضرائب الأمريكية على الصلب والألمنيوم إذا لزم الأمر لكنه لا يزال يفضل «الحوار» مع واشنطن.
وقال خلال مؤتمر صحافي في بروكسل «نحن مستعدون وسنكون مستعدين لاتخاذ إجراءات إذا لزم الأمر لإعادة التوازن» بخصوص المنتجات الأمريكية الأبرز مثل الجينز أو زبدة الفستق.
ويشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أعد منذ عدة أيام لائحة تضم عشرات المنتجات من الصلب ومستحضرات التجميل وملابس ومواد غذائية او سيارات، يمكن أن تفرض عليها رسوما عالية.
وأضاف نائب رئيس المفوضية «نأمل في ألا نضطر للقيام بذلك» موضحا أن «الهدف الأول للاتحاد الأوروبي لا يزال الحوار مع الولايات المتحدة لتجنب أية أضرار جانبية».
من جانبه، انتقد الوزير البريطاني للتجارة الدولية ليام فوكس ، قرار الولايات المتحدة فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم، قائلا إن ذلك يشكل «طريقة سيئة» لإدارة الأعمال التجارية.
واعتبر فوكس أن «الحمائية والرسوم لم تنجحا يوما»، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين في شأن الرسوم والإعفاءات المحتملة لحلفاء الولايات المتحدة.
كذلك، اعتبر اليابان الجمعة أن الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على استيراد الصلب والألمنيوم «مؤسفة»، قائلا إن هذا الإجراء يمكن أن يكون له «تأثير خطير» على العلاقات الاقتصادية بين طوكيو وواشنطن.
*بكين تندد بـ»هجوم خطير» على التجارة متعددة الأطراف
عبّرت الصين عن «معارضتها الشديدة» للرسوم الأميركية التي أعلن الرئيس دونالد ترامب فرضها على الواردات من الصلب والألمنيوم، منددةً بـ»هجوم» على النظام التجاري المتعدد الأطراف.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن «سوء استخدام بند الأمن القومي من قبل الولايات المتحدة يشكل هجومًا متعمدًا على النظام التجاري المتعدد الأطراف (…) وسيكون له بالتأكيد تأثير خطير على نظام التجارة العالمي». وأضافت الوزارة أن «الصين تعارض ذلك بشدة».
*لاغارد تخشى من تصعيد «متبادل»
قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إنها تخشى من تصعيد «متبادل» للثأر التجاري بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مما قد يقوض الثقة والاستثمار.
وقالت لاغارد خلال منتدى لصحيفة واشنطن بوست حول قضايا المرأة إن الأثر الاقتصادي المباشر للرسوم ليس هو أكثر ما يقلقها ولكن دوره في «إطلاق» ردود انتقامية من شركاء تجاريين حول العالم.
وتابعت «ذلك التصعيد هو في حد ذاته الخطر بسبب أثره على جميع تلك الاقتصادات وأثره على الثقة أيضا» مشيرة إلى أن التجارة ظلت محركا للنمو الذي حقق تعافيا عالميا أقوى خلال الأشهر الأخيرة.
*ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض ضرائب على واردات من الفولاذ والألمنيوم ردود فعل سلبية في عالم السياسة والأعمال داخل الولايات المتحدة أيضا.
فقد ندد الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين علنا الخميس بقرار ترامب فرض الضرائب. وقال في بيان «أخالف القرار وأخشى عواقب لا يمكن التكهن بها»، مشيدا في الوقت نفسه بالاستثناءات لكندا والمكسيك.
جون ماكين قال السناتور الجمهوري عن يوتا جون ماكين إن «الأمن القومي يجب أن يلعب دورا مهما في قراراتنا على صعيد التجارة لكن يجب ألا يستخدم ذريعة للحمائية»، وذلك تعليقا على تبرير ترامب فرض هذه الضرائب بدواعي الأمن القومي.
فورد علقت متحدثة باسم المصنع الأميركي للسيارات «مع أن فورد تشتري غالبية حاجتها من الفولاذ والألمنيوم في الولايات المتحدة إلا أن هذا القرار يمكن أن يترجم بزيادة في أسعار المواد الأولية على الصعيد الوطني ما سيسيء إلى القدرة التنافسية للصناعيين الأمريكيين».
الاتحاد الوطني لبائعي التجزئة أعلن رئيس الاتحاد الوطني لبائعي التجزئة «أنها ضريبة لا ضرورة لها على كل أسرة أمريكية وجرح نتسبب به لأنفسنا لاقتصاد الأمة».
وتابع أن المستهلكين يواجهون صعوبات في جني ثمار إصلاح الضرائب «هذه الأرباح ستزول بسرعة نتيجة ارتفاع أسعار مواد تتراوح من العبوات إلى السيارات مرورا إلى المنتجات الإلكترونية
اتحاد الصناعات الأميركية صرح سكوت بول رئيس اتحاد الصناعات الأمريكية «نأمل أن ترسي هذه الضرائب أسس اقتصاد أكثر متانة»، معتبرا أنها ستؤدي إلى إنشاء وظائف.