أحلام يوسف
على مر الزمن تتغير بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، ومن ضمن التقاليد التي تتغير بين مدة ومدة أخرى، تقاليد الزواج، اذ نجد ان الزواج كان يتم عن طريق الاهل، اما الزوجان فيريان بعضهما يوم الزفاف، ثم تغير الحال فبات من الضروري ان يتم لقاء بين الخطيبين قبل ان يلبسا خاتم الخطوبة.
اليوم ومع التقدم التكنلوجي وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي أصبح موضوع التعارف بين الشاب والبنت امرا اعتياديا، لكن هل تطور الحال ام ظل على ماهو عليه، ام اننا غيرنا وجهتنا ورجعنا نسير عكس اتجاه المستقبل لنقع في حضن الماضي بكل تفاصيله؟
هل التعارف قبل الزواج والحب ضرورة ام الزواج يجب ان يبنى على أسس أخرى غير الحب الذي بالضرورة سيدخل عش الزوجية؟
اقبال عبد الرحمن مدرسة متقاعدة تقول ان الحب الذي يأتي بعد الزواج أبقى وأجمل والسبب حسبما ذكرت: قبل الزواج لا يمكن ان تظهر عيوب الطرفين، فكل واحد منهما يحاول ابراز الجانب المشرق منه وميزاته، لذلك فبعد الزواج سيصدم كلاهما بالآخر لان كل واحد منهما رسم صورة مثالية للشريك، وتلك الصدمة تولد المشكلات فيما بينهما، السبب الذي جعل الكثير من الزيجات التي تمت بعد علاقة حب طويلة تستمر لعدة سنين تفشل وتنتهي أحيانا بالطلاق.
لكن ان كان كل منهما يظهر الجانب المشرق من صفاته فلماذا تنتهي علاقات الحب أحيانا؟ ام اوس الخزرجي موظفة ردت على ما ذكرته اقبال قائلة: لو افترضنا جدلا ان الحب بعد الزواج أبقى وأعمق وأجمل، لكن السؤال الأهم من يضمن ان الحب سيتولد داخل الطرفين؟ لم لا نضع بالحسبان انهما قد يكتشفان طباع وصفات صادمة مما يولد حالة الكره بينهما، او في الأقل يمكن ان تتولد لدى طرف واحد والنتيجة ان يتحول الزواج الى كابوس، انا أؤمن بان الحب والتعارف ضرورة قبل الزواج لأني بذلك سأحمل ابني او ابنتي مسؤولية اختيارهما، نعم قد يكون الخيار غير صائب، لكن هذه هي الحياة، لا أحد يعرف علم اليقين بحقيقة الناس والمواقف، وعلينا ان نتقبل فكرة الفشل بكل أمور حياتنا، كي نعرف سبيل تصحيح الخطأ والاختيار الصح مستقبلا.
وأجاب عن السؤال أحد أصحاب المحال التجارية مهدي الجنابي: انا تزوجت عن حب وبعد علاقة دامت ثلاث سنوات، وكنا اسعد حبيبين على الاطلاق، لكن للأسف بعد الزواج اكتشفت ان السنين الثلاث لم تكن الا مدة لممارسة التمثيل من قبلها، كانت ودودة جدا وغير متطلبة وصبورة معي الى ابعد حد اما بعد الزواج فاصبح همها الأول استنزافي ماديا وكأنها تريد ضمانا لمستقبلها، وانا لا امثل لها شيئا عن المستقبل، وتحولت الى انسانة متوترة طوال الوقت وتغضب من اتفه الأمور.
كيف يمكن لشخص ان يتغير 360 درجة؟ هل فكر الجنابي ان يجلس الى زوجته ويستعيد معها ذكريات حبهما؟ هل فكر يوما ان يحدثها عما يوترها ويغضبها؟ وعن السبب الذي جعلها تتغير الى هذا الحد؟ حسن الجبوري أستاذ في الجامعة المستنصرية وباحث اجتماعي يقول: عندما تنقطع لغة الحوار والسؤال والجواب والتصارح بين الزوجين فمن الطبيعي ان تبدأ المشكلات بينهما، على الزوج ان يجلس الى زوجته ويحدثها بصراحة عما يعجبه وما لا يعجبه بتصرفاتها لكن بطريقة ذكية وودودة، لأني اجد ان بعض الأزواج عندما ينتقدون زوجاتهم يتحدثون اليهن بطريقة تشعر معها الزوجة بان الحب بينهما انتهى وحل محله الكره، الزوجة أيضا يجب ان تتفهم متاعب زوجها، وعليها ان تعرف ان زوجها هو مستقبلها طالما اختارت الارتباط به، فالزواج مؤسسة متكاملة تبنى على أسس الحب والتفاهم والثقة.
ويبقى لزميل رفض ذكر اسمه رأي، يفرض علينا التأمل، يقول:
حين نسافر الى أي بلد، نتعامل حسب قوانين ذلك البلد ونتبعها بدقة ونحرص على ان لا نخالفها، سيما اذا كان هدفنا الاستجمام والتخلص من المشاغل والهموم اليومية، وعش الزوجية بحد ذاته بلد له قوانينه، ويفرض على المرأة ان تتكيف لهذه القوانين، كما يفرض على الرجل الامتثال للقوانين ذاتها اذا ارادا ان يهربا من المشاغل والهموم اليومية، في رحلة استجمام، وبما يعني ان الحب اذا كان يمثل تأشيرة الدخول الى السعادة، فأن على المسافرين في رحلة استجمام، الحصول على الإقامة الدائمة في عش الزوجية.
الحب قبل الزواج أم بعده؟
التعليقات مغلقة