أحمد خليل: الفن مرآة المجتمع ويعكس تقدم الشعوب أو تخلفها

حاوره: حيدر ناشي آل دبس:
يهوى التمثيل منذ صغره، لكن والده أصر على دراسته الهندسة، وبعد تخرجه من “الثانوية العامة” كرر طلبه لدخول معهد السينما فوافق والده شرط أن يدخل قسم الإخراج.
ولأنه كان يعشق التمثيل، دخل من دون علم والده قسم التمثيل، ولم يعلم والده بذلك إلا بعد أن أحرز المركز الأول في قسم التمثيل، فاقنع والده بموهبته الكبيرة فبارك له قراره.
الفنان احمد خليل، قدم المئات من الاعمال الفنية المتنوعة في العديد من بلدان عالمنا العربي ومنها العراق. انتهى مؤخرا من تصوير مسلسل (كأنه أمبارح) اخراج حاتم علي، وما زال يصور مشاهده بمسلسل (رسايل) اخراج ابراهيم فخر، وبطولة مي عزالدين.
تحدث خليل عن أساليب الفن في معالجة المشكلات والامراض الاجتماعية، وفيما اذا كان قد نجح “الفن” او فشل في تأدية رسالته وايصالها الى الجمهور فقال:
– عالمنا العربي ينهار، فلا تطلب من الفن المستحيل، فهو مرآة المجتمع الذي يعكس تقدم الشعوب أو تخلفها، فالمجتمع الذي لا يقرأ وتفوق نسبة الامية الـ 40%، لا يمكنه تذوق الفن، ولا تطلب من الفنان أخذ دور المعلم. هذا الدور يناط الى المؤسسة التعليمية، التي تراجع عملها ودورها بنحو ملفت، فكلما ازداد المجتمع علماً ارتقى فنياً.
وتابع: إن الفن يرتقي في ظل كل الظروف سواء كان النظام السياسي دكتاتورياً أم ليبرالياً، إلا في حالة واحدة هي جهل المجتمع، فالدكتاتورية تنمّي الابداع المعارض لها، والليبرالية المعتمدة على الحرية بشكلها السليم أيضاً تصل بالفن لمستويات غاية في الرقي، أما الفوضى السياسية والتي تسمى عبثاً حرية، تنتج مجتمعاً متخلفاً لا يربطه رابط مع الفن لا من قريب ولا بعيد، ونحن العرب للاسف مجتمعات جاهلة، والكراهية للقراءة سمة من سمات الشخصية العربية، وحل هذه المعضلة بإعادة بناء وصياغة العقل العربي عبر أهم مفصل من مفاصل الحياة وهو التعليم.

* الكثير من الفنانين بزغ نجمهم في وقتٍ متأخر من أعمارهم، ما السبب؟
– الفن سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب، لكن استحباباً ادبياً نلفظها سلعة فنية، وهي خاضعة لاحتياج المجتمع، فذائقة الجمهور متغيرة تبعاً للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فتجده يبحث عن كوميدي يحمل مواصفات معينة في زمننا الراهن، وعن مواصفات أخرى في زمنٍ لاحق وهكذا، وعلى كل فنان تأخرت نجوميته تقديم كل ما عنده، والمشاركة بأعمال كثيرة شريطة النجاح وحسن اختيار المواضيع.

* برغم إنك خريج معهد السينما، إلا إن الشاشة الصغيرة أحبتك أكثر، ما سبب تركيزك على الدراما التلفزيونية؟
– كان بوّدي دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن إرادة والدي كانت أقوى، فالمسرح بالنسبة لي العشق الحقيقي، وأنا الممثل الوحيد في مصر الذي قدمت خلال سنتين تسع مسرحيات في مسرح الجيب.
إن الممثل الذي لم يقف على خشبة المسرح يفقد الكثير من المتعة وتطوير امكانيته الفنية. أما السينما فشروطها تختلف بشأن مواصفات الممثل، ولم تقبلني وبالتالي لم احبها، وهناك ممثلين كبار السينما لم تحبهم مثل (محمود المليجي، وتوفيق الدقن، وسميحة أيوب، وسناء جميل، وعبد الله غيث، وغيرهم) إذ لم يكونوا نجوماً بالصف الاول كما هم في المسرح، أو الدراما التلفزيونية، فالبطولة في السينما لها مواصفات معينة، مثل المرونة والطبيعة السلسة للشخصية، وبالنسبة لي أحببت الدراما التلفزيونية نظراً لجمعها بين المسرح والسينما فهي المنطقة الوسطى وهذه التركيبة تشعرني بالسعادة.

* ما الدور الذي تمنيت تجسيده؟
– ادوار كثيرة أحببت تقديمها، لكن في الحقيقة لا أتمنى الدور بقدر ما أتمنى المنتج. الذي يشغلني هو التعامل مع منتج واع، لأن أي دور يرتبط نجاحه بالعناصر التي يجب أن يوفرها الانتاج، وكذلك لا ينشغل الممثل بأعباء ضعف المخرج أو رداءة الديكور أو البناء الدرامي للعمل، اذ سيكون جهده منصبا على تجسيد الشخصية بشكلها الصحيح. إن المنتج الناجح يعرف قيمة الفنان ويقدرها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة