مخمور- عزام أحمد:
شوارع هذه البلدة التي تعد الخط الأول للصراع، تظهر فيها آثار الخراب بتجلي: المحلات مدمرة أو مغلقة، ومعظم المنازل قد هجرها أهلها، وبعض جدرانها الخارجية لا زال مكتوب عليها بعض الشعارات التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
بعد مرور اسبوع من الغارات الجوية الأميركية، تمهد الطريق أمام قوات البيشمركة لتطهير هذا الجيب الذي كان بحركة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي. سكان هذه المنطقة لا زالوا متيقنين بان المسلحين لا يزالون متربصين على بعد أميال الى الجنوب.
«لن يعود أحد الى المنطقة حتى ترحل داعش بصورة تامة»، يقولها مالك مشروع تجاري كان قد انتقل الى اربيل عاصمة اقليم كردستان بعد ان فقدت قوات البيشمركة السيطرة على هذه المنطقة.
وأضاف «لن يثق أحد بالبيشمركة مرة أخرى»، مضيفاً «وعدونا بانهم سيدافعون عنا، الا انهم انسحبوا من المعركة».
الجهود التي بذلتها البيشمركة لاستعادة المنطقة لم تنفع في رفع معنويات السكان وتسهم في عودتهم الى ديارهم.
خندق عملاق عملت القوات الكردية على انشائه حول منطقة مخمور، أمام مقاتلي داعش، يؤكد ان خطر هذه العناصر لا زال قائما، على الاقلية الكردية في شمال العراق، على بعد 60 ميلا من اربيل.
قلة من الاشخاص بضمنهم مقاتلي البيشمركة الذين يعتقدون ان ببامكانهم صد هجوم أخر يشنه مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي.
ويذكر فرمان فرهاد ، أحد قادة البيشمركة المتواجدين في تلك المنطقة «لا يمكننا مواجهتهم، حيث سنفقد الكثير من الرجال»، وفي اشارة الى حجم الاسلحة الثقيلة التي استولى عليها التنظيم من القوات العراقية بعد انسحابها، يؤكد «لا نمتلك الأسلحة المناسبة التي تؤهلنا لمجابهتهم».
الدعم العسكري لهذه القوات بدأ بالتزايد، يوم الجمعة الماضي، عندما أيد أغلب أعضاء الاتحاد الأوروبي الجهود والمساعدات التي تبذلها بعض دول الاتحاد لصالح القوات الكردية.
بينما لم تتحدث صيغة الاتفاق التي خرج بها الاجتماع عن تدخل عسكري بري، أكد بيان صادر «الترحيب بقرار بعض الدول الاستجابة لطلب حكومة الاقليم لناحية توفير المعدات العسكرية على وجه السرعة».
وأكدت فرنسا ، ايطاليا، بالاضافة الى جمهورية التشيك، استعداداتها لارسال مساعدات عسكرية الى العراق، وذكر مسؤولون بريطانيون انهم سيبحثون بشكل ايجابي طلبات العراق بالتليح لمكافحة خطر تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق.
الفرقة الصغيرة لمقاتلي البيشمرة المنتشرة في جنوبي منطقة مخمور، تؤكد ان مسلحي داعش وضعوهم في منطقة لا يحسدون عليها، وهم الان في حالة الدفاع.
ويوضح فرهاد «لديهم أسلحة تفوق تجهيزات القوات العراقية».
ويؤكد أنه خلال اليام الماضية، أطلق مقاتلو داعش قذائف هاون على نقاط لقوات البيشمركة، بالاضافة الى وضعهم قناصا يستهدف العناصر الكردية المسلحة التي تقوم بدوريات على الخطوط الأمامية، كما ذكر انه على بعد عدة أميال هناك قرية عربية توفر الدعم لمقاتلي داعش، ما أتاح لهم فرصة نشر قناصين على مبانيها.
«لديهم الكثير من الجنود، حيث ان العديد من العرب ينضمون الى صفوفهم، وأغلب الذين عادوا الى منطقة مخمور يعتقدون ان جيرانهم في القرى المجاورة يوفرون الدعم لمقاتلي داعش.
يذكر سامان يوسف الذي عاد وعائلته الى المنطقة ان «بعض العرب يصفون الى جانب داعش، وبعضهم الاخر، يقفون الى جانبنا. مجموعة أخرى من الرجال الواقفين في ساحة وسط مخمور، يشاركون ارأي، ان بعض من العرب، لا كلهم، يوفرون دعما مهماً الى مقاتلي تنظيم الدولة الاسلاميـة الارهابي.
* عن «النيويورك تايمز»