حاوره: حيدر ناشي
الباحث والموسيقي ستار الناصر، فنان متعدد المواهب، عمل في الصحافة والمسرح والموسيقى وكتابة الفنون الادبية الأخرى. عضو اتحاد الادباء والكتّاب في العراق، وعضو الهيئة الادارية للنقابة الوطنية للصحفيين في العراق.
أصدر العديد من المؤلفات في المجالات المذكورة آنفاً، التقيناه في القاهرة لنسأله عن انطباعاته في زيارته الأولى
الشعب المصري شعب طيب جدا. عكس ما تظهره بعض الافلام، شعب متفهم، لديه ثقافة سياحية، يحترم الفنان جداً، كنت اتنقل في القاهرة حاملا عودي فكان الكل يناديني، تفضل يافنان، من دون أن يعرفوني. لم أشعر مطلقا اني في غربة، بل كأنما انا في بغداد. وجدت كذلك أن القاهرة تحتاج إلى شهر لكي تطلع على كل مفاتنها. فالقاهرة مغرية للتجوال، سيما كورنيشها، ونيلها الرائع.
دهشت بمنظر الاهرامات وتجولت في انحائها فمعمارها وطريقة بنائها عجيبة فكيف يتسنى لك ان تستوعب نقل حجر بهذا الحجم ورصه بهذا الجمال والدقة.. سأعود إلى مصر حتما وسأمكث فيها ما وسع لي الزمن. هل وجدت تلاقحاً حضارياً بين العراق ومصر؟
– اكيد ان هناك تلاقحا حضاريا بين مصر والعراق، بوصفهما اول الحضارات. الحضارة الفرعونية تركت لنا نتاجات عبقرية، التحنيط، وسبل العيش، وأنظمة الحكم، والموسيقى، وبرغم الحروب التي عاشتها مصر لكن آثارها ما زالت عامرة، ومن هنا يمكن أن نوجه تحية للعاملين على إدامة بهاء المتحف، تذكرت اثارنا المنهوبة، ومتحفنا الذي بات مثل جسد بلا روح .تباً لمن فعل هذا برسائل اهلنا من سومر وبابل واشور.
* كيف وجدت استقبال الجمهور المصري للموسيقى العراقية؟
للأسف الكل كان منشغلا بمعرض القاهرة، والجمهور على قلته نوعي، فقد حضرت الاستاذة عازفة القانون المبهورة جدا بالأغنية العراقية السيدة وسام شبانة، وغيرها من الاصدقاء، تحدثنا عن الاغنية العراقية وأثرها على الموسيقى العربية وتلاقحها مع الاغنية المصرية، وعن دور الافلام في نشر الانتاج الغنائي المصري في ربوع أرض العرب المعمورة. وكذلك قدمت اغنيات عراقية ومصرية نالت استحسان الحضور.
* ذكرت في احدى منشوراتك ان البصرة أجمل من مدينة الاسكندرية، ماهي اوجه الجمال التي تفوقت بها مدينة البصرة؟
الإسكندرية جميلة جداً واهلها ومبانيها واسواقها وبحرها الممتد على مد البصر وجوّها الأخاذ، وهناك حيث البحر تذكرت البصرة قبل مجيء الطغاة، كم كانت جميلة وبهية، الفرق الموسيقية التي تعرف بالخشابة تملأ احياء البصرة بمناسبة او من غير مناسبة، فالطرب في البصرة عرف لاينفك عنه البصريون. تذكرت اسواقها العامرة بالسياح القادمين من دول العالم المتعددة. تذكرت شط العرب وفيه السفن تترى من كل صوب تذكرت اغاني اليامال والصيادين، فقلت البصرة أجمل. عذراً من اهلي في الإسكندرية هكذا رأيت البصرة من خلال جمال الإسكندرية.