حملات تسقيط إلكترونية مستعرة بين الكتل السياسية
نينوى ـ خدر خلات:
عبّر ناشطون موصليون عن امتعاض أهالي المدينة القديمة من نصب وتعليق عشرات الدعايات الانتخابية على خرائب المدينة القديمة، في حين تستعر حرب إلكترونية بين الكتل السياسية تستعمل فيها كل الأسلحة المتاحة بضمنها تصريحات سابقة وفيديوهات قديمة محسوبة على جهات سياسية.
وقال الناشط المدني والحقوقي الموصلي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الحملة الانتخابية في عموم محافظة نينوى، وفي مدينة الموصل وصلت الى ذروتها، حيث ان انصار المرشحين يقومون باعادة تعليق صور مرشحيهم كلما تساقطت بفعل الانواء الجوية والامطار والرياح القوية التي عصفت بالمنطقة خلال الأسبوعين الماضيين او بسبب اتلافها من قبل اطراف مجهولة”.
وشهدت مدينة الموصل مؤخرا، امطارا رعدية غزيرة مصحوبة برياح قوية اتلفت المئات من الدعايات الانتخابية للمرشحين للانتخابات النيابية في العراق.
واضاف المتحدث ان “الدعاية الانتخابية حق مكفول لكل المرشحين لكن على وفق ضوابط أعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لكن نرى ان اهالي الموصل القديمة ممتعضون بشدة بسبب تعليق صور مرشحين من شتى الكتل السياسية بين خرائب المدينة القديمة حيث يعتقد ان العشرات وربما المئات من الجثث ما زالت تحت انقاضها”.
واشار الطائي الى ان “بعض اهالي الموصل ينتقدون تلك الدعايات الانتخابية فوق اطلال المدينة القديمة ويقولون “خربوها وكعدوا على تلها” في اتهامات صريحة لبعض الاطراف السياسية بتحمل مسؤوليتها عما اصاب الموصل من خسائر لا تحصى على المستوى المادي والمعنوي والنفسي والانساني منذ سيطرة عصابات داعش الارهابية عليها في حزيران 2014 الى حين طرده منها في نهاية تموز من العام الماضي”.
ومضى بالقول “كان ينبغي للمرشحين الذين رفعوا دعاياتهم الانتخابية بين خرائب المدينة القديمة ان يراعوا شعور من فقد بيته ومنطقته واهله وجيرانه، وان تكون شعاراتهم تتناسب مع المنظر العام، وتعد الاهالي بسرعة الاعمار والتعويض، وليس الحديث عن حياة رغيدة وبهجة وسرور وغيرها من الشعارات الرنانة”.
حرب الكترونية من دون اية ضوابط تستعر بين الكتل السياسية
على صعيد متصل، وعلى وفق رصد مراسل الصباح الجديد، فان حربا الكترونية مستعرة اندلعت بين الكتل السياسية في محافظة نينوى، لتسقيط مرشحين وقوائم ودعم اطراف اخرى.
ولجأت الجيوش الالكترونية التي تؤدي اعمالها مقابل اموال، غير معلومة، الى الضرب تحت الحزام لخصومهم، حيث ليس هنالك اية ضوابط لهذه الحرب التي تحولت الى كسر عظم، حيث تقوم بعض الصفحات الاعلامية باعادة نشر فيديوهات قديمة لبعض المرشحين ورؤساء كتلهم السياسية خاصة تلك اللقطات التي فيها حديث عن مدينة الموصل، علما ان بعض تلك الفيديوهات تعود الى مرحلة ما قبل سقوط الموصل.
كما يقوم البعض بالتلاعب ببعض الفيديوهات واجتزاء اجزاء من حديث المرشحين او القيادات البارزة في قوائمهم، لخداع المتابعين والجمهور، واظهار المتحدث وكأنه يتشمت باحوال الموصليين وبما اصابهم من خراب ودمار.
وفي السياق نفسه، لجأ البعض من تلك الجيوش الالكترونية الى اقتباس منشورات تعود لبعض المرشحين من القوائم المتنافسة، والتي مضى على بعضها سنتين، ويعيدوا نشرها مع التركيز على منشورات تسيء الى المدينة واهلها، بهدف ابعاد الناخبين عن اولئك المرشحين.
فيما يقوم البعض، بوضع صور مرشحين من قوائم منافسة في اكياس للحلويات او مع علب الالبان والاجبان، والزعم ان هذا المرشح يوزع هدايا رخيصة وبائسة لكسب اصوات الناخبين.
وبحسب متابعة مراسل الصباح الجديد فان مكتب المفوضية في محافظة نينوى تمكن من توزيع 1,401,876 بطاقة انتخابية للمصوتين في يوم الانتخابات (التصويت العام) كما تمكن من توزيع 30,595 بطاقة انتخابية للتصويت الخاص، اما البطاقات المتبقية (خاص وعام) فتبلغ 866,913 بطاقة، وهذه الاحصائيات لغاية الرابع من الشهر الجاري، علما ان عدد البطاقات الكلي (عام و خاص) يبلغ 2,299,384 بطاقة.
ويتنافس نحو 900 مرشح في محافظة نينوى للفوز بـ 34 مقعدا مخصص لها في انتخابات مجلس النواب العراقي للعام الحالي 2018.