تُعرَف أيضاً باسم صناعة الصور المتحركة (كرتون)، مصطلحات تستخدم للإشارة إلى المؤسسات التجارية والتقنية التي تدخل في عملية إنتاج الأفلام.
ويشتمل ذلك على شركات الإنتاج واستديو هات الأفلام والتصوير السينمائي، وتحريك الصور ومهرجانات الأفلام والتوزيع والممثلين والمخرجين وغير ذلك من المدخلات. وتعد هوليوود أقدم وأضخم صناعة سينما في العالم.
في السنوات الأولى لصناعة السينما كان عدد كبير من المدن الأميركية يقوم بإنتاج الأفلام السينمائية، لكن بمرور الوقت، ومع تطور صناعة السينما، بدأ المنتجون يتجهون أكثر وأكثر إلى جنوبي كاليفورنيا، حيث المناخ الملائم للتصوير طوال العام.
وقبل نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م، كانت بعض الشركات المنتجة قد أقامت لنفسها عددًا من أماكن التصوير (الاستديوهات) حول منطقة هوليوود في لوس أنجلوس.
ثم حدثت بعض التطورات الدولية التي أدَّت إلى انفراد تلك المنطقة بالسيطرة على صناعة السينما في العالم، وارتباط ذلك الفن الجديد باسم هوليوود. ومن أبرز تلك التطورات أن الحرب العالمية الأولى قَضَت على المنافسة الأوروبية القوية للسينما الأميركية، فقد ركزت حكومتا إيطاليا وفرنسا جهودهما للقتال وسَحَبَتا دعمهما المادي لصناعة السينما في هاتين الدولتين، وهكذا انفردت هوليوود بالساحة وبدأ المخرجون والمنتجون ينفقون بِبَذَخ لتقديم المناظر والملابس المبهرة لتنفرد هوليوود بقمة صناعة السينما بلا منازع.
لكن ذلك لا يعني انفراد هوليوود المطلق بصناعة السينما في العالم، فسرعان ما عادت أوروبا لمنافسة الولايات المتحدة في صناعة السينما، وبخاصة فيما يتعلق بتطبيق بعض الأساليب الفنية الجديدة على فن السينما، كالتعبيرية، وهكذا ظهرت التعبيرية في السينما الألمانية لتركِّز على الواقع النفسي، وليس مجرد الواقع الظاهري أو الخارجي.
وفي الاتحاد السوفييتي (السابق) ابتداءً من عام 1922م، بدأت حركة سينمائية نشطة كان أبرز مُخْرجيها سيرجي آيزنشتين الذي رفع السينما السوفييتية الصامتة بفيلمه بوتمكين في عام 1925م، إلى مصاف السينما العالمية.
السينما الناطقة
حتى منتصف العشرينيات من القرن العشرين كانت السينما صامتة، إذ كانت الأفلام تؤدَّى بمصاحَبة الموسيقى الحية، أو حتى الحوار المباشر، ثم المقدمات والنهايات (التترات) المطبوعة على الشريط فيما بعد.
وبحلول عام 1927، كانت جهود المخترعين قد آتت ثمارها. وهكذا تم في هذا العام تقديم أول فيلم ناطق، وهو “مغني الجاز” الذي تم فيه تحقيق التزامن بين الشريط السينمائي وأسطوانة الصوت المسجلة.
وبحلول عام1929، أصبحت عملية تسجيل الصوت على شريط الصورة عملية شائعة، وهكذا انتهت السينما الصامتة إلى الأبد.
في هوليوود شَهدَت الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي دخول لونين من الأفلام الروائية إلى الساحة بتركيز واضح، وهما الفيلم الغنائي الاستعراضي وفيلم العصابات. وفي الوقت نفسه فإن ظهور أنظمة القهر السياسي في الاتحاد السوفييتي (سابقًا) وألمانيا النازية، أدَّت إلى هجرة عدد كبير من المبدعين من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مما أضاف دماءً جديدة إلى الحركة السينمائية في هوليوود.
وفي سنوات الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد أن دخلتها أميركا عام 1941؛ تفرَّغَت السينما الأميركية للمساهمة في المجهود الحربي عن طريق تقديم الأفلام الحربية الوثائقية والأفلام الروائية التي تشحذ الهِمَم والعَزَائم.
وقد أدت الحرب إلى اتجاه المخرجين والكُتَّاب لمناقشة آثارها الاجتماعية، فيما سمي بواقعية ما بعد الحرب، أو الواقعية الجديدة، وهي واقعية دفعت بالمخرجين إلى تصوير المناظر في مواقعها الطبيعية، وإلى استعمال الممثلين غير المحترفين. ومن أشهر مخرجي ذلك الاتجاه روبرتو روسيليني وفيتوريو دي سيكا.
في الوقت نفسه شهدت الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي في الولايات المتحدة الأميركية تراجعًا واضحًا في صناعة السينما، وذلك بسبب المنافسة التي قدمها الوافد الجديد، وهو التلفاز. إلى درجة أنْ انخفض إنتاج هوليوود من 550 فيلمًا في العام قبل الحرب إلى 250 فيلمًا في الخمسينيات من القرن العشرين.
محرر الصوت في الأفلام
هو حرفي مسؤول عن تحديد وتجميع التسجيلات الصوتية وذلك من أجل التحضير النهائي لمرحلة خلط أو مكساج الصوت (sound mixing) وكذلك مرحلة الماسترينغ الصوتي لأي منتج مرئي سواء كان برنامج تلفزيوني، اوفيلم، او لعبة فيديو، أو أي إنتاج يحتوي على صوت، مسجل كان أو اصطناعي.
تحرير الصوت ظهر كنتيجة للحاجة إلى إصلاح التسجيلات الصوتية غير المكتملة، أو غير المثيرة، أو تلك التي كانت أقل شأنا من الناحية الفنية في فترة أوائل الأفلام الناطقة.
مع مرور الوقت وعلى مدار عقود من الزمن أصبح هذا العمل حرفة لها شأن في صناعة الأفلام، اذ يقوم محرر الصوت بتنفيذ الأهداف الجمالية من تصميم الصوت للصور المتحركة.
تعترف أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بقيمة المساهمة الاستثنائية لتحرير الصوت، وذلك عن طريق جائزة الأوسكار لأفضل تحرير الصوت.
هناك ثلاثة أقسام للصوت، يتم جمعها جنبا إلى جنب لخلق المزيج الصوتي النهائي وهي الحوار، والمؤثرات، والموسيقى. في الأسواق الكبيرة مثل نيويورك ولوس أنجلوس، غالبا ما يتخصص محرر الصوت في قسم واحد من هذه المجالات، وبالتالي في أي عمل ما سيكون هناك محرر منفصل للحوار، وآخر للمؤثرات، وآخر للموسيقى.
أما في الأسواق الأصغر، فمحرري الصوت يتوقع منهم أن يعرفوا كيفية التعامل مع كل هذه الأقسام، وأحياناً يقومون بالمكساج الصوتي (خلط الصوت) أيضاً. مؤثرات التحرير الصوتي تشبه خلق المحيط الصوتي للفلم من الصفر، في حين أن تحرير الحوار يشبه أخذ المحيط الصوتي الموجود ومعالجته.
ويمكن النظر الى تحرير الحوار بأكثر دقة على أنه “تحرير صوت الإنتاج”، اذ يأخذ المحرر الصوت الأصلي المسجل في موقع التصوير، ومن ثم يقوم باستعمال مجموعة متنوعة من التقنيات لجعل الحوار أكثر قابلية للفهم، وكذلك أكثر سلاسة، وبالتالي فإن المستمع لا يسمع أصوات التنقل من لقطة إلى لقطة، (في كثير من الأحيان الأصوات الخلفية غير كلمات الحوار تتغير بشكل كبير من حالة تصوير إلى حالة تصوير أخرى).
من بين التحديات التي يواجهها محرري المؤثرات الصوتية، كيفية تجميع العناصر المتنوعة لإنشاء أصوات منطقية لكل ما يراه المشاهد على الشاشة، إضافة إلى حفظ مكتبة المؤثرات الصوتية للاستعمالات المستقبلية.
المعدات
القطعة الأساسية من المعدات الحديثة المستخدمة في تحرير الصوت هي محطة عمل الصوت الرقمي، أو الداو. وهي محطة عمل الصوت الرقمية، تسمح للأصوات المخزنة على الكمبيوتر أن توضع في توقيت متزامن مع صورة متحركة، بعد خلطها، وتعديلها، وتوثيقها.
وانشأت محطة العمل الصوتية الأكثر استعمالا في صناعة الأفلام الأميركية، ابتداء من عام 2012، من قبل برو تولز من شركة آفيد. وفي الأغلب فإن هذه المحطة الصوتية تعمل على أجهزة ماكينتوش.