المقهى الثقافي العراقي في لندن يستقبل عامه الثامن على أنغام الساكسفون

لندن – ابتسام يوسف الطاهر:
الأمسية الرابعة والسبعون للمقهى الثقافي العراقي في لندن كانت للاحتفاء بعازف الساكسفون الدكتور عمار علو، وصدور كتابه (الساكسفون ونغم الربع)، وأيضا للاحتفال بمرور سبع سنوات من العطاء الثقافي والفني للمنبر الأهم للجالية العراقية في لندن، بجهود كل من الفنان المخرج علي رفيق، والفنان التشكيلي فيصل لعيبي، مع مساعدة بعض من الأصدقاء.
منذ ولادته في نيسان 2011 ابتعد المقهى عن الجدل السياسي العقيم وتناقضاته، وركز على الثقافة الإبداعية، وأشاع جوا ثقافيا اجتماعيا متآلفا بين أبناء الجالية العراقية.
وأصبح المقهى جزءا من اهتمامهم فهم يواصلون حضور فعالياته وأمسياته الأدبية والعلمية. يشاركون فيها بحماسة، تجلى ذلك في حواراتهم ومداخلاتهم وتساؤلاتهم.
قدّم الأمسية الإعلامي أحمد حسين الذي تحدث قائلا: “ندخل العام الثامن لأمسيات المقهى الثقافي العراقي في لندن، بالاحتفاء بالأستاذ عمار علو عازف ساكسفون، بمناسبة صدور كتابه (الساكسفون ونغم الربع). عمار علو منذ صباه تعلق بآلة الساكسفون وأحبها، ومنحته كل الامكانيات التي تقدمها آلة غربية لطفل من الشرق.
وأضاف: هذه القضية هي الأساس بولادة هذا الكتاب، أو النظرية الجديدة التي دونها مؤلفها، والتي زاوجت بين الروح الشرقية والآلة الغربية. فقد تتلمذ علو لثلاث سنوات في العراق على يد الأستاذ عبد الرزاق، ووقتذاك لم يفكر في ان يعزف الربع تون. وقصة الربع تون جاءت بعد أن واجه عمار علو نفسه وهو يعزف البوب الغربي على الآلة. وعند مغادرته العراق، واستقراره في المانيا، وجد فيها العازفين الحقيقيين. وهناك بدأ البحث عن هويته الموسيقية، والعراق الحافل بالشجن والموسيقى”.
بدأت “ناستولجيا” الحنين عند عمار فاتخذ قراره: ” لن أتخلى عن الساكسفون ولن أتخلى عن الذاكرة الشرقية النغمية التي في رأسي”.
ويواصل احمد حسين حديثه: “التقيته بالمصادفة في لندن، بعد ان ترك المانيا، وروى لي كيفية ايجاد السبيل لتحقيق فكرته في عزف الانغام الشرقية على آلة غربية “الساكسفون”. أحببت الفكرة، وقلت لنعمل على وضع قواعد وندونها لتصبح دليلا للشباب الذي يأتي من بعدنا”.
انجز الدكتور عمار علو الكتاب، وأنتج قاعدة لعزف النغم الشرقي على آلة غربية. برغم انشغالاته، اذ يعمل باختصاص بعيد عن تلك الهواية، فهو متخصص في مجال بحوث أمراض السرطان في أحد مستشفيات لندن.
في حديث الضيف عمار علو، شكر الحضور وأكد انه لم يكن الوحيد انما هناك الكثير الذين عزفوا الربع تون على هذه الآلة، ويعزفونه بطريقة جيدة، وقال: “الذي دفعني الى تدوين تجربتي بهذا الكتاب، رغبتي لأشارك ما توصلت له من نتائج، بعد بحث ومعاناة، وتقديمها للآخرين. كنت قد وضعت الافكار وعرضتها على صفحتي بالفيس بوك، لكنني بالحوار مع الأستاذ أحمد حسين، تبلورت عندي فكرة طبع الكتاب لتعم الفائدة”.
واشار الى ان مهنة العزف تقتصر على نخبة مختارة، تحافظ على (سر المهنة) ولايشركون فيها الا المقربون. ومن الغربيين من يستطيع عزف الربع تون لكنه لا يعرف اين يستخدمه، فموسيقاهم خالية من هذا النغم، وهم اساسا لا يعزفون المقامات الشرقية، وهناك من يعزفها بطريقة الارتجال، وهم بذلك يظهرون مقدرتهم وأمكاناتهم في التحكم بالآلة: “كنت أراقب عزفهم، لم يشرحوا لي طريقتهم، ولم أسمع منهم حديثا نظريا، انما سعيت الى مراقبتهم ثم تطبيق ذلك وصرت أدون ما أتوصل اليه من نتائج”.
ثم قدم عمار مع فرقة من الموسيقيين معزوفات لتطبيق ما جاء بكتابه من نظريات، وهم: من العراق علي قيردار عازف إيقاع، ومؤيد غلام عازف بيانو، وجاك بيرغس عازف ساكسفون من بريطانيا، وفاروق الصافي عازف ايقاع من مصر.
وعزف جاك لحنا معروفا لدى الحضور لمقام عراقي آثار أعجابهم. وتواصلت الأمسية لأكثرمن ساعتين في تقديم لمقامات العجم، والنهاوند، والخانبات، وغيرها، استعاد فيها الحضور ما سمعوه من أغاني الوطن البعيد، فتفاعلوا مع الموسيقى ومع المعلومات التي سمعوها لأول مرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة