كيان العاملة

ما بين عملها واسرتها، يتلاشى الوقت الذي يمر كريح من دون ان تدرك ان ما مر هو احلى سنوات عمرها التي رسمت خطوطها على ملامح وجهها الذي توالت عليه هموم ومعاناة وسهر، من دون أي استراحة وان كانت قصيرة فأيامها متصلة بكل ما يتعلق بأسرتها وعملها الذي يمثل الرافد الثاني، او في بعض الاحيان الرافد الاساسي لتمويل الاسرة وتوفير احتياجاتها ، فضلاً عن الخدمات غير مدفوعة الثمن التي تقدمها طوال سنوات عمرها ، قد لا ينطبق هذا الكلام على جميع الأمهات، الا انها تمثل السواد الاعظم منهن ، سيما النساء العاملات اللواتي يكافحن من اجل الاستمرار وديمومة ابقاء المستوى المعاشي لعائلاتهن التي لا تدرك كيف تمر الايام والساعات على تلك المرأة العاملة التي تستنزف كل طاقتها على مدى 24 ساعة في سبعة من ايام من دون كلل او ملل .
هذا حال الاف النساء العاملات ان لم نقل الملايين في بلاد ما بين الرافدين اذ لا يمكن بخس حق ربات البيوت، ولا يمكننا نكرانه، فكلهن يحاربن من مواقعهن، اذ اشتركن بصفة انهن امهات، كل طموحهن ان يقدرن على تربية ابنائهن بالشكل الصحيح والسليم والذي يضمن لهم مستقبلًا زاهراً ومشرقاً بعيداً عن كل ما يعكر صفو حيواتهم المستقبلية.
ليتشبهن بالشمعة تضئ لغيرها على حساب ذاتها وعمرها وايامها التي تهرب من بين يديها من دون ان تدرك وان أدركت فهي لا تبالي لكونها تقيس تلك الايام على عمر ابنائها، لتظل تضرب اروع الامثلة واصدقها فهي عاملة ومربية وطبيبة ومعلمة وان تطلب الامر رجل البيت المسؤول عن ادارة شؤونه في حال غيبت الاقدار « المعيل « او غاب «بمحض إرادته».
ولا يكتفين بهذا القدر من المسؤولية بل يتجاوز الامر ان يحملن على اكتافهن هموم الاهل وذوي القربى، ويكن ملجأ لهم ولهمومهم، كل هذه المهام تحتاج الى قدرة وإرادة حقيقية، كانت هي سلاحها في جميع الظروف والمحن التي لا تنفك تطاردها واليوم هي بأمس الحاجة الى التعاون والاحترام على قدر ما قدمت وتعبت وضحت من اجل ان تظل اسرتها متماسكة وصامدة.
فالمرأة العاملة بشتى المجالات قد استحقت ما وصلت اليه، اذ رفضت ان تكون عالة بل كانت المعيل ورفضت ان تعطى بل كانت هي العطاء ومصدر الفخر في كل زمان ومكان.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة