بغداد ـ زينب الحسني:
العديد من المشكلات الصحية تواجه العمال في محطات تعبئة الوقود، تكاد تكون واضحة ومعروفة، حتى إنك لا تضطر أن تبحث طويلا، إذا أردت الحديث او البحث عن الأمراض التي يصابون بها، فإذا سألت فقط عما يحدث في تلك المحطات ستجد رداً واحداً، وهو: الكل مصابون بأمراض «حساسية الصدر» نتيجة استنشاق البنزين فترة طويلة، فضلاً عن اختناقات بسبب الاستنشاق المستمر لـِ «البنزين»، والبعض مصابا بالتهابات المعدة.
وزارة الصحة حذّرت من مخاطر العمل في هذه المحطات وأكدت على ارتداء الزي الخاص بمحطات الوقود الذي من شأنه أن يقيهم خطر الإصابة بمرض السرطان.
وقال مدير عام دائرة صحة بغداد/ الرصافة عبد الغني سعدون الساعدي في احتفالية الدائرة باليوم الوطني لمكافحة السرطان، ان «عدم ارتداء العاملين الزي الخاص بمحطات الوقود وهي «الكفوف وكمامات الانف» من شأنها ان تعرضهم بخطر الاصابة بمرض السرطان وخصوصاً سرطان الرئة الذي يكون عن طريق الاستنشاق.
واضاف الساعدي ان «الدائرة تعمل من اجل موضوع الاصابة بالسرطان والكشف المبكر والتشخيص والعلاج وما بعد العلاج من النواحي النفسية والطبية والصحية واعادة تأهيل المريض».
وشدد على «اهمية الوعي الصحي من خلال المحاضرات التعريفية في المرض ولا سيما المحاضرات في مجال الإصابة بمرض سرطان الثدي والذي أصبح يشكل وقفة يجب اتحاذ الاجراءات الكفيلة للحد من انتشاره وذلك من خلال التوعية الصحية للنساء في سن الانجاب عن الفحص الذاتي عن سرطان الثدي، فضلاً عن الفحص بجهاز الكشف عن السرطان في المستشفيات».
واكد الساعدي على «اهمية ان يأخذ المواطن اهمية في تنظم الاكلات والابتعاد عن الاكلات السريعة التي تسبب سرطان القولون وان تأخذ فرق تعزيز الصحة من شعبة السيطرة على السرطان دورها في النزول الى الشارع لتوعية المواطنين عن اهمية تنظم وجبات الاكل النظامية والابتعاد عن الوجبات السريعة التي اخذت تنتشر بين المواطنين».
وكان عدد من المؤسسات البحثية قد أعدت دراسات عن أضرار البنزين واستنشاقه، ومنها إحدى الدراسات في المملكة العربية السعودية والمنشورة على الإنترنت، التي أكدت أن العاملين بمحطات الوقود يظلون دائماً عرضة لأضرار ومضاعفات على الرئتين بسبب الاستنشاق المستمر لجزئيات الوقود المتطايرة، وكذلك لعوادم السيارات التي تدخل إلى محطات الوقود وتخرج منها طول ساعات العمل، إضافة لتعرض عمال محطات الوقود للغبار في العراء ولعوادم المركبات، ما يتسبب في زيادة نسبة الإصابة بحساسية الصدر والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
كما أن للرصاص الموجود في البنزين تأثيرات سلبية أهمها فقر الدم، والتهاب مزمن للكلى قد ينتج عنه فشل كلوي، وصعوبة في التخلص من حمض البوليك والإصابة بالنقرس، والتهاب ثم ارتفاع في حموضة المعدة والاثني عشر، وقد تنتهي بغيبوبة كبدية، كما يؤثر الرصاص على المخ والجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي، فيظهر شعور بالإرهاق والخمول وتوتر زائد والتهاب في الأعصاب، أما بالنسبة للرئتين، فإن الرصاص يحدث تهيجاً في أغشية الشعب الهوائية فتحدث حالات ربو ونزلات شعبية.