التوصيف الدقيق لمظاهر الرأي العام العراقي في هذه الحقبة الزمنية هو انه رأي عام ساخط وناقم تجاه العملية السياسية بكل تفاصيلها العامة ولاجل تغيير مواقف هذا الرأي يستلزم بذل جهود واسعة وكبيرة من قبل من تسببوا باثارة مشاعر السخط والنقمة ويمكن تشخيص هذه المواقف من خلا مايصدر من آراء علنية في الشارع العراقي ومن خلال ماتعبر عنه فئات كثيرة من هذا الشعب في وسائل الاعلام المختلفة وفي مقدمتها ماينشر في مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الجمهور مع الاحداث بشتى شؤونها ومن المهم الاشارة الى ان اغفال مثل هذه المواقف او عدم تقديرمضامينها والاستهانة بها هو خطا كبير ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية العامة فان المشهد العراقي سيكون اكثر عرضة للتعقيد بما يلحق الضرر بسعي جهات مختلفة تريد الاصلاح في العراق وتستهدف في عملها وجهودها اشراك اكبر عدد ممكن من الجمهور في هذه الانتخابات والبدء بخطوات التغيير وفي الوقت نفسه فان التفرج على مظاهر الرفض والسخط والنقمة على الاداء الحكومي وشيوع الفساد والتحزب واتباع المحاصصة بكل مظاهرها ولد ردود فعل سلبية باتت تتحول الى قناعات بالصدود عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي واستهجان اغلب الشعارات الانتخابية التي بدأت احزاب وكيانات سياسية تروج لها استعدادا للموسم الانتخابي ومايثير حفيظة الحريصين على اتمام هذا الاستحقاق الانتخابي بشفافية هو اقدام عدد من المسؤولين والقياديين في هذه الاحزاب والكيانات على اطلاق تصريحات تزيد من الاحتقان النفسي لدى الناخب العراقي مؤطرة بدعايات انتخابية تتخذ من الدين او القومية او المذهب غطاء لها من اجل تمرير عدد من الرسائل الاعلامية التي تستهدف كسب الاصوات بدلا من اتباع خطوات ومبادرات اخرى تخفف من هذا الاحتقان وتسعى لطمأنة الشارع العراقي بوجود مساع لاحداث التغيير المنشود والاستجابة للتطلعات بدفع وجوه جديدة وتقديمها للساحة الانتخابية واستبعاد من طالتهم الاتهامات او ثبت ضلوعهم بارتكاب المفاسد والانتهاكات ولاجل تحقيق ذلك لابد من اختيار لغة هادئة جديدة ووسائل مخاطبة تسترضي الجمهور وتزيد من وعيه السياسي والثقافي ولاتستهين بقدرته بعد ان اصبح ملايين الناخبين قادرين على التمييز بين خطاب التضليل وخطاب الحقيقة بفضل التجارب الانتخابية السابقة وبفضل ماتم رصده ومعاينته من تصرفات وافعال للمسؤولين في السلطة التشريعية والتنفيذية .
د. علي شمخي
رأي عام ناقم !
التعليقات مغلقة