مناشدات لعلماء العراق والموصل ليظهروا الحقائق لعامة الناس
نينوى ـ خدر خلات:
بالتزامن مع العمليات الأمنية التي تلاحق بقايا عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عموم محافظة نينوى، أطلق نشطاء موصليون دعوات جادة للتصدي فكريا للتنظيمات الإرهابية، داعين علماء العراق بشكل عام والموصل بشكل خاص لإظهار الحقائق العامة للناس لتفنيد الأفكار المتطرفة.
وقال الناشط والإعلامي الموصلي أحمد الملاح “لا يخفى على عاقل أن غياب دور المساجد أو المؤسسات الإسلامية في الموصل كان جزءا كبيرا منه نتيجة تقاعس رواد المسجد وقادته ورواد وقادة تلك المؤسسات في ظل تسارع الأحداث التي تتطلب جهدًا مميزًا انتظره الناس ولم يجدوه للأسف، أو وجدوا أسماء معدودة من تصدرت وغياب الآلاف نتيجة الخوف أو عدم وضوح الرؤية لديها أو لأسباب أخرى”.
واضاف “بالنتيجة ظهرت فجوة في الساحة قام باستغلالها عدد كبير من أنصاف العلماء أو من دعاة العلم أو التنوير أو الثقافة ليظهر لنا مسوخ فكرية خلال السنوات الماضية، بينما مشكلتنا ماتزال قائمة مع شيوخ وعلماء الموصل الذين اكتفى غالبيتهم بالخطب الموحدة أو كلمات بسيطة تتحدث عن نبذ التطرّف والعنف وأن الدين دين رحمة إلى أخره من الإسطوانة التي أصبحت مشروخة”.
وأوضح الملاح “لم أَجِد كتابا لعالم موصلّي يتحدث فيه بشكل واضح وصريح وتأصيل شرعي ردا على فكر القاعدة ومن بعده داعش، مثلا مؤلف كتاب (إدارة التوحش) المدعو ابو بكر ناجي، الذي يعد كتابه دستور لتنظيم القاعدة، لم أَجِد كاتب من علماء الموصل يناقش الكاتب في جلسة علنية أو يكتب كتابا في رد مفصل حوله، برغم أنه يعد أبرز كتب القاعدة ثم داعش، وللاسف لا يوجد ردود علمية مباشرة من علماء الموصل عليه”.
ومضى بالقول “كذلك الحال مع كتاب (فقه الدماء) للمدعو أبو عبدالله المهاجر، أو ما يسمى بكتاب (مسائل فقه الجهاد) الذي يناقش بشكل شرعي كثيرا من الأمور التي يستند عليها داعش والقاعدة على شرعية عملهم، أيضًا لم أَجِد رداً عليه، كما لم أَجِد علماء تخرج علينا في فضائيات موصلية او عراقية وتناقش أفكارا وأطروحات داعش الفكرية وتفنيدها للمشاهد”.
عادا ان “هذا التقاعس خلق جمهورا عريضا من الشباب والنشطاء والنَّاس البسطاء التي تؤمن أن ما قامت بِه القاعدة ثم داعش هو الإسلام، كما لم نشاهد علماء يشرحون التاريخ والأحكام ويطرحون الأفكار الجديدة ويتبعون الحقائق والانحرافات الفكرية بشكل عقلاني بعيدًا عن شتم وسب من يفكر أن داعش هي الإسلام”.
داعيا “علماء الموصل بشكل خاص وعلماء العراق بشكل عام ليظهروا لنا بمراجعات فكرية حقيقية تبين للناس الحقائق بطريقة علمية منطقية بعيدة عن الوعظ والفوقية ونزولاً للجمهور الذي ينتظر من يبين له الحقائق بصدق”.
ويشير نشطاء موصليون الى ان تنظيم القاعدة الارهابي اغتال العشرات من علماء الدين في عموم محافظة نينوى واستهدف الذين عارضوا افكاره المتشددة والمتطرفة، كما ان تنظيم داعش استمر بهذه السياسة الاقصائية واعدم عددا اخر من علماء الدين بمحافظة نينوى و حيّد اخرين، فيما اخرين فضلوا الهرب الى مناطق النزوح باقليم كردستان او الى محافظات اخرى بوسط وجنوب البلاد.
وتقول مصادر محلية في الموصل ان الوقف السني في المدينة هو المعني الاكبر بمهمة التصدي للفكر المتطرف، وينبغي بالحكومة العراقية ان تدعم هذه التوجهات من خلال اقامة ورش عمل ومؤتمرات بمشاركة علماء دين من داخل العراق وخارجه، لتفنيد الافكار المتطرفة التي بثتها التنظيمات الارهابية في صفوف الشباب والفتية في اثناء وجودها بالموصل او سيطرتها عليها